عندما يكون وضع مؤسسة حكومية أو خاصة غير صحيح من حيث «بحرنة الوظائف»، ويطلب منها تصحيح وضعها القانوني فإن هذه المؤسسة تقوم بتجنيس الأجانب!!
هذا هو تماما الوضع المقلوب لدينا في البحرين! إذ تم تجنيس أعداد من الأجانب العاملين في عدد من الوزارات، وحُرم منها توظيف المواطنين، وبعد ذلك يقال لك: «الآن هم مواطنون فهل ما زلت محتجا»!!
وتأتي الضغوط تلو الضغوط، فيقوم المسئولون بتوجيه الجهات المختصة لتوظيف البحرينيين عمال نظافة وحراس أمن، وتظهر في إعلامنا وكأنها «وإنجاز عظيم» ... ولكن في الواقع ومع تقديرنا لكل خطوة في هذا الملف الشائك فهي ليست إلا قطرة متواضعة في صحراء قفر، لترجع المشاكل من جديد لأن الحلول كانت «سطحية».
يعلم الجميع أن الحل لا يكمن في إخفاء المشكلة والتستر عليها، وإنما في وضع حد للتمييز بين المواطنين والتخلص من عقدة «الخوف من ابن البلد» بأي حجة كانت، فكل بحريني هو فخور بهذه الأرض وينتمي إليها وسيستميت في الدفاع عنها ضد أي خطر خارجي، فهل إعطاؤه حقه في نيل شرف ذلك صعب إلى هذه الدرجة؟!
وألا يجدر بنا ان نوقف «مسلسل التجنيس» الذي يؤجج المشكلة، وتقديم «ابن الوطن» ليأخذ مكانه الطبيعي ونُزيل «عقدة الشك» ونكون «حبايب» مثلما كنا قبيل التصويت على ميثاق العمل الوطني؟
العدد 162 - الجمعة 14 فبراير 2003م الموافق 12 ذي الحجة 1423هـ
