استنكر الأمين العام لجمعية المنبر الوطني الإسلامي ورئيس كتلتها النيابية عبد اللطيف الشيخ ما حدث مؤخرا بإحدى جلسات بالكونجرس الأميركي من مناقشة تقرير خاص بالحريات الدينية في البحرين، معتبرا ذلك تدخلا في الشئون الداخلية للبحرين، وأبدى الشيخ تعجبه من البعض الذي «ارتضوا على أنفسهم أن يرتمو في أحضان دولة مارست الإرهاب والقمع ضد إخواننا في فلسطين والعراق أفغانستان واهمين بأن هذه الأفعى تدافع عن الحريات وقد تقف بجانبهم»، في إشارة إلى الادارة الأميركية.
وقال الشيخ : إن مملكة البحرين دولة مستقلة ولها سيادة على أرضيها ولايمكن بأي حال من الأحوال أن تسمح لأحد بالتدخل في شئونها تحت أي ذريعة، موضحا أن المجتمع البحريني يقوم علي سيادة القانون واستقلالية القضاء وأن المواطنة هي التي توجب تمتع البحريني بحقوقه بصرف النظر عن ديانته ومذهبه وعرقه وذلك وفق ما ينص عليه الدستور.
وتابع الشيخ: إن القانون الذي يحتكم إليه الكونجرس عند مناقشة الحريات الدينية لدول أخرى لايعتد به الدستور البحريني ولا يعنينا ،كما أن إقليمية القوانين والتي تنظمها الاتفاقيات العالمية لاتعطي الحق لأي دولة في التدخل في الشئون الداخلية لدولة أخرى ، فقانون أي دولة يطبق على أراضيها فقط وبالتالي أي تقرير يصدر عن الكونغرس هو غير دستوري ولايعتد به.
وأكد الشيخ أن جميع المشكلات من الممكن أن تحل على طاولة الحوار فمهما بلغ حجم الاستقواء بالخارج فليس أمامنا خيار إلا الحوار مع دولتنا بكل مؤسساتها، مشددا على أن الدستور والقوانين البحرينية يكفلان حرية العقيدة وحرية ممارسة الشعائر الدينية، وأن المشروع الإصلاحي لجلالة الملك خطا خطوات كبيرة في طريق الممارسة السياسية و الحريات وحقوق الإنسان وإن كانت هناك بعض النواقص والسلبيات من وجهة نظر الآخرين فيجب أن تحل بالحوار والمناقشات ومن خلال مؤسسات الدولة كالبرلمان ومجلس الشورى وأن يتم الدفع بتشريعات جديدة تعالج القصور.
وأضاف أن ما تحقق على مدار السنوات الأخيرة في مجال الحريات وحقوق الإنسان لايمكن أن يغفله عاقل وكان على الذين ذهبوا لكسب ود أميركا على حساب بني وطنهم أن يشجعوا هذه الخطوات ويطالبوا بالمزيد من خلال الطرق الشرعية التي ينظمها الدستور والقانون البحريني.
وتساءل الشيخ «كيف يمكن لمجرم وجلاد ومتهم أن يكون قاضيا ، أليست الولايات المتحدة هي من أذكت الفتنة الطائفية في العراق، أليست هي من اقتحم المساجد وتهجم على المصلين وقتل الكثيرين منهم، أليست هي من اغتصب جنودها نساء المسلمين، أليست هي من أذاقت أبناء المسلمين ألوان العذاب في سلخانة جوانتانامو، أليس رئيسها هو من نادى بحرب صليبية؟ وكيف يمكن لها أن تحل لنفسها أن تتدخل في شئوننا الداخلية وهي من أقامت الدنيا بحجة تدخل سوريا في شئون لبنان الداخلية».
وأضاف الشيخ أليس ما يفعله الكيان الصهيوني بغزة وبفلسطين وكان آخرها عكا جرائم حرب ومحاولة لإبادة المسلمين فلماذا لاتتدخل في شئون الكيان الصهيوني الداخلية؟ ، ألم يتذكر البعض الذين ذهبوا إلى هناك لاستدرار عطف الولايات المتحدة أنها الظالم الأكبر في العالم، ألم يتذكروا ما فعلته باخوانهم في العراق وفلسطين؟
وتساءل الشيخ هل يجوز شرعا أن يتم الاستقواء بالأمريكان على المسلمين في البحرين ؟
وطالب الدولة بضرورة الرد الحاسم على ما اقترفته الولايات المتحدة، وإعلامها أن الشأن الداخلي البحريني هو خط أحمر لايمكن تجاوزه، كما طالب الجمعيات السياسية والنواب ومنظمات المجتمع المدني بالوقوف صفا واحدا ضد هذه العربدة الأمريكية ومحاولة شق الصف
العدد 2235 - السبت 18 أكتوبر 2008م الموافق 17 شوال 1429هـ