سمعنا الرئيس بوش وهو يلقي خطابه وقد وضع نفسه وصيا على شعب العراق شاء أم أبى، والشيء المضحك في هذا الخطاب أنه وعد الشعب العراقي أن يقدم له الدواء والطعام والخيام والديمقراطية بعد أن يحرق الزرع ويقطع النسل ويهدم البيوت على رؤوس ساكنيها، ويهدد باستخدام القوة والقوة النووية إذا دعت الضرورة، ولكنه لم يقل انه سيرفع الحصار عن الشعب العراقي ويخفف من معاناته وهو وأبيه السبب في تدمير هذا الشعب، عندما ساعدوا حكّام بغداد في حربها الأولى والثانية.
والعجيب والغريب والمضحك أيضا أن هؤلاء الجالسين الذين يستمعون إلى خطاب بوش، لماذا يقومون بالتصفيق له بين الحين والآخر.
لماذا لم يقف أحدهم بموقف انساني ليقول لبوش كفى تهديدا وغرورا تدمّر النسل والزرع وتقتل الأبرياء، ثم بعد ذلك تقدم لهم بيدك الملوثة بدماء الأبرياء دواء وطعاما؟ نعم سيقوم بوش بالدور الذي مارسه مع شعب أفغانستان نفسه، دمر البيوت وأحرق الزرع وقطع النسل ثم قام بالقاء الدواء والطعام من الطائرة، يذكرنا كلام بوش بكلام شارون: نريد دولة فلسطينية مسالمة أي أرض من دون انسان هذا هو سلام شارون وهذه ديمقراطية بوش، لا فرق بينهما كلاهما يبتغي من لحمنا العربي شبعا.
علي حسن حماد
العدد 154 - الخميس 06 فبراير 2003م الموافق 04 ذي الحجة 1423هـ