العدد 154 - الخميس 06 فبراير 2003م الموافق 04 ذي الحجة 1423هـ

الباب مفتوح للمشاركة في الاستراتيجية الوطنية للنهوض بالشباب

لقاء نظمته لجنة الأطياف الشبابية في الملتقى الثقافي الأهلي

المصلى - محرر الشئون الشبابية 

06 فبراير 2003

نظمت لجنة الأطياف الشبابية في الملتقى الثقافي الأهلي أخيرا، لقاء مفتوحا مع الشباب عن «الاستراتيجية الوطنية للنهوض بالشباب في البحرين» التي تقوم بالإعداد والتحضير لها المؤسسة العامة للشباب والرياضة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الانمائي، وبحضور ممثل المؤسسة العامة للشباب والرياضة هشام الجودر، وممثل برنامج الأمم المتحدة الانمائي علي سلمان، وخبير برنامج الأمم المتحدة الانمائي ممدوح المبيض، وادار الحوار خليل عبدعلي خليل. حضر اللقاء الذي أقيم في مقر الملتقى بالمصلى، عدد من الشباب وأعضاء الجمعيات الشبابية والمهتمين والمسئولين.

يأتي هذا اللقاء في الوقت الذي أعلنت فيه المؤسسة الشهر الماضي عن الاعداد والتحضير لاستراتيجية وطنية بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الانمائي، ستعنى بشئون الشباب في البحرين، وترصد واقع واحتياجات وتطلعات الشباب، وتعمل على تطويرها ودعمها، وتكون القاعدة الأساسية التي تنطلق منها البرامج والفعاليات الشبابية في المستقبل. وقد فتح مجال المشاركة لجميع الشباب والمهتمين لابداء الآراء والمقترحات للتصور الذي ستكون عليه الاستراتيجية المقبلة. وستتعرض الاستراتيجية إلى ثمانية محاور هي: الشباب والتعليم، الشباب والعمل، الشباب والصحة، الشباب والأمن الاجتماعي، الشباب والمشاركة وحقوق الانسان، الشباب والثقافة، الشباب والرياضة وأوقات الترويح، الشباب والبيئة.

تلبية احتياجات الشباب

في بداية اللقاء أوضح هشام الجودر أن اتجاه المؤسسة إلى وضع استراتيجية وطنية تهتم بشئون الشباب في البحرين لم يكن رد فعل على حوادث رأس السنة الميلادية، وانه تم الاعداد والتخطيط لها منذ الصيف الماضي، وعقدت اجتماعات مع الجهات المختصة لمناقشة هذا الموضوع مثل وزارة التربية والتعليم وجامعة البحرين.

وقال الجودر: تقيم المؤسسة الكثير من الأنشطة الشبابية المتنوعة طيلة أشهر السنة، منها أنشطة ثقافية ورياضية واجتماعية، والملاحظ أن هناك أعدادا كبيرة تشارك في هذه الأنشطة، ونتمنى أن تتضاعف هذه الأعداد. وايمانا منا بأهمية الارتقاء بالوضع الشبابي في البحرين فإننا نقوم بوضع هذه الدراسة لتلبية احتياجات الشباب كافة، وبالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الانمائي للاستفادة من الخبرات العالمية في هذا المجال. لقد قمنا باختيار جهة محايدة تقوم بالدراسة لكي لا نحتكر العمل، ولنسمح للجميع المشاركة فيها. وأكد رئيس المؤسسة في أكثر من مناسبة أن «الباب مفتوح للجميع لابداء آرائهم ومقترحاتهم عن هذا الموضوع، فالاستراتيجية للشباب ومن الشباب». وذكر أن من أهم البرامج التي أقامتها المؤسسة هي المؤتمر الشبابي الذي أقيم في أغسطس/آب من العام الماضي، وسيتم الاستفادة منه لوضع الاستراتيجية، مبينا أن «دور المؤسسة مكمل لدور المؤسسات الأخرى التي ترعى الشباب في المملكة، وعلى الجميع أن يوحدوا جهودهم لتحسين أوضاع الشباب في البحرين».

عالم فتيّ...

ثم تحدث ممثل برنامج الأمم المتحدة الانمائي علي سلمان عن تعريف الأمانة العامة للأمم المتحدة لمفهوم الشباب الذي عرفهم بأنهم «أولئك الذين تتراوح اعمارهم بين 15 و24 سنة»، وهو التعريف الذي تعتمده الاحصاءات والتقارير في المجالات الصحية والتعليمية والعمالة الصادرة عن الأمم المتحدة. وقال: «العدد الاجمالي للشباب في العالم يقدر ببليون شخص، أي شخص شاب من كل خمسة أشخاص. والملفت للنظر أن النسبة متقاربة بين العدد الاجمالي في العالم والعدد الاجمالي في البحرين. واذا تواصل معدل الزيادة بالمقدار نفسه سنة 2020 فسيرتفع العدد الاجمالي في العالم لفئة الشباب ليصل إلى 89 في المئة من اجمالي عدد السكان، اي سيصبح العالم فتيا جدا».

منظور شامل

وأوضح سلمان أنه في ظل هذه المعطيات أصبح لزاما على الدول التي تأخذ بأسباب التنمية المستدامة، أن تنظر بمنظور شامل يولي هذه الفئة اهتماما كبيرا، وأن تضع تنميتها ورعايتها على أجندة واضحة ومتقدمة، سواء من حيث التشريع أو الممارسة. وقال: «من هذه المنطلقات وادراكا لأهمية هذه الفئة، انطلقنا لوضع استراتيجية بالتعاون مع المؤسسة العامة الشباب والرياضة، لايجاد تصور وطني متكامل وشامل يخدم هذه الفئة في المجتمع».

وأشار إلى أنه لا توجد دراسة عن أوضاع الشباب في منطقة الخليج العربي، وأنه في البحرين هناك بعض الدراسات الجزئية التي ركزت على بعض المحاور المهمة للشباب. وقال سلمان: «اذا قدر لهذه الدراسة أن تتم فهي الأولى التي تعتمد الشمولية وتستهدف الشباب بحسب التعريف العالمي وستقترح الاستراتيجية ميكانزمات معينة للقيام والرصد والتقييم. هي الآن في الطور الأول وفي مرحلة الاعداد والتحضير، وستتواصل اللقاءات مع الشباب والمختصين والمهتمين والتنسيق مع وزارات الدولة».

عنصر المشاركة

وقال سلمان: «سيعتمد في وضع الاستراتيجية - بحسب وجهة برنامج الأمم المتحدة الانمائي- على الضمان الآتي: ان تعكس هذه الاستراتيجية وجود عنصر المشاركة، وان تتطرق إلى قضايا الشباب من المنظور العملي الواقعي، وتكون قابلة للتطبيق والتجدد، اضافة إلى تلقي القبول من أكبر قاعدة ممكنة من الآباء الأكاديميين والتربويين، والأهم من ذلك الشباب أنفسهم. ولابد أن تتوافق والمعايير والاتفاقات الدولية، وأخيرا أن تأخذ في اعتبارها سقف توقعات الشباب».

طريقة الدراسة

ثم تحدث ممدوح المبيض عن الطرق والاجراءات العلمية التي ستتبعها الدراسة التي سترصد احتياجات الشباب في البحرين، وقال: «معروف أن أي مشروع أو برنامج أو استراتيجية لا تبنى من فراغ وانما تعتمد على المعلومات والدراسات والاحصاءات لصوغها واعدادها. وهدف الاستراتيجية هو تحسين الواقع الشبابي وتلبية احتياجات الشباب. ومن هنا، كان لابد من التفكير كنقطة انطلاق، اقامة مسح ميداني أسري للتعرف على توجهات الشباب واحتياجاتهم الرئيسية، وتوجد قاعدة معلومات جديدة هي نتاج التعداد السكاني (2001)، توفر اطارا كاملا وحديثا عن الأسر. نستطيع أن نسحب عينة من هذا الإطار تكون ممثلة تمثيلا شاملا ودقيقا. وسيتم تنفيذ المسح عن طريقة عينة (عنقودية متعددة المراحل) للوصول إلى اختيار الشباب بطريقة علمية». وبين أن احصاءات الشباب في البحرين تقدر بـ 4,20 في المئة من المجموع الاجمالي للسكان في البحرين، وأن عدد العينة هو 1600 شاب وشابة بحريني، وستكون الأسرة هي طريق الوصول إلى الشباب، إذ ستسحب العينات عن طريق الكمبيوتر. وقال المبيض: «درجة الثقة في هذه العملية هي 95 في المئة وبخطأ لا يتجاوز 2 في المئة. النتائج التي ستظهر من الدراسة ليست بحاجة إلى معالجة فهي معبرة مباشرة عن شريحة الشباب».

الاستبيان

وأوضح المبيض أن العملية الثانية هي «القيام بعمل استبيان، الذي يحتل أهمية في وضع الاستراتيجية، ويعتبر بمثابة الوعاء، ليس هدفا بحد ذاته وانما وسيلة للوصول إلى معرفة واقع الشباب واحتياجاته». وأكد أنه سيتم الاعتماد في وضع الاستراتيجية على نتائج المؤتمر الشبابي، ومن خلال اللقاءات المباشرة مع الشباب والتحاور معهم، وتناول نتاجهم. كذلك الدراسات السابقة التي تعرضت لأوضاع الشباب في البحرين، والتناقش مع الجهات المعنية. وقال: «لم نبدأ بعد، ومازلنا نتلمس الخطوات الأولى في هذا المجال. كما نأمل ألا تطول مرحلة الإعداد والتحضير».

المداخلات

وخلال النقاش المفتوح مع الجمهور، أثيرت الكثير من النقاط المتعلقة بموضوع الاستراتيجية، وتطلعات الشباب إليها، وعن أداء المؤسسة العامة للشباب والرياضة تجاه الشباب. وقال المهتم بشئون الشباب محمود حافظ: «الملاحظ أن أنشطة وبرامج المؤسسة تنحصر في الجانب الرياضي فقط، الذي تخصص له موازنات ضخمة ويحظى بدعم كبير على حساب الأنشطة والبرامج الثقافية. ففي الوقت الذي تحمل فيه يافطات الأندية في مسمياتها عنوان (الثقافة والرياضة) تمنع حين يتقدم لإقامة نشاط سياسي وفي ظل الاصلاحات السياسية في البلاد». وأكد أنه لا يمكن الاعتماد فقط على المسابقات الداخلية والخارجية التي تشارك فيها المؤسسة، فهي غير ممثلة لجميع الشباب، كما ركز على غياب المراكز الشبابية التي تهم الشباب، وضرورة تأسيس وتعميم هذه المراكز.

استراتيجية أم تقرير...؟

وقال حافظ: «المحاور شاملة وملتزمة بمقاييس دولية ومعايير الأمم المتحدة. هل ستكون الاستراتيجية على نمط تقرير؟... الاستراتيجية هي مجموعة من المبادئ والموجهات والأهداف، وتحتاج إلى آليات تحول الأهداف إلى سياسات وبرامج وخطط عملية قابلة للتنفيذ». مؤكدا ضرورة مشاركة جميع مؤسسات المجتمع بمن فيهم الشباب في صوغ واعداد الاستراتيجية.

وعن اعداد الدراسة بالمحددات المنهجية قال حافظ: «أطرح هنا عدم الاكتفاء بالأطر العامة لهذه المنهجية، وانما التركيز على العنصر التحليلي الذي يتجاوز العنصر الكمي والاستبياني، وعقد المقابلات واللقاءات مع الشباب في مواقعهم بالمآتم والمساجد والمنظمات والمراكز الشبابية، وهو سيوفر فرصة كبيرة لدراسة شاملة ووافية للشباب».

المحاورالثلاثة

فيما طرح الشاب إبراهيم الشاخوري في مداخلته المحاور الثلاثة المهمة للشباب وهي: الدين والجنس والسياسة. وقال الشاخوري: «لم تتعرض الاستراتيجية لهذه المحاور بشكل مباشر. الدين متصل بأمور كثيرة مهمة من تكوين الشاب، كثقافة الاختلاف والتسامح والحوار. محور الجنس مهمل، وأرى أنه لابد أن تضع المؤسسة تصورا لكيفية معالجة الجوانب المتعلقة به. السياسة أصبحت خارج المعادلة بحسب تصريح رئيس المؤسسة الأخير. وأستغرب البند الأول في تنظيم الأندية، ومضمونه ألا تشتغل الأندية بالقضايا السياسية». وركز على أهمية الجانب الإعلامي للأنشطة التي تقوم بها المؤسسة، فهناك كثير من الشباب الذين لا يعلم بوجودها.

وردا على أسئلة الجمهور أجاب هشام الجودر بقوله: «مقولة المؤسسة تهتم بالرياضة، صحيحة، لأن المسئولة عن الرياضة هي المؤسسة، ولكن المختص عن الشباب ليست المؤسسة فقط، وانما لها دور مكمل مع الجهات الأخرى. وعن الجانب الثقافي، كما تحدث الشيخ فواز، المؤسسة ليست هي المعنية بشئون الثقافة في البحرين بشكل عام، وانما المختصة هي وزارة الإعلام ممثلة في قطاع الثقافة والفنون. وذكر أن المؤسسة أقامت الكثير من الأنشطة الشبابية المختلفة، الدينية منها والثقافية والفنية». وبخصوص قضية تحجيم الأنشطة السياسية، بيّن أن هناك مرسوما أميريا يمنع ممارسة الأندية للبرامج السياسية

العدد 154 - الخميس 06 فبراير 2003م الموافق 04 ذي الحجة 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً