حذر بيتر هانسن، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لاغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) من نفاد وتوقف موارد أنشطة الأونروا الطارئة في الضفة الغربية وقطاع غزة.

ووجه هانسن في بيان صحافي وزعته الأونروا صباح أمس، تحذيرا شديدا من أن الأنشطة الطارئة التي تمارسها الأونروا في الضفة الغربية وغزة ستنفد مواردها بل وستتوقف في أواخر شهر مارس/آذار، بما في ذلك تغذية 1,1مليون شخص، ما لم تصل على الفور التبرعات من المجتمع الدولي. وأطلق هانسن مناشدة يطلب فيها من المجتمع الدولي ألا يجعل الضفة الغربية وغزة يتراجعان على قائمة أولوياته بينما يركز العالم اهتمامه على احتمال نشوب حرب في العراق.

وقال: «نحن نحاول تفريغ جميع جيوبنا وتقديم كل دولار نمتلكه، لكن غياب المعونات الفورية سيؤدي إلى توقف عملياتنا الطارئة، ان نقص الموارد يأتي في وقت يجعل فيه الوضع الاقليمي غير المستقر من الحتمي أكثر من ذي قبل المحافظة على طوق النجاة للاجئين، بيد أن المفارقة تتمثل في أن التمول الطارئ ربما يكون قد جفت موارده لأن المانحين ينتظرون ما ستمليه الحاجة في العراق». وأضاف: «ان عدم الاستقرار على الجبهة السياسية في الضفة الغربية وغزة يعني أن هذا ليس بالوقت المناسب لوقف الجهود الانسانية ويجب على المجتمع الدولي ألا تغيب الأراضي المحتلة عن انظاره فالتوترات بالغة والحاجة ماسة جدا».

وفي ديسمبر/كانون الأول، طلبت الأونروا من المجتمع الدولي تقديم 94 مليون دولار أميركي لمساندة برامجها الطارئة في الأراضي خلال الشهور الستة الأولى من العام 2003، وحتى الآن لم تتلق الوكالة أية أموال، بل ان 5 في المئة فقط من احتياجات الوكالة تم التعهد بها.

ووفق البيان فإن غياب المعونات يعني أن الأونروا قد اضطرت بالفعل إلى تخفيض حجم المؤن المخصصة لـ 120000 أسرة لاجئة في غزة، في حين تم الاستغناء عن 1600 من موظفي الطوارئ في الضفة الغربية، كما توقفت المدفوعات المخصصة لاسعاف اللاجئين وسيتم الغاء العمليات الانسانية الضرورية، بما في ذلك اعادة تسكين اللاجئين الذين شردتهم القوات العسكرية الاسرائيلية في الوقت الذي تتصاعد فيه عمليات الهدم، ففي يناير/ كانون الثاني وحده تعرض 79 مأوى للتدمير الكامل في رفح جنوبي قطاع غزة، ولن يكون من الممكن الاستمرار في تقديم امدادات الطعام والمخيمات والاموال للمشردين ما لم تصل المعونات.

ومنذ سبتمبر/ايلول 2000، وزعت الاونروا أكثر من مليونين من العبوات الغذائية