العدد 158 - الإثنين 10 فبراير 2003م الموافق 08 ذي الحجة 1423هـ

الامام الخميني

يصادف هذا اليوم مرور الذكرى السنوية الرابعة والعشرين لانتصار الثورة الاسلامية في إيران التي قادها من منفاه الامام روح الله الموسوي الخميني، وأسقط بها شاه إيران محمد رضا بهلوي العام 1979.

ولد آية الله العظمى الخميني العام 1901 في عائلة دينية بمدينة خمين في إيران، وكان والده آية الله السيد مصطفى الموسوي قد درس في النجف الاشرف وسامراء.

بدأ حياته العلمية مدرسا للفلسفة والفقه وهو في السابعة والعشرين، ثم تزوج وهو في الثلاثين. صرف الامام الخميني معظم حياته في تدريس الشريعة الإسلامية. وبدأ مجابهاته مع حكومة الشاه العام 1962 عندما قامت الحكومة بإقرار قانون أعطى الحصانة للمواطنين الاميركان. أرسل الخميني احتجاجا قويا إلى الشاه متهما إياه بقبول الذل، ومحذرا من أن ذلك القانون يشكل كارثة، وأن عواقبه ستكون وخيمة جدا على إيران.

أحكمت قوات الشاه طوقها على مدينة قم وألقت القبض على الخميني ونقلته إلى السجن في طهران، فنزل الناس إلى الشوارع في قم بقيادة ابنه مصطفى الخميني، وقاموا بالتظاهر والاحتجاجات على اعتقال زعيمهم الديني. وفي اليوم التالي قامت مظاهرات مماثلة في طهران، قمعتها قوات الأمن، ما أدى إلى سقوط الاف القتلى في طهران و المئات في قم، فيما كان الشاه سيصدر أمره بإعدام الخميني فورا. الا انه تعرض لضغوط اضطرته لنفيه الى تركيا ومنها الى العراق. في يناير/ كانون الثاني 1978 شنت احدى الصحف الرسمية هجوما شرسا ضد الامام الخميني مما ادى لخروج مظاهرات في قم وسقوط قتلى. في اربعينية قتلى قم خرجت مظاهرات تأبينية في شيراز ومدن اخرى مما ادى لسقوط مزيد من القتلى. وهكذا بدأت الحوادث الدموية في إيران مما حدى بالشاه للضغط على العراق لاخراج الامام االخميني مما اضطره للمغادرة إلى الكويت. إلا أن السلطات الكويتية رفضت استقباله، ولم تسمح له بدخول البلاد إلا بعد التأكد من انه سيذهب إلى المطار ليسافر من هناك إلى مكان آخر، فكانت رحلته الى فرنسا.

مع اصرار الامام على الاستمرار في الثورة ضد الشاه، غادر الاخير ايران في يناير 1979 ومباشرة عاد الامام الخميني في 1 فبراير/ شباط 1979 وقاد الشعب مباشرة واسقط حكومة بختيار بعد ان اعلن الجيش حياده.

في مساء العاشر من فبراير هاجمت قوات الشاه الخاصة (الخالدون) القاعدة الجوية في شمال طهران لمعاقبتها على اعلان ولائها للامام الخميني الا ان الشعب والمتطوعين عرفوا بالهجوم بعد منتصف الليل ودارت معركة بين متطوعي الشعب وقوات الشاه انتهت بانتصار الثورة في فجر الحادي عشر من فبراير 1979. توفي الامام الخميني في يونيو/ حزيران 1989 وودعته الملايين كما كانت قد استقبلته عند عودته أيضا

العدد 158 - الإثنين 10 فبراير 2003م الموافق 08 ذي الحجة 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً