ترى حليب الصغير خلص والحفاظات بعد خلصت فإذا رديت من الدوام إذ ممكن تشتري الأغراض لا تنسى» لكن أنا ما صار لي يومين من اشتريت هالأغراض تبغين بعد أشتري لا يكون تتبرعين بالحليب والحفاظات وأنا ما أدري» هذا مجرد حديث يدور بين زوجين.
أن هذا الحديث أصبح حديث كل زوجين لديهما طفل وُلد للتو أو مازال يعتمد على الحليب والحفاظات وذلك الحديث كله بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية الخاصة بالطفل، فالحليب الذي كان تباع العلبة الصغيرة منه بدينار ونصف أصبح يباع بدينارين ونصف والعلبة الكبيرة بعد أن كانت بثلاثة دنانير أصبحت بخمسة دنانير والحفاظات أيضا لم تسلم من ذلك.
وفّري في الحليب واستخدمي الرضاعة الطبيعية
بعض الأزواج يصرخون بالقول «وفّري الحليب واستخدمي الرضاعة الطبيعية فهي أرخص وأفضل». تقول المواطنة عقيلة الموسوي: «زوجي بدأ يشعر بأن الفقر قد بدأ يتجول في منزلنا فحليب طفلنا يكلفنا تقريبا 20 دينارا في الشهر والحفاظات أيضا؛ ما جعله يوجه كلامه إليَّ في كل مرة قائلا لن نستخدم الحليب الصناعي بعد الآن، على رغم من عدم قدرتي على إرضاع الطفل طبيعيا».
وتضيف «إن هذا الطفل هو الأول لنا وعلى رغم من ذلك فنحن لسنا قادرين على تحمل تكاليف مستلزماته وخصوصا في ظل غلاء احتياجاته، فسعر الحليب يشهد ارتفاعا والحفاظات كذلك، إلى جانب أنه حتى بسكويت الأطفال الذي يتم إعطاؤهم إياه في الشهر الخامس أصبح يتغنى بالغلاء».
ولم يكن حالها أفضل من حال أختها فاطمة التي تشهد المعاناة نفسها فهي لديها طفلان أحدهما رضيع والآخر عمره ثلاثة أعوام، إذ أوضحت أن طفلها الرضيع تكلفها احتياجته ما يقارب 50 دينارا في الشهر من حليب ومن حفاظات ومن مواد غذائية.
كما أشارت إلى أنها لا تفكر في الإنجاب مرة أخرى وذلك خوفا من ألا تكون قادرة على توفير احتياجات الوافد الجديد.
لديها توأم وتبكي من عدم قدرتها على الشراء
أما هذه الأم وهي سندس فاضل فكان حالها لا يسر، إذ بدأت قولها: «إذا كانوا لا يستطيعون شراء الحليب لواحد فكيف أنا وخصوصا أني أملك توأما، فهما يكلفاني الضعف؛ فإذا كانت العوائل العادية تشتري الحليب خلال شهر واحد بـ 20 دينارا فأنا أشتريه بـ40 دينارا وهذا في حال أعطيتهم الحليب ذا الجودة المنخفضة».
كما أشارت إلى أنها أصبحت توفر في الحليب، إذ أصبحت تعتمد على الرضاعة الطبيعية، وأما بالنسبة إلى الحليب الصناعي فأصبحت تعتمد عليه أثناء الليل، مبينة أنها تتمنى أن تقتصد في الحفاظات أيضا إلا أنها لا تستطيع، منوهة إلى أن العديد من الأمهات أمسين يشتكين من ارتفاع الأسعار، وقالت: «إن هناك العديد من النساء توقفن عن الإنجاب بسبب عدم قدرة أزواجهن على تلبية احتياجات الطفل».
استقالت من عملها لعدم قدرتها على دفع التكاليف
مواطنة أخرى لديها ثلاثة أطفال أحدهم حديث الولادة فضّلت الاستقالة من عملها والجلوس مع طفلها الجديد في المنزل وذلك حتى تعتمد على الرضاعة الطبيعية بصورة كلية وذلك لعدم قدرتها على شراء الحليب كل أسبوع، مبينة أنها لا تفكر في الإنجاب أبدا وذلك بسبب الظروف المعيشية للعائلة التي لا تساعد على تلبية احتياجات الوافدين الجدد وخصوصا مع ارتفاع سعر الحليب والحفاظات وباقي المواد الغذائية.
كما بيّنت أنها لم تشهد هذا الارتفاع من قبل وخصوصا أنها كانت تشتري مثل هذه الاحتياجات لأطفالها في السابق بسهولة وذلك لرخصها.
وعلى رغم الارتفاع الجنوني الذي طال حاجيات الأطفال فإنه مع ذلك لا يستطيع أحد تحميل التجار المسئولية فهذه الاحتياجات ارتفعت أسعارها في جميع دول العالم
العدد 2235 - السبت 18 أكتوبر 2008م الموافق 17 شوال 1429هـ