محن كثيرة تحل بالبحرينيين ولذلك فإن عدد انصار «جمعية من لا برج لهم» في ازدياد مستمر...
من محنهم انهم يفقدون سواحلهم وعيونهم ومزارعهم وحتى قططهم الدلمونية الآن مهددة بالانقراض.
القطط الدلمونية عاشت عصرا ذهبيا بسبب ازدياد القاذورات في كل مكان بعد ان تنازلت البلديات عن دورها في تنظيف الشوارع وسلمت تلك المهمات شركات خاصة اخذت الاموال وترحمت على القطط الدلمونية ورمت لها القمامة في كل مكان...
إلا ان كثيرا من القطط الدلمونية اصبحت في خوف مستمر... فالسيارات التي تنطلق في كل شوارع البحرين بسرعة البرق بدأت تسحق ارواح راكبي السيارات والمارة والقطط ايضا...
فما ذنب القطط الدلمونية المسكينة؟ ألا يكفي ان زمانها رماها على القمامة التي تتفضل عليها بها بعض الشركات الخاصة جدا؟ ألا يكفي انها مهملة في المزارع التي لم تعد مزارع وإنما صحارى قفار قتلها اصحابها عنوة من اجل تحويلها إلى مبان اسمنتية و«فلل» غير دلمونية ليسكنها غير الدلمونيين؟
ما ذنب القطط المسكينة التي كانت تعيش آمنة مع اهل دلمون... تأكل معهم، وتنام معهم وتتحاور معهم بلغتها الخاصة؟
القطط الدلمونية بحاجة إلى إنقاذ من السيارات التي لا تعترف بقوانين المرور ولا تحترم نفسها كما انها لا تحترم القطط التي لم تتسبب لها بسوء...
القطط الدلمونية أصبحت خائفة من عبور الشوارع لأن السائقين يبدون إما معتوهين أو انهم لا يفهمون لغة أهل دلمون المسالمة الآمنة...
فالسائقون تائهون يبحثون عن عزرائيل في شوارع البحرين، وكأنهم اصيبوا بلعنة دلمونية، على غرار لعنة الفراعنة.
فاللعنة الدلمونية حلت على أهل البحرين الذين نبشوا قبور أهل دلمون وعبثوا بمعابد أهل دلمون وحولوا قلعة دلمون إلى مزبلة بين قريتي القلعة وكرباباد اللتين هما ايضا في طريقهما إلى الزوال بعد ان تمت ازالة اسميهما من خريطة البحرين...
هذه اللعنة الدلمونية بدأت بالانتشار وأصابت، اول من اصابت، سائقي السيارات الذين جن جنونهم وكأنهم لم يروا سيارة في حياتهم ولم يسوقوا شيئا... فلو بقوا على الحمير التي كان يركبها اجدادهم لظلوا سالمين غانمين وليسوا اشلاء متناثرة على الشوارع...
إلا ان القطط الدلمونية تحتج على ان يختارها السواق للدوس والقتل، فهي ضحية، لم تنبش قبرا ولم تدمر قلعة ولم تقتل زرعا، فلماذا تنصب عليها لعنة من لعنات دلمون؟
إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"العدد 150 - الأحد 02 فبراير 2003م الموافق 30 ذي القعدة 1423هـ