العدد 151 - الإثنين 03 فبراير 2003م الموافق 01 ذي الحجة 1423هـ

عذرا عراق

عذرا عراق اذا ما جئت اعتذرُ

قلبي عليك ترامى نحوك الخطر

عذرا عراق كؤوسي جد فارغة

قد كان يترعها من «دجلة» المطر

بالأمس أفرغ فيها من حشاشته

ريّان منتشيا، اسراره القمر

عذرا عراق فما لحني وقافيتي

مجزٍ يداك وفاء كاد ينفطر

أهوى هواك وأهوى تربة سعدت

بالزاكيات نفوسا جلّها القدر

خلت الصبا برواء الأمس متشحا

والروح شاخصة ترنو وتنتظر

صبّي هواك ربا «بغداد» يطربني

رجع «المقام» اذا ما انتابني الكدر

أو صوّحت بمفاز الحزن أشرعتي

جئت «الحسين» وعند «الحمزة» النذر

تلك القباب أراها وهي سامقة

ملجا الهضيم ومن صاموا ومن صبروا

عذرا عراق نبا من أمه خبرٌ

حتف المقيم به لو يصدق الخبر

حامت عليك نمور «النفط» جائعة

واستأثرتك ولمّا يشبع النمر

والمجرمون رعاة «الشر» ما فتئوا

عمي الضمائر لا سمع ولا بصر

عفوا عراق أليس المكر شيمتهم

كي لا اطيل وفصل القول مختصرُ؟!

لكنما عجبي من فتيةٍ «عربٍ»

في ارضهم نعق الغربان والتتر

يسترخصون دما الأحباب جلدتهم

فيما يعيث فسادا جيشها الغجر

فليعلمن ذوو الاوتاد ان يدا

مخضوبة بدم الاحرار، تنكسر

والسالكين سبيل الغيّ موعدهم

يوم الحساب فبشّرْ، موعد عسر

عذرا عراق فهذي حفنة ركعت

للأجنبي وإن الامر ما أُمروا!!

هل يدركون اذا ما الحرب قد وقعت

وامتد لاهبها واستوعبت سقر

هل يدركون وبال الأمر ما صنعت

شر الطغاة وشر القوم ما عذروا

المترفون على أيكٍ وفي رغدٍ

يشّاطرون أغيّا بعدنا «مضرُ»؟!

عذرا عراق فخيل القوم قد فلقت

بحر الخليج وزُمَّت قبلها الدسُر

وانداح ساكنها واستنفرت شزرا

تغلي مراجلها ان مسها شرر

تأبى المروءة إنكارا لموهبةٍ

ألاّ أكون بحيث البيضُ والسمر

مالت إليك قلوب الناس عاشقة

شوقا إليك ويغشى العاشق الحذر

عهدا عراق وعهدي موشجٌ بدمي

ان كان مهرقه في حبك القدر

من طينة جبلت صلصالها عبقٌ

لا لن تموت وتحيا باسمك العُصُر





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً