كلما قادتني قدماي إلى مكتبة المنامة العامة تذكرت «المقهى...» في السوق القديمة، فنقاط التشابه كبيرة، أذكرها لكم بإيجاز. المكتبة والمقهى المعنيّ أكل عليهما الدهر وشرب، كلاهما مدفون تحت الغبار، كلاهما انتهت صلاحية محتوياته... وكأني أرى كل تلك الكتب والتاريخ مقبورين في المقهى... (عفوا في المكتبة) وكأني أرى كل تلك الكراسي وأكواب الشاي مكسّرة في المكتبة (عفوا مرة أخرى أقصد المقهى)... بصراحة لا أدري ماذا أقول وأنا أقرأ منذ أكثر من عشرة أعوام عن خطة لإدارة المكتبات العامة بإدخال الحاسب الآلي في الفهرسة وجميع الخدمات التي تقدمها مكتبة بعمر وتاريخ مكتبة المنامة العامة... هل تجد وزارة التربية صعوبة في تطوير هذه المكتبة وإخراجها من مقبرة الغبار والإهمال الذي انتشر في ارجائها... مع العلم بأن أصحاب المقهى الذي أقصده قرروا فورا تطوير مقهاهم وتحويله إلى مقهى انترنت راقٍ «انترنت كافيه»... ترى من سيسبق الآخر... المقهى في الانتقال إلى ركب التكنولوجيا... أم المكتبة في التحوّل إلى «كومة» غبار؟
طاهر أحمد
العدد 150 - الأحد 02 فبراير 2003م الموافق 30 ذي القعدة 1423هـ