يعقد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة اليوم الثلثاء اجتماعا في البيت الأبيض مع الرئيس الأميركي جورج بوش إذ تتناول المحادثات العلاقات الثنائية والوضع في المنطقة وخصوصا فيما يتعلق بالأزمة بين الولايات المتحدة والعراق وتسوية الصراع العربي الإسرائيلي. ويعتبر هذا الاجتماع هو الثاني منذ اعتلاء جلالة الملك عرش المملكة.
كما يلتقي جلالته أيضا نائب الرئيس الأميركي ريتشارد تشيني. وكان جلالته اجتمع لدى وصوله أميركا في زيارة رسمية أمس الاثنين مع كل من وزير الخارجية كولن باول ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد. ورحب باول بجلالة الملك، مشيدا بالعلاقات الثنائية والدور الذي تلعبه المملكة في المنطقة والدعم الذي تقدمه إلى الولايات المتحدة، إذ أنها تستضيف قيادة الأسطول الخامس الأميركي. وقال صاحب الجلالة الملك في تصريح لوكالات الأنباء إنه سيبحث مع الرئيس الاميركي بوش كيفية تجنيب منطقة الخليج الأخطار المحدقة بها بالطرق السلمية والدبلوماسية، مؤكدا جلالته ضرورة تعاون العراق الإيجابي مع لجنة الأمم المتحدة للتحقيق والتفتيش والمراقبة (الإنموفيك)، لافتا جلالته إلى أن الحل السلمي مبني على تنفيذ العراق قرارات مجلس الأمن. ودعا جلالته إلى بذل المزيد من الجهود من أجل إعادة عملية السلام في الأراضي الفلسطينية إلى مسارها الصحيح وفقا للشرعية الدولية لتحقيق السلام الشامل في المنطقة.
قاعدة أندروز الجوية - بنا
قال صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد إنه سيبحث مع الرئيس الاميركي جورج دبليو بوش كيفية تجنيب منطقة الخليج الاخطار المحدقة بها بالطرق السلمية والدبلوماسية، مؤكدا جلالته ضرورة تعاون العراق الايجابي مع لجنة الامم المتحدة للتحقيق والتفتيش والمراقبة (الإنموفيك) لافتا جلالته الى ان الحل السلمي مبني على تنفيذ العراق لقرارات مجلس الأمن.
ودعا جلالة الملك لدى وصوله أمس الى اميركا في زيارة رسمية يلتقي خلالها الرئيس الاميركي، الى بذل المزيد من الجهود من قبل واشنطن والمجتمع الدولي لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المعنية في القضية الفلسطينية من اجل إعادة عملية السلام الى مسارها الصحيح وفقا للشرعية الدولية لتحقيق السلام الشامل في المنطقة.
وكان حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد قد وصل أمس الى قاعدة اندروز الجوية في واشنطن صباح أمس بتوقيت العاصمة الاميركية مستهلا جلالته زيارته لها بلقاء مع الرئيس الاميركي جورج دبليو بوش يجري جلالته مباحثات مهمة معه تتناول سبل تعزيز العلاقات الودية القائمة بين البلدين الصديقين في المجالات كافة الى جانب استعراض آخر التطورات والمستجدات الراهنه التي تشهدها منطقة الخليج العربى والشرق الاوسط ومسيرة السلام والمسائل ذات الاهتمام المشترك.
وكان في مقدمة مستقبلي جلالته في قاعدة اندروز رئيس المراسم في الولايات المتحدة الاميركية دونالد بورنهام انسنت وعدد من افراد العائلة وقائد الجناح الجوي 89 بقاعدة اندروز الجوية والجنرال غلين وعدد من كبار المسئولين في مملكة البحرين وسفير المملكة لدى الولايات المتحدة الاميركية وسفراء الدول العربية في واشنطن وعدد من المستقبلين واعضاء سفارة البحرين.
وقد تفضل العاهل المفدى بالتصريح الآتي لدى وصوله: «يسعدنا ان نقوم بهذه الزيارة الى الولايات المتحدة الاميركية الصديقة وان نلتقي الرئيس الاميركي جورج دبليو بوش، وذلك في إطار اتصالاتنا المستمرة مع واشنطن من اجل التنسيق والتشاور، بشأن العلاقات الثنائية والتعاون المشترك بين بلدينا الصديقين والقضايا الاقليمية والدولية التي تحظى باهتمامنا المشترك. معربين عن ارتياحنا لمستوى هذه العلاقات وما وصلت اليه من تطور ونماء في شتى المجالات إذ تسعى المملكة الى دعم وتحقيق المصالح الاقتصادية المشتركة بينهما في إطار من الشراكة التي يأتي من بينها توقيع اتفاق التجارة الحرة مع الولايات المتحدة الاميركية الذي من شأنه الاسهام في فتح الاسواق وجلب المنافع للبلدين وشعبيهما الصديقين.
إن هذه الزيارة هي فرصة مناسبة لتبادل وجهات النظر وتقييم الاوضاع السياسية والاستراتيجية في المنطقة التي تشهد حوادث وتطورات دقيقة وحساسة تستوجب التشاور والتنسيق بين الدول الصديقة. وفي هذا الصدد سيتم البحث في كيفية تجنيب المنطقة الاخطار المحدقة بها بالطرق السلمية والدبلوماسية نظرا لما لتلك الاخطار من تداعيات خطيرة على الامن والاستقرار بالاضافة الى التأثيرات السلبية على اقتصاد دولها. لذلك فإننا نؤكد ضرورة تعاون العراق الإيجابي مع لجنة الامم المتحدة للتحقيق والتفتيش والمراقبة (الانموفيك) ونؤكد ان الحل السلمي مبني على تنفيذ العراق لقرارات مجلس الامن.
أما فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية فإننا نقدر للولايات المتحدة الاميركية دورها المهم وجهودها المستمرة في القضايا الإقليمية والدولية وخصوصا عملية السلام في الشرق الاوسط ونأمل في ان يؤدي تسارع الحوادث الراهنة وخطورتها في المنطقة الى بذل المزيد من الجهود من قبل واشنطن والمجتمع الدولي لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المعنية من اجل إعادة عملية السلام الى مسارها الصحيح وفقا للشرعية الدولية لتحقيق السلام الشامل في المنطقة.
ولا يفوتنا ان نعبر عن خالص مواساتنا وتعازينا للرئيس بوش للشعب الاميركي الصديق بضحايا مكوك الفضاء كولومبيا إذ ان تقدم العلم لايخلو من تضحيات وتلك ضريبة يدفعها رواده لصالح البشرية».
وكان صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة غادر مطار هيثرو بلندن في وقت سابق امس متوجها الى واشنطن إذ كان في مقدمة مودعي جلالته ممثل عن وزارة الخارجية البريطانية آثر كولنز وسفير المملكة لدى المملكة المتحدة الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة واعضاء سفارة البحرين.
تحظى الزيارة التي يقوم بها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك المملكة للولايات المتحدة الاميركية بأهمية وخصوصا في ضوء ما تمر به المنطقة من ظروف حساسة تهدد أمنها واستقرارها سواء من ناحية تواصل عمليات الحشد العسكري الاميركي في منطقة الخليج استعدادا للحرب المحتملة ضد العراق والتي لا شك سيكون لها الكثير من التداعيات والآثار السلبية على مجمل الاوضاع الاقتصادية والامنية والانسانية في المنطقة أو من ناحية تصاعد عمليات القمع والعدوان الاسرائيلي ضد الفلسطينيين والتي اتخذت أبعادا خطيرة منذ تولى شارون السلطة في «اسرائيل» وصلت الى حد ارتكاب مجازر جماعية وجرائم حرب ضد المدنيين الفلسطينيين كما حدث في جنين وغزة وخان يونس وغيرها.
وانطلاقا من ذلك فمن المتوقع أن تركز الاجتماعات التي سيعقدها جلالة الملك خلال زيارته مع الرئيس الاميركي بوش وكبار المسئولين في ادارته على مناقشة هاتين القضيتين في ضوء حرص جلالته على استقرار وأمن منطقة الخليج والنأي بها عن التوترات كافة ومحاولة اقناع الادارة الامريكية باتباع الوسائل السلمية لتسوية الازمة العراقية الراهنة حفاظا على الأمن والاستقرار في المنطقة وحماية لارواح المدنيين بما يتفق وأهداف الشرعية الدولية ومبادئ الامم المتحدة وتوضيح موقف البحرين الثابت والذي ينطلق من التزامها بقرارات قمة مجلس التعاون الخليجي في مسقط العام 2001 والدوحة العام 2002 والقمة العربية التي عقدت في بيروت في مارس/آذار 2002 والتي نصت على معارضة توسيع نطاق الحرب الدولية ضد الارهاب لتشمل دولا عربية واسلامية أخرى بما فيها العراق وضرورة احترام العراق ووحدة أراضيه وسلامته الاقليمية وعدم التدخل في شئونه الداخلية مع التأكيد على ضرورة التزام العراق الكامل بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وتسهيل مهمة المفتشين الدوليين لاداء مهامهم، كما سيعمل الملك على توضيح الاضرار والآثار السلبية التي يمكن أن تصيب المنطقة في حال الاقدام على شن حرب ضد العراق.
ومن المتوقع أن تتناول المباحثات جهود اللجنة الرباعية الخاصة بالشرق الأوسط وخطة خريطة الطريق التي أعلنتها واشنطن للخروج من الازمة الراهنة وتتضمن اقامة دولة فلسطينية عبر ثلاث مراحل تنتهي في العام 2005 وهي الخطة التي أجلت الولايات المتحدة العمل بها الى ما بعد الانتهاء من الانتخابات الاسرائيلية التي تمت أخيرا.
وتتناول مباحثات العاهل البحريني مع الرئيس بوش وادارته سبل توطيد علاقات التعاون الثنائي في مختلف المجالات وخصوصا في مجال دعم آليات التعاون في مجال مكافحة الارهاب الدولي واقرار الامن في المنطقة. وتعتبر المملكة من أكثر الدول التي أبدت تعاونها مع الجهود الدولية والاميركية لمكافحة هذه الظاهرة بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 انطلاقا من تجربتها المريرة من هذه الظاهرة وقناعتها بأنها ظاهرة عالمية تستدعي تضافر الجهود الدولية لمواجهتها إذ قامت بتجميد الارصدة المالية والحسابات المصرفية لعدد من الاشخاص والمؤسسات التي وردت اسماؤها في قوائم الارهاب .
وستحظى القضايا الاقتصادية باهتمام خاص في مباحثات العاهل البحريني مع المسئولين الاميركيين وخاصة فيما يتعلق بالعمل على جذب مزيد من الاستثمارات الاميركية للمملكة بما يخدم مسيرتها التنموية ونهضتها الاقتصادية في ضوء توافر الكثير من المقومات الاستثمارية في البحرين التي تعتبر المركز المالي والتجاري في المنطقة ونقطة جذب للاستثمارات والشركات الاميركية والدولية. ويأتي هذا التحرك استكمالا للجهود التي بذلها جلالة الملك في هذا الاطار وأسفرت عن توقيع اتفاق تطوير العلاقات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية بين المنامة وواشنطن في 18 من يونيو/حزيران الماضي والتي نصت على انشاء مجلس الولايات المتحدة «البحرين للتجارة والاستثمار» وتتمثل أهم أهدافه في تحديد فرص توسيع التجارة والاستثمار وتحديد معوقات حركتهما والعمل على ازالتها كما وقع البلدان على اتفاق لتشجيع وحماية وتبادل الاستثمارات بين البلدين والتي دخلت حيز التنفيذ في 30 من مايو/أيار الماضي. وتأتي زيارة الملك لواشنطن تأكيدا على توجهات البحرين وحرصها على استمرار علاقاتها الوطيدة مع القوى الدولية الكبرى بما يكفل لها تحقيق مصالحها وأهدافها الوطنية والقومية والدولية مع الالتزام الكامل بمبادئها وثوابتها القومية والوطنية وبالشكل الذي يكفل استقلالية مواقفها وسياساتها الخارجية.
كما تأتي هذه الزيارة تأكيدا لقوة وعمق العلاقات التي تربط البحرين بالولايات المتحدة في ظل القواعد والمبادئ الاساسية التي أرستها المملكة عبر سنوات طويلة بعلاقاتها مع العالم الخارجي أكسبتها الاحترام والتقدير والفاعلية وهو ما انعكس على العلاقات بين البلدين التي اتسمت بالخصوصية والمتانة إذ سعى البلدان باستمرار الى العمل على خلق مناخات أفضل من التفاهم والثقة التي تترجم نفسها على الدوام الى تعاون مثمر وصداقة قوية وتمكنها من بناء علاقات قوية في المجالات كافة أساسها الندية والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة للطرفين. وهذا ما انعكس في توقيع البلدين على عشرات الاتفاقات لتعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والسياسية والعسكرية كافة وتوج بقيام الرئيس الاميركي جورج بوش بتصنيف البحرين يوم 16 من مارس 2002 في اعتبارها حليفا رئيسيا للولايات المتحدة من خارج حلف شمال الاطلنطي وهو التصنيف الذي يتيح للمملكة تلقي تدريبات عسكرية وشراء أسلحة أميركية والاطلاع على سبل البحث والتطوير كما أصبحت المملكة محطة رئيسية في جولة أي مسئول أميركي في المنطقة في ضوء أهميتها في الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة. كما تأتي زيارة جلالة الملك للولايات المتحدة تأكيدا لتوجهاته الحكيمة المرتكزة على بناء علاقات وطيدة مع الدول كافة في المحيط الخارجي والتي تراعي أولويات المصالح الوطنية العليا وتضمن الحفاظ على روابطها الوثيقة بعمقها العربي والاسلامي وتخلق أسباب الامن ونشر الرخاء وتوفير الاستقرار داخل الاطار العالمي مع التركيز على محاولة ابعاد المنطقة عن أية توترات يمكن أن تؤثر على أمنها واستقرارها بالتزامن مع انجاز مشروعه الإصلاحي الشامل في الداخل والذي دشنه بخطوات جريئة من خلال اقرار ميثاق العمل الوطني واجراء الانتخابات البلدية والنيابية ومنح المرأة حقوقها السياسية كاملة في الانتخاب والترشيح والعفو عن المعتقلين السياسيين والمبعدين في الخارج وهي الخطوات التي جعلت المملكة موضع احترام وتقدير من العالم الذي أصبح ينظر اليها باعتبارها نموذجا يحتذى به من قبل أية قيادة ترغب في تحديث نظمها وتطوير بلادها.
واشنطن - بنا
اجتمع رئيس هيئة الأركان اللواء الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة في مبنى وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» ظهر أمس مع رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال ريتشارد مايرز.
جرى خلال الاجتماع استعراض علاقات التعاون والصداقة القائمة بين المملكة والولايات المتحدة وسبل تعزيزها وخصوصا ما يتعلق منها بالتنسيق العسكري والتعاون الدفاعي بين البلدين الصديقين، كما تم بحث عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
حضر الاجتماع قائد الوحدة الخاصة العميد الركن الشيخ دعيج بن سلمان آل خليفة، ومساعد رئيس هيئة الأركان للعمليات العميد الركن عبداللطيف راشد الزياني، والملحق العسكري البحريني في واشنطن المقدم الركن أحمد بن خليفة آل خليفة، ومدير مكتب رئيس هيئة الأركان المقدم رياض عيد عبدالله
العدد 151 - الإثنين 03 فبراير 2003م الموافق 01 ذي الحجة 1423هـ