العدد 164 - الأحد 16 فبراير 2003م الموافق 14 ذي الحجة 1423هـ

قهوة بو ضاحي

لكل شرارة نسغ يفجر شوقها في زعفران السر

مثل الماء قبل الماء يزرع ماء

لكل وريقة ضوء

يترجم وقتها بين الصدى فتموسق الأجواء

ولي نخل المنامة

شهوة الأمواج

قنديل الخرافة بين عاصمتين

ذاكرة الحوامض في مدى جغرافيا النارنج

لي في بنسيان الروح بو ضاحي

اتعرف أي سر الأرض يسكن قلب بوضاحي؟

بوضاحي سماء في ظلام الهم

بوضاحي أبي وأخي وابن العم

بوضاحي سفينة دم

ترى في زرقة الأحمر

شظايا جنة منزوعة القشرة

توصل ما تقطع بين ممباسا

وبين مشاعر البصرة

وبوضاحي

على الأيام نافذتان من بلح

على جهتين

تشتعلان في صمت يطل كغابة في القلب

بوضاحي سرير طفولة المعنى

وتاريخ السفينة في تحولها

يسافر من حنان الشوك

في ليل الموانئ يركب الأمواج

بوضاحي

دخانك في دمي مطر

إذا غاب الندى يأتيك أولادي

على شكل السؤال و لعبة الصعكير

محاصرة أغانيك الصبية بين مشنقتين

مشنقة لها شكل المصارف في تصرفها

و مشنقة لها طبع المتاجر في صباح السوق

محاصرة خلاياك الصبية بين عاصفتين

عاصفة من الذكرى و عاصفة الكلام يدور

بوضاحي يمينك موت

بوضاحي يسارك موت

أي رحابة في جنة الموتين

تشعل في الخلايا لهجة الأجداد؟

بوضاحي

منامتك التي كانت

تخاصر في السحابة موجة الأسفار

يرعبها الحنين إلى صباح الماء

يرعبها الدخول إلى خروج الريح

يرعبها التحول من يد تسقي الغيوم

إلى يد ممدودة كالشمس نحو الليل

كنت مخدة المغدور

و كنت شرارة النعسان

كنت حمامة الريحان

كنت علاقة الحدي بالزلاق

كنت قصيدة الجذر المسافر من كهوف الطين للأوراق

إن جعنا من الكتفين تطعمنا

و إن ظمأت هياكلنا توهجنا بماء الشوق

هل في كبرياء النخل غير صياغة أخرى لمائدة الحواس السبع؟

هل في كهرمان الشوق إلا رجفة المغنى يخضر جلجلان الروح؟

بوضاحي زغاريد العواصف

تنتشي من جمرة في صوت بن فارس

تطير نوارس الأشعار

من سيراف

أو دارين

أو مسقط

إلى نافورة شهلاء في أقصى سما فارس

بوضاحي

له فتوى البحار بصخرة الساحل

على الكرسي رائحة السواحل تسكن اللهجات

من نارجيلة كالبحر صوتك وهج الفتوى

و في وعد الغنائم تغمس الكسرة

حليب شرارة الدانات قلبك

آه بوضاحي

لماذا كلما هدموا جدارا جفت الكلمة

و ان خلعوا الفسيلة من مراياها

بكت دهرا خلايا الأرض

و إن قلعوا مشاعرنا

ضحكنا

آه بوضاحي

على زنديك ورقنا السواحل في مدى الأبصار

و من شفتيك علمنا الصدى جدوى صعود النار

يسارك ينحني للربح

يمينك ينثني للربح

شربنا من كلامك زبدة الألوان

بوضاحي

لأنك قهوة الدنيا و شاي الروح

تبقى في دمي طفلا

إذا غادرتني

سأظل امشي في دجى حلمي بلا عنوان





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً