العدد 154 - الخميس 06 فبراير 2003م الموافق 04 ذي الحجة 1423هـ

قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق

انا مثل غيري من العمال والموظفين البحرينيين، مضت على خدمتنا في الهيئة البلدية المركزية، قسم المواصلات والصيانة أكثر من 18 عاما، وكنا من علية العمال المجدين والمخلصين والمواظبين، وفوجئنا جميعا بتسلم اوراق الخصخصة، من دون ان يكون هناك ادنى مجال لأي حوار ونقاش ومساءلة... انها اوراق التقاعد الالزامي المبكر، انه تقاعد الفكر والعقل وخيبة الأمل، وتقاعد الاحساس والشعور المرهف بحب الوطن الغالي.

فبالله عليكم، كيف يعيش المواطن الشاب حياة أمن وطمأنينة واستقرار فكريا ونفسيا واسريا وماديا، وقد طرد من موطن رزقه شر طردة، تحت مسمى عباءة الخصخصة؟

نعم، لم تبق سوى ايام معدودات، وسيتم تصفية قسم المواصلات والصيانة الواقع في منطقة توبلي، من كل عامل وموظف بحريني، في آخر شهر فبراير/شباط الجاري.

أوجه سؤالا:، لماذا لم يتم تحويلنا الى وزارات ومؤسسات ودوائر حكومية أخرى، بدلا من ان يصدر بحقنا هذا القرار التعسفي البعيد كل البعد عن ادنى ذرة شفقة ورحمة. أليس من حقنا عرفا وشرعا وانسانية، ووطنية وقومية، باعتبارنا مواطنين، ان نتقاضى راتبا شهريا محترما؟

أليس رؤساء وأعضاء مجلس الشورى والمجلس النيابي والسلطات الاخرى، يعرفون تمام المعرفة، ان 150 دينارا بالكاد تفي تسديد فواتير الكهرباء والهاتف؟ فلماذا اذا هذا الصمت، وكأن الأمر لا يمسهم ويعنيهم البتة، بل وكأنه خارج عن ارادتهم؟

لقد تسلمنا اوراق الخصخصة، وكل واحد منا مكبل بأغلال وأصفاد القروض والديون، فما يكاد صندوق التقاعد، يدخل رصيد حقوق سنوات خدمتنا، إلا وكل مصرف من المصارف يكشر عن مخالبه وانيابه كالتمساح المسعور، ليجعلنا نخرج بخفي حنين.

ولا ندري، أليس من الاجدر ان تقوم الحكومة بتسديد ما في ذمتنا من قروض مصرفية، وذلك قبل احالتنا الى التقاعد الالزامي المبكر، باعتباره نوعا على الأقل من تخفيف العبء والعناء عن كاهلنا وعاتقنا؟

حيدر فضل حسن

العدد 154 - الخميس 06 فبراير 2003م الموافق 04 ذي الحجة 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً