اتصل مرزوق بعدد من أصدقائه سائلا عما إذا كانوا قد تسلموا رسائل أو هدايا بمناسبة عيد الحب «الفالنتاين»، فكان جواب بعضهم كالآتي:
أحد أعضاء من لا برج لهم: والله أنا لا أعرف شيئا عن هذا العيد «الماصخ» الذي اخترعه ناس «ماصخين» عندهم وقت يضيعونه على المغازلة بواسطة هدايا سرية. فأنا أبحث عن حظي الذي ضاع في بلدي منذ زمان، ويا ليتنا نتسلم هدايا من أرواح دلمون بدلا من تسلم لعنتهم. فنحن الذين عانينا مثلهم ولكن اللعنة الدلمونية حلت علينا مثلما حلت على غيرنا. وكان المفترض من أرواح دلمون أن تستثنينا لأننا أبناء دلمون الحاليين نعاني كما هم كانو يعانون...
عضو ثان: أنا أهديت هدية عشق متكونة من الزهور لأرواح دلمون.
مرزوق: وكيف فعلت ذلك؟
العضو الثاني: لقد شكلت باقة من الزهور على شكل رأس الثور الذي كان في الأساس ضمن تصميم القيثارة الموسيقية الدلمونية. فلقد كان الدلمونيون رومانسيين، وكانوا يستخدمون القيثارة التي تحمل في أحد أطرافها رأس الثور الدلموني في مناسباتهم الدينية وفي أفراحهم. ولذلك صممت هدية الزهور على شكل رأس الثور الدلموني.
مرزوق: وأين وضعتها؟
العضو الثاني: وضعتها في معبد باربار...
مرزوق: وكيف وصلت إلى المعبد الذي يتم دثره حاليا، كما يتم دثر معبد الدراز؟
العضو الثاني: والله لدي وسائلي الخاصة، ولا أريد أن أبوح بها لكي لا يقوم أعداء دلمون بقطعها عليّ...
مرزوق: ولماذا لم تضع إكليل الزهور على قبر من قبور دلمون المنتشرة في معظم مناطق البحرين؟
العضو الثاني: لقد فكرت في ذلك، ولكني تذكرت أنني قرأت أن الدلمونيين كانوا يجتمعون في معابدهم في المناسبات، فلربما اعترفوا بعيد الحب واجتمعوا هناك أيضا. ومن جهة أخرى فلقد خفت من الذهاب إلى قبورهم لأن ما تبقى منها معرّض للانقراض، وخشيت أن تعتقد تلك الأرواح بأنني جئت لأخربها كما تم تخريب المواقع الأخرى.
مرزوق: أنا أعتقد أن جميع أعضاء جمعية من لا برج لهم يجب أن يحتفلوا بهذا العيد بصورة لائقة في محاولة لاسترضاء الأرواح الدلمونية التي غضبت علينا لأننا لم نهتم بآثارها وقلاعها ومعابدها وعيونها وسواحلها وقراها وأهلها سابقا وحاضرا... فلعلنا وصلنا إلى تفاهم معها..
إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"العدد 162 - الجمعة 14 فبراير 2003م الموافق 12 ذي الحجة 1423هـ