أبدى وزير الأشغال والاسكان فهمي الجودر، رضاه عن سير العمل في حلبة سباق السيارات (فورمولا واحد)، مؤكدا أن تنفيذ 5 في المئة من المشروع يعتبر إنجازا، خصوصا وأن التخطيط الأولي للمشروع كان يشير إلى تنفيذ 3,5 في المئة فقط خلال هذه الفترة.
وقال الوزير لدى تفقده ظهر أمس موقع مشروع مضمار الفورمولا واحد في الصخير: أن جميع الجهات ذات العلاقة حريصة على أن يتم تنفيذ المشروع في الوقت المحدد والذي وصفه بالقصير قياسا إلى الفترة الزمنية التي حددت له بحيث لا تتجاوز 16 شهرا وتنتهي في مارس/آذار 2004، وقدرت كلفته الإجمالية بحوالي 56 مليون دينار.
وأضاف: «تنفيذ المشروع في الوقت المحدد يعتبر تحديا كبيرا، وما لاحظته فيما تم تنفيذه من المشروع أن روح الفريق الواحد تسود الجميع وأن انجاز الاعمال المطلوبة جار على قدم وساق». وأردف :«يهمني في هذه الزيارة الاطمئنان على سير العمل بالشكل الامثل».
وتحدث في المؤتمر الصحافي الذي عقد عقب تفقد الوزير لموقع مضمار الفورمولا واحد رجل الأعمال البحريني الرئيس التنفيذي لشركة سيباركو البحرين المسئولة عن تنفيذ المشروع خالد محمد عبدالرحيم أشار فيها الى التسهيلات التي تقدمها مختلف المؤسسات الحكومية المعنية بالمشروع الى شركته لتمكينها من انجازه في الوقت المحدد، مؤكدا أن: «المشروع سيكتمل بحلول مارس 2004». وتمنى خالد عبدالرحيم أن تقدم وزارة العمل المزيد من الدعم لإنجاح الجهود المبذولة من أجل تنفيذ المشروع في الوقت المحدد، مبديا استعداده التام للتعاقد مع بحرينيين إذا ما اتضحت الرغبة لديهم في العمل في هذا القطاع.
وتابع: «لقد قمنا فعلا بتوظيف عدد كبير من البحرينيين في مهن الحراسة الأمنية وسواق، وليس لدينا أي مانع من توظيف المزيد، وفي النهاية فمشروع الفورمولا ون مشروع وطني مهم وقفزة استثنائية لاقتصاد المملكة يهمنا جميعا تحقيقها بالصورة التي تحفظ لمملكتنا تميزها».
فيما عاد فهمي الجودر إلى التأكيد على أن قطاع الإنشاءات هو من القطاعات التي لا يقبل عليها المواطنون مؤكدا أن جزاءات ستقع على حكومة البحرين في حال تأخرت في تنفيذ المشروع تتجاوز اكثر من 10 ملايين دينار، مؤكدا على أهمية حدوث توافق بين المشكلة المتوقعة في هذا الصدد وخصوصا (إيجاد عمالة مواطنة) ومشكلة توقيت التسليم.
وردا على سؤال لـ «الوسط» بخصوص المخاوف الحالية من اندلاع حرب في المنطقة وتأثير ذلك على سير العمل في المشروع، وما إذا كان لدى الوزارة خطط عمل بديلة، أكد الجودر أن اتفاق التنفيذ الموقع تتضمن بنودا تتحدث عن مخاطر الحرب والحوادث الأخرى المتوقعة.
وبخصوص الثقة التي منحتها وزارة الأشغال إلى شركة سيباركو البحرينية للانشاءات في انجاز مشروع عالمي بحجم مضمار الفورمولا واحد، أوضح الجودر أن ثقة الوزارة وقناعتها بشركة سيباركو البحرينية موجودة وكبيرة، موضحا أن سيباركو قدمت كل ما يثبت قدرتها وكفاءتها وتمكنها من انجاز المشروع في الوقت المحدد، مضيفا أن الوزارة تقوم بعملية تأهيل مسبق لكل عطاء تتسلمه تقيس من خلاله قدرة المقاول فعليا على تنفيذ مشروعاتها وبأنسب الأسعار.
أما فيما يتعلق بحالة التشبع التي يعاني منها سوق المقاولات وتأثيرها على منح المقاول البحريني المزيد من المشروعات، قال الجودر إن لدى الحكومة مشروعات تصل كلفتها الإجمالية إلى حدود 800 مليون دينار، مؤكدا أن الطاقة الاستيعابية الحالية لاتستوعب مثل هذه المشروعات.
وأضاف: «كنا نتكلم عما يقارب 300 إلى 600 وحدة سكنية وهل أن طاقة سوق المقاولات قادرة على استيعابها، وبما أن البحرين وقعت على اتفاق الجات فإنها ملزمة بفتح أسواقها، بعض الناس يرفض دخول الشركات الأجنبية، لكن الاتفاق الدولي ملزمة لنا بالتوجه نحو السوق العالمية، إذ ليس من مصلحتنا أبدا إغلاق السوق».
من جهته علق الرئيس التنفيذي لسيباركو خالد عبدالرحيم على أنباء الدعوة التي تلقتها شركته للمشاركة في تنفيذ حلبة فورمولا واحد المزمع تشييدها في تركيا، مؤكدا تلقيه الدعوة بالفعل نظرا إلى ما تمتلكه شركته من خبرات بعد اندماجها مع شركة ماليزية عريقة في مجال تنفيذ حلبات سباق السيارات.
وقال الجودر في السياق نفسه: «إذا كان المقاول البحريني قادرا على اختراق السوق العالمية، فيجب الا نعارض دخول الشركات الأجنبية إلى السوق البحريني».
ويقع مشروع حلبة البحرين لسباق سيارات (فورمولا واحد) جنوب جامعة البحرين بالصخير على مساحة تبلغ 170 هكتار تقريبا، وتعد الحلبة المزمع تشييدها أول حلبة لسباق السيارات في منطقة الشرق الأوسط، وتقوم شركة تلكي العالمية الاستشارية الالمانية المتخصصة في مجال تصميم حلبات السيارات بتشييد الحلبة وفقا لمواصفات ثلاث: أن تكون هناك حلبة رئيسية وحلبة داخلية وحلبة خارجية، بالإضافة إلى حلبة للسباقات السريعة على خط مستقيم واحد.
وتتضمن الحلبة الرئيسية التي يبلغ طولها 5,271 كيلومترات طريقا داخليا وآخر خارجيا بالإمكان استخدامها حلبة واحدة، كما يبلغ أقصى ارتفاع نسبة 4,6 في المئة وأقصى انحدار بنسبة 6,2 في المئة، علما أن الوقت التقديري للفة الواحدة لسيارات الفورمولا واحد دقيقة و51 و35 ثانية ومتوسط سرعتها 196,73 كم في الساعة.
كما يتضمن المشروع مرافق أخرى ستساهم في دعم الحلبة وتغطية جميع احتياجاتها وهي منصة لكبار الضيوف ومنصة للمتفرجين تستوعب 60 ألف متفرج وورشا لإصلاح السيارات تقع في بداية نهاية خط سير الحلبة، ومنشآت ومبانٍ للفرق المشاركة في السباقات للشئون الإدارية والاستقبال.
كما يتضمن المشروع مركزا طبيا طبقا لمواصفات الاتحاد الدولي للسيارات ومركز بث تلفزيوني وإذاعي خاص لإدارة الجهاز التنفيذي للسباق ومركزا إعلاميا للقنوات التلفزيونية المحلية والعالمية يستوعب 500 إعلامي وأنفاق تحت الحلبة للتنقلات الداخلة ومراكز للمبيعات والتسوق.
وسيراعى في التصميم الهندسي إضفاء الطابع المحلي وفنون الهندسة المعمارية العربية على مرافق المشروع
العدد 151 - الإثنين 03 فبراير 2003م الموافق 01 ذي الحجة 1423هـ