قام وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة صباح أمس بزيارة رسمية لبغداد - لم يعلن عنها مسبقا - نقل خلالها رسالة من عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة إلى رئيس جمهورية العراق جلال طالباني. واستقبله كل من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ووزير الخارجية هوشيار زيباري. كما وصل إلى ابوظبي مساء امس للمشاركة في اجتماعات الدورة الخامسة لمنتدى المستقبل التي ستعقد اليوم.
المنامة - بنا
وصل وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة إلى بغداد يوم أمس (السبت) في زيارة رسمية نقل خلالها رسالة من عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة إلى أخيه رئيس جمهورية العراق جلال طالباني.
وكان في استقبال وزير الخارجية البحريني وزير خارجية جمهورية العراق هوشيار زيباري، وعدد من كبار موظفي وزارة الخارجية العراقية، وسفير مملكة البحرين لدى جمهورية العراق صلاح المالكي.
ويرافق معالي وزير الخارجية وفد رسمي مكون من السفير بالديوان العام بوزارة الخارجية وحيد مبارك سيار، و السفير بالديوان العام بوزارة الخارجية سعيد محمد الفيحاني، و سكرتير وزير الخارجية حسن رياض الزياني.
ولدى وصول وزير الخارجية إلى بغداد صرح بأن هذه الزيارة تأتي تعبيرا لدعم مملكة البحرين قيادة وحكومة وشعبا لإخوتهم في العراق الشقيق، وتمنياتهم لهم بعودة الاستقرار والأمن والسلام للعراق مشفوعا بالوحدة الوطنية شعبا وأرضا، وأضاف وزير الخارجية، أن مملكة البحرين كانت في مقدمة الدول التي أعادت فتح سفارتها ببغداد وسمت سفيرا لها إيمانا منها في دعم العراق ومسيرة الوحدة الوطنية فيه ليتبوأ مكانته الطبيعية مع أشقائه الدول العربية والإسلامية.
كما استقبل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة والوفد المرافق له، وفي بداية اللقاء نقل وزير الخارجية تحيات عاهل البلاد جلالة الملك، وصاحب السمو رئيس الوزراء، وصاحب السمو ولي العهد نائب القائد الأعلى وأبلغه تمنياتهم له بالتوفيق والنجاح وللعراق الشقيق كل تقدم وازدهار.
و أبلغ وزير الخارجية رئيس الوزراء العراقي تأكيد ودعم مملكة البحرين لحكومة الوحدة الوطنية العراقية ولخطواتها الجبارة في إعادة الأمن والأمان في ربوع العراق الشقيق ولدورها البارز في إعادة تنمية البلاد في جميع المجالات.
ونقل وزير الخارجية إلى رئيس الوزراء العراقي دعوة من عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ومن رئيس الوزراء صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة لزيارة بلده الثاني البحرين، وذلك لدعم وتوثيق العلاقات الأخوية المتميزة التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين.
و رحب الرئيس نوري المالكي بزيارة وزير الخارجية إلى بلده الثاني العراق، مبديا ترحيبه وقبوله للدعوة الكريمة لزيارة بلده الثاني البحرين، ووعد بتلبيتها في القريب العاجل، وقال إنه في توق للقاء القيادة البحرينية التي يكن لها ولشعب البحرين كل التقدير والاحترام، وأنه يسعى والحكومة العراقية إلى توطيد عرى التعاون بين البلدين الشقيقين في جميع المجالات.
كما أبدى استعداد الحكومة العراقية في دعم التعاون بين البلدين في جميع المجالات الاقتصادية والاستثمارية والاجتماعية العامة منها والخاصة.
وقال المالكي إن الأسواق ومجالات الاستثمار والتعاون في العراق مفتوحة للأخوة في البحرين، وللبنوك والمؤسسات الاستثمارية البحرينية في جميع المجالات والقطاعات.
وشكر المالكي مملكة البحرين على إعادة فتح سفارتها ببغداد، التي كان لها الدور الريادي والسباق في الإعلان عن إعادة فتح السفارة وتسمية السفير البحريني بجمهورية العراق، والذي كان دافعا للأخوة العرب الآخرين للحذو حذو هذا التوجه البحريني العربي الأصيل.
وتم خلال اللقاء بحث سبل تعزيز التعاون المشترك والعلاقات الثنائية في جميع المجالات ودعم الزيارات المتبادلة على جميع المستويات بين البلدين الشقيقين.
وفي نهاية اللقاء حمل المالكي وزير الخارجية تحياته وتقديره إلى عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وصاحب السمو رئيس الوزراء، وصاحب السمو ولي العهد نائب القائد الأعلى، والحكومة البحرينية و الشعب البحريني.
وفي إطار الزيارة عقد وزير الخارجية والوفد المرافق له جلسة مباحثات في وزارة الخارجية العراقية مع نظيره العراقي هوشيار زيباري، وفي بداية الجلسة رحب هوشيار زيباري بالشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة والوفد المرافق له مشيدا بمستوى العلاقات البحرينية العراقية على مختلف الأصعدة، متمنيا أن تسهم هذه الزيارة في دعم وتطوير هذه العلاقة المتميزة بين البلدين الشقيقين.
من جانبه عبر وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة عن سعادته بهذه الزيارة، وأكد على العلاقة المتميزة والوطيدة التي تربط البلدين الشقيقين على مر العصور، كما أشاد بالتطور الظاهر والمشهود الذي يشهده العراق وخصوصا في عودة واستتباب الأمن فيه متمنيا للعراق التقدم والنمو والازدهار ليلعب دوره المميز ضمن اسرته العربية والاسلامية وليعود دوره الريادي على المستوى الاقليمي والدولي. مبديا استعداد مملكة البحرين لمشاركة اخوتهم في العراق لإعادة الإعمار فيه.
كما تم بحث السبل الكفيلة بزيادة التعاون في جميع المجالات بين البلدين. وتطرقت المباحثات إلى المستجدات الراهنة على الساحة العربية والإقليمية والدولية، مؤكدين العمل سويا لتنسيق المواقف لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
وتطرق الجانبان خلال المباحثات إلى اقتراح مملكة البحرين الخاص بالمنظمة الإقليمية التي أشار إليها وزير الخارجية خلال خطابه في دورة الأمم المتحدة، وأكد الجانبان على أنها فكرة جديرة بالدراسة وأسلوب جديد لحل الأزمات ودعم التنمية والاستقرار في المنطقة بطرق وأساليب متطورة، كما يعد أسلوبا جديرا بالبحث والدراسة يستحق وضعه من ضمن الأولويات في حل مشاكل المنطقة عموما. هذا وقد استقبل الرئيس العرقي جلال طالباني الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة والوفد المرافق له وذلك في مقر رئاسة الجمهورية ببغداد، حيث نقل وزير الخارجية إلى الرئيس العراقي تحيات القيادة السياسية، كما قام بنقل رسالة عاهل البلاد جلالة الملك المفدى للرئيس العراقي والتي عبر فيها عن مدى عمق العلاقة الوطيدة التي تجمع البلدين البحرين والعراق.
من جانبه رحب الرئيس العراقي جلال طالباني بوزير الخارجية وحمله تحياته وتقديره إلى القيادة الحكيمة في المملكة، مقدرا هذه الزيارة التي تعبر عن دعم مملكة البحرين للعراق، وأكد أن مملكة البحرين كانت من الدول السباقة عربيا في تسمية سفيرا لها ببغداد وفي إعادة فتح سفارتها بها، وقال إنه والشعب العراقي يقدرون هذه الخطوة السباقة التي تدل على مدى اهتمام القيادة البحرينية في دعم العراق، وعلى عمق الروابط الحميمة التي تربط البلدين الشقيقين. وتم خلال اللقاء بحث سبل التعاون بين البلدين الشقيقين، وعبر وزير الخارجية للرئيس عن اهتمام المملكة قيادة وشعبا في تعزيز عرى التعاون بين البلدين وسبل تطويرها خصوصا في مجالات التجارة والاقتصاد والاستثمار والثقافة وغيرها من القطاعات، وإيجاد فرص جديدة للتعاون الثنائي على مختلف الأصعدة.
كما تم خلال اللقاء بحث القضايا ذات الاهتمام المشترك على المستوى العربي والإسلامي والدولي.
و قام وزير الخارجية بزيارة إلى مقر سفارة مملكة البحرين لدى جمهورية العراق في المنطقة الخضراء ببغداد.
وتفقد معاليه المبنى وتجهيزاته الضرورية ومقر إقامة السفير، واجتمع مع السفير وأعضاء السفارة ووجههم للعمل وبذل أقصى جهدهم لتطوير أواصر العلاقات وأوجه التعاون بين البلدين. وكذلك العمل على مساعدة البحرينيين الزائرين للعراق وتسهيل معاملاتهم، كما أكد على دور السفارة في تعزيز التعاون في جميع المجالات بما يخدم مصلحة البلدين.
وفي ختام الزيارة أعرب وزير الخارجية عن شكره للحكومة العراقية على التسهيلات التي قدمتها لحكومة البحرين وللسفير لفتح سفارة المملكة في بغداد والتي تعبر عن أصالة وكرم وحسن ضيافة العراق حكومة وشعبا لأشقائهم.
من جانبها أشادت الأوساط العراقية والصحافة والإعلام العراقي والعربي بهذه الزيارة التي جاءت لدعم الأخوة في العراق ومناقشة الأوضاع التي تهم البحرين والعراق، وما يهم المنطقة.
المنامة - بنا
وصل وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة إلى مدينة أبوظبي للمشاركة في اجتماعات الدورة الخامسة لمنتدى المستقبل الذي سيعقد صباح يوم الأحد 19أكتوبر/تشرين الأوّل الجاري.
وقد كان في استقباله عدد من المسئولين بوزارة الخارجية بدولة الإمارات العربية المتحدة
و سفير البحرين لدى دولة الإمارات محمد حمد المعاودة، وأعضاء السفارة.
وقد حضر وزير الخارجية حفل العشاء الذي أقامه وزير خارجية دولة الامارات سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان على شرف الوفود المشاركة في اجتماعات الدورة الخامسة لمنتدى المستقبل، كما شارك في حفل العشاء عدد من أصحاب السمو والمعالي وزراء خارجية دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومجموعة دول الثماني الكبار.
تترأس منتدى المستقبل الخامس دولة الإمارات المضيفة بالاشتراك مع اليابان. ويبحث المجتمعون في «التقدم الذي سجل في مجال الإصلاحات الديمقراطية بما في ذلك توسيع المشاركة الشعبية» ودور المرأة في المجتمع والتعاون بين الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص وذلك بحسب جدول أعمال المنتدى. ويشكل وضع الإصلاحات السياسية في العالم العربي ودور المجتمع المدني في تنمية المنطقة محور منتدى المستقبل الخامس الذي تستضيفه أبوظبي ولكن قرب انتهاء ولاية الرئيس الأميركي جورج بوش الذي كان في أساس هذه المبادرة سيلقي بظلاله على المنتدى.
وكانت نقاشات المؤتمر التي بدأت يوم أمس قد ركزت على ثلاثة محاور هي المحاور العامة للمنتدى أولها: التقدم في الإصلاحات والمسيرة الديمقراطية بما فيها حرية التعبير والبيئة القانونية لمنظمات المجتمع المدني، ويتناول المحور الثاني: التنمية المستدامة وتشمل إصلاح التعليم، الشباب والبطالة، التدريب المهني والفني،وسوق العمل، ويستعرض الثالث: التعاون بين الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص، البيئة والطاقة المتجددة وأزمة الغذاء والمساعدات الإنمائية والإنسانية. وكان مندوبون عن منظمات المجتمع المدني في 18 دولة عربية قد أنهوا في دبي يوم الجمعة منتداهم الموازي لمنتدى المستقبل وذلك وسط تساؤلات حول مستقبل المنتدى وفي ظل حصيلة متواضعة لمسار الإصلاح وإرساء الديمقراطية في العالم العربي.
وشارك 60 مندوبا من المشاركين في نقاشات دبي في أعمال منتدى المستقبل وسيحملون معهم توصيات المنتدى الموازي الذي تطرق إلى تقدم جهود الإصلاح في العالم العربي وإلى دور المجتمع المدني والبيئة التشريعية التي تحيط بعمل المجتمع المدني وغيرها من المحاور. يذكر أن المنتدى أطلق بالتزامن مع سقوط النظام العراقي السابق، وهدف خصوصا إلى تشجيع الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتعزيز دور المجتمع المدني، وأطلقه الرئيس الأميركي جورج بوش في يونيو/ حزيران 2004 في وقت كانت تسعى فيه واشنطن إلى إرساء الديمقراطية في العالم العربي غداة سقوط نظام صدام حسين في العراق وذلك بهدف تشجيع الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وكان المنتدى قد انعقد لأربع سنوات متواصلة، حيث عقد العام 2004 في المغرب والعام 2005 في البحرين والعام 2006 في الأردن والعام 2007 في اليمن وألمانيا.
وقد تم إشراك دول مجموعة الثماني في إنشاء المنتدى، أي الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وكندا واليابان وروسيا، لكن فيما يبدو أن مصير استمرار المنتدى يبدو مجهولا بسبب العلاقات المتوترة بين هذه الدول وقرب انتهاء فترة الرئيس الأميركي جورج بوش واحتمال وصول الديمقراطيين للحكم في الولايات المتحدة
العدد 2235 - السبت 18 أكتوبر 2008م الموافق 17 شوال 1429هـ