العدد 153 - الأربعاء 05 فبراير 2003م الموافق 03 ذي الحجة 1423هـ

حضور بوجه آخر

مدخل:

بغير وجهك قد ضاعت ملامحنا

وكل أوجهنا في الأفق تنطفئ

وكل ألواننا تمحى وتسكننا

الموتى وبين دمانا يطلع الصدأ

تحجرت رئة الدنيا فلا نفس

وسافر الماء فاحتل المدى ظمأ

وصار في رئتيك الجو محتبسا

وفوق أضلاعك الأنهار تتكئ

وأنت من أنت فر الكون من دمنا

وراح نحوك في كفيك يختبئ

القصيدة:

من علم الأمواج أن سنا الحياة بمقلتيك

جنت زوارقنا وهذا البحر يحملنا إليك

وهنا تغلفنا الثلوج وتنطفئ فينا الحياة

وتظل تحفر أنت في غدنا الدقائق والجهات

وهناك في الوطن المخبأ في يديك هناك ورد

وولادة زرقاء تصنع بعض خطوتنا وتعدو

وهنا احتضارات ملفعة بقمصان الخريف

والماء من ملح وقرص الشمس في كهف مخيف

لكنما اسمك وقعه مطر يغازله الجفاف

ويداك ساقية وتعرف طعم راحتك الضفاف

يا أيها القمر المعبأ بالضياء أما رأيت

الصبح أطفأه الغياب وكان يشرب منك زيت

قالوا بأنك غبت في الصحراء في قبو وغابة

ولربما قد كنت تسكن وسط بحر أو سحابة

أما أنا فأقول لست على البحار ولا السحاب

أنت الحضور وكل هذا الكون في ظلم الغياب





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً