قال رئيس الوزراء سمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة لدى زيارته لمجلس الشيخ راشد المريخي «لقد أدخل في قلوبنا الفرحة وزادت بهجتنا عندما رأينا رجال الدين من أبناء الطائفتين الكريمتين يضربون التوجهات والأطروحات الفئوية عرض الحائط ويجتمعون لأهداف نبيلة وسامية تهدف لتعميق النسيج الاجتماعي وزيادة اللحمة الوطنية».
وأكد أن «البحرين بلد التعايش وأهلها خير أنموذج لهذا التعايش والتكامل، وعلماؤنا الأفاضل خير قدوة في ذلك وهم الضياء الذي ينير للناس طريق الخير كما انهم السباقون دائما لأخذ زمام المبادرة الداعمة للتعايش والتسامح بين مختلف التوجهات الفكرية والمذهبية»، مشيرا إلى داعمه لكل جهد وحراك يهدف لتوحيد أطراف المعادلة الوطنية وينبذ الطائفية ويكرس مبدأ ومنهجا متقدما لأدب الحوار في ظل التعددية.
وأعرب سموه عن شكره لكافة المشايخ ورجال الدين الذين استجابوا للدعوة التي أطلقها ملك البلاد بتطوير حوار نموذجي بين المسلمين كافة قائم على التسامح والانفتاح، وأضاف أن «الحراك الشعبي الهادف لإشاعة أجواء التعايش والتآلف في المجتمع البحريني محل تقديرنا وإعتزازنا فهو يدعم توجهاتنا نحو الوحدة الوطنية وللقائمين عليه كل الشكر والثناء لأخذهم بزمام المبادرة للم الشمل ووحدة الصف».
وأشار رئيس الوزراء الى أن «التقارب بين رجال الدين من أبناء الطائفتين الكريميتين يُظهر بشكل واضح بأننا في مملكة البحرين تجاوزنا مرحلة التقريب بين المذاهب الاسلامية لأن شعب البحريني بمختلف توجهاته الفكرية والمذهبية متقارب و متآلف ومتجانس والتلون المذهبي فيه كان طريقا للوحدة والترابط ولم يكن قط عبر تاريخنا الوطني المشرف أداة للفرقة»، داعيا إلى ضرورة أن يكون الخطاب الديني متصالحا مع روح العصر وجامعا للأمة ومحققا لمقاصد الاسلام في الدعوة الى الخير والتسامح والمحبة والتآلف والرحمة للبشرية، ويكون قوة تشحن طاقات المسلم للبناء والتنمية والتزود بالعلم والمعرفة لخدمة الدين والوطن، وأن يبتعد الخطاب الديني عن التأزيم وتكريس الفرقة والشحن الطائفي وتغذية الصراعات السياسية.
وخلال الزيارة، أطلع الشيخ المريخي رئيس الوزراء التحركات التي يقودها مع رجال الدين من أبناء الطائفتين لتوحيد الصف الاسلامي، والحضور الملفت والاستجابة من المواطنين للفعاليات الدينية المشتركة.
وأثنى رئيس الوزراء على هذه المبادرة من أبناء الطائفتين الكريميتين، مؤكدا دعمه الشخصي لمثل هذه المبادرات التي تبث في المجتمع روح التعاضد وشعور العائلة الواحدة، معربا عن الاعتزاز والفخر بالنخب الدينية من العلماء والمشايخ الذين تزخر بهم مملكة البحرين وما يضطلعون به من دور كبير في مجال الإرشاد وتقريب وجهات النظر بين طوائف المجتمع.
من جانبه، قال المريخي انه اطلع رئيس الوزراء خلال اللقاء على البرامج والفعاليات المستقبلية الهادفة لتعزيز الوحدة الوطنية وإنه قد وجد المباركة والتأييد من سموه لهذه البرامج ولكل تحرك يكفل نشر المحبة والألفة بين أبناء المجتمع.
وفي كلمة له بهذه المناسبة استطرد المريخي في سرد بعض الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة الداعية لوحدة المسلمين، مستذكرا بالتقدير دعم رئيس الوزراء للمشايخ والعلماء وتفاني سموه في خدمة هذا الوطن وشعبه،داعيا المولى جلت قدرته بأن يحفظ سموه ويديمه ذخرا وسندا للوطن وأهله
العدد 2235 - السبت 18 أكتوبر 2008م الموافق 17 شوال 1429هـ