يبدو أن «اللعنة الدلمونية» حلت ولن تنقشع عن أهل البحرين إلا إذا عادوا الى رشدهم وأصلحوا أحوالهم وذات بينهم...
اللعنة الدلمونية التي تسببت في جنون سائقي السيارات والشاحنات، أيضا تسببت في جنون ما تبقى من المزارعين، الذين هجروا مزارعهم بعد أن تحولت الى أراض قاحلة وبعد أن جرف رملها ونقل الى مجمعات سكنية لغير أهل دلمون.
اللعنة الدلمونية أصابت أهل باربار وأهل البديع كما أصابت أهل كرزكان والهملة من قبل... وهذه اللعنة الدلمونية تتمثل في حجب أهالي القرى الدلمونية الساحلية عن الساحل الذي عاشوا أمامه هم وأجدادهم وتحدثوا مع أمواجه وداعبوا رماله وصادوا أسماكه واستغنوا من لؤلؤه...
لقد انطلق أحد المزارعين ممن دمرت مزارعهم الى مزارع في غرب البلاد ووجد منفذا صغيرا بين المزارع هو ما تبقى لعامة الناس للوصول الى الساحل...بالقرب من الهملة والجسرة هناك منفذ صغير كان المزارع يذهب الى الالتقاء فيه ببعض أصدقائه الصيادين للحديث معهم عن عجائب الزمان...فر هاربا إلى حيث كان يذهب، وإذا بالمنفذ بدأ يضيق، وهو الآخر في طريقه الى الاختفاء، ولم يبق منه إلا قناة مائية متعفنة (ساب) مملوءة بالضفادع والأوساخ والأشواك... الروائح تفوح منها وعلى جانبها كان هناك مزارعون...اتجه اليهم المزارع الدلموني ليشكو حاله وما جرى للمزرعة التي كان يعمل بها إلا ان المفاجأة كانت كالصاعقة عليه.
فالمزارعون ليسوا من أهل البحرين ولا يعرفون لغة أهل البحرين العربية...
انطلق هاربا من هذا المكان الذي لا يوجد فيه من يتحدث العربية، ولا توجد فيه إلا الروائح غير الحسنة التي يشرد منها حتى البعوض (الخائس).
هرب الى اتجاه المنفذ الصغير الى الساحل، وإذا بأحد الصيادين يندب حظه لأن المنفذ تم اغلاق نصفه، والنصف الآخر في طريقه الى الاندثار...
هرب المزارع هائما على وجهه لا يعلم إلى أين يتجه باحثا عن جواب لما يدور في نفسه... هرب وهو لا يعلم أن لعنة الدلمونيين حلت عليه وعلى غيره لأنهم لم يعترفوا بحضارة دلمون بل انهم يحاولون تدمير دلمون
إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"العدد 151 - الإثنين 03 فبراير 2003م الموافق 01 ذي الحجة 1423هـ