العدد 154 - الخميس 06 فبراير 2003م الموافق 04 ذي الحجة 1423هـ

هكذا يريدونك... أخبريهم أنتِ بما تريدينه؟!

طريقة جديدة تلك التي يستخدمنها بنات «التينيجر» كما يحلو للبعض تسميتهم في لبس الحجاب، إذ أن شعرهن يغطى في وسطه فقط ويترك جزء منه في الأمام وجزء منه في الخلف، و اللباس حين يتفنن فيه بإبراز سرتهم تارة وتحجيم مفاتن أجسامهن تارة أخرى.

ولم يعد الأمر متروكا لهذا الحد، فبعد عدم قدرتنا على التمييز بين الفتيان والفتيات، نراهن وقد أخذن شيئا آخر يتشاركن فيه مع الشباب وهو حلق رؤوسهن وكأنهن صبية ونقش نقوش غريبة على بعض مواضع أجسادهن كتلك المنتشرة في الغرب، بل وصل بهن الأمر إلى عدم لبس ما يستر عوراتهن تحت ثيابهن أو إبراز ما يلبسن من ملابس داخلية إلى الناس ووضع المكياج كعارضات الأزياء التافهات والخاويات من أبسط قيم الإنسانية.

وحين نتكلم مع إحداهن أو نناقش بعضهن نراهن كالخُشُب المسندة لا يفقهن أبسط الأمور الحياتية بل إنهن لا يملكن أبسط أساسيات حياتهن، غير أنهن بتن عبقريات في فنِّ استخدام «التشات» واستخدام «الماسنجر» وكل هذا طبعا لا يعد إلا من «الاتيكيت» الذي لابد للبنت أن تتحلى به.

كنت أشاهد برنامجا خاصا عن المراهقين إذ كان هناك جمع من الفتية والفتيات جلسوا يستمعون إلى بعض مدعي الحداثة وكان هذا البرنامج يبث مباشرة على الهواء، وكانت هناك متحدثة عن الفتاة التي لابد أن تتحرر من قيود الدين وتتجه إلى بلورة كيانها وتنظر إلى نفسها، فهي تعيش حياة واحدة ولابد لها أن تسعد بها دون أن تسعى إلى تأنيب نفسها لاحقا على ما فاتها من متع الحياة، وكان هناك من يشاركها في هذا الرأي من مفكرين وأيضا من يعارضها، وعلى رغم مشاركات الشباب بمداخلات كثيرة فإن ما أثارني حقا هو حين تكلمت تلك المتحدثة عن حق الفتيات في لبس ما شئن من ثياب والتفنن في إبراز محاسن أجسادهن لأنهن ما خلقن إلا لهذا ولابد لهن أن يسعين إلى طأطأة رؤوس الشبان وراءهن، وصدهن إياهم حين يتقربون منهن ليس ممانعة عن اختلاطهم وإياهن بل ليترفعن عنهم ويروهم أنهن جميلات وان لهن الحق في صدهم، وحين وقف أحد الشباب مستفسرا عما قالته تلك المتحدثة، وكيف أن تلك الفتاة ستغوي هذا الشاب المتعطش لنهشها وأنها بلباسها هذا إنما تدفعه إلى ارتكاب أبشع صور الجرائم وهو هتك الأعراض، أجابته ببساطة إن عليه هو أن يغض بصره وأن يأخذ منحى لا توجد فيه فتيات يغوينه ويتسارعن إلى الفتك به، فإذا كنا ندعو مثل هذه المتحدثة إلى برامج الشباب والمراهقين فهل نستطيع بعد محاضراتها أن نسيطر على فتياتنا؟ وأن نكبح جماح الغرور الذي يتحلين به؟

لست من مناصري لبس الحجاب كما أني لست من معادي عدم لبسه لعلمي أن كل ذلك ما هو إلا حريات عامة لا تخصني ولا أستطيع الكلام عنها، ولكني ضد من يتبجح من الفتيات أمام الشباب ومن ثم يشكين بأن هؤلاء الشباب هم من تبعهن وحاول التحرش بهن، وندائي هنا إلى الأمهات المسئولات عن تلك التربية، عليهن أن يحددن من تصرفات تلكم الفتيات وتوجيههن إلى المسار الصحيح.

إذا أردتم أيها القراء الكرام أن ترون ما قرأتم فعليكم بزيارة واحدة لأحد المجمعات الكبيرة وسترون أن ما قيل وما يقال ليس خيالا بل واقعا ملموسا تأسس على منهجية الغرب مفككي الشعوب، ولا أملك إلا إن أقول للفتيات إن هؤلاء العصابات يريدونكم بهذا المنظور الذي لعبوا به من قديم الزمان ولابد لكن أن تفرضن رأيكن وأن تظهرن ما تريدون إليهم

العدد 154 - الخميس 06 فبراير 2003م الموافق 04 ذي الحجة 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً