تسلم مرزوق أربع رسائل (فقط) تسأله عن مصير مشروع التعريف بالباحثين عن الزواج، وواحدة تتحدث عن الموضوع بشكل مختلف. الرسائل التي تسأل عن مصير ذلك المشروع من حقها ان تعرف ان المشروع تم ايقافه لأن الجهود المطلوبة قد تحرف مسيرة جمعية من لا برج لهم، وتبذر جهود الانصار في مشروعات لها مجالها ولها محترفوها الذين خدموا وما زالوا يخدمون من دون الحاجة لجمعية من لا برج لهم.
مرزوق تسلم رسالتة أخرى تتحدث عن قصة فتاة بحرينية تزوجت أميركيا بعد ان عجزت عن الحصول على زوج بحريني.
السبب الذي تورده الرسالة هو ان البحرينية كانت من المحرومين من الجنسية ورماها حظها للعمل في مؤسسات تتطلب جهدا كبيرا لا يقدر عليه إلا الرجال الكادحون الذين يدعمون كدحهم بعلم وخبرة.
غير ان البحرينية لم تحصل على زوج بحريني يود الارتباط بها لأنها كانت من فئة (البدون)، على رغم انها كفوءة وتخدم مجتمعها بجهدها وكفاحها المستمر. والزمان عرّفها على أميركي يعمل في القاعدة الأميركية، فوجدت عنده الحب والحنان كما وجدت عنده «الحماية»... نعم هكذا تتحدث الرسالة عن انعدام الشعور لدى مواطنة محرومة من الجنسية وكيف انها لم تشعر بالحنان والأمن إلا مع أميركي!
الحنان والأمان ينعدمان عندما تتدخل السياسة غير الانسانية في حياة الافراد، ولذلك فإن مشكلة الباحثين عن زواج معقدة، وعلى رغم ان مثل هذه المشكلة تقل هذه الأيام بعد منح الجوازات الى المواطنين الذين كان يطلق عليهم «البدون» إلا ان تعقيدات الزواج كثيرة، وهي فوق طاقة، جمعية من لا برج لهم.
على ان مرزوق تحدث مع أحد اصدقائه عن قصة الزواج من أميركي ورأيه فيها.
صديق مرزوق: هذا يذكرني بالغزو العراقي للكويت!
مرزوق: نعم، ماذا تقصد؟
صديق مرزوق: عندما احتل العراق الكويت وسارعت أميركا وطردت الجيش العراقي وضحت بعدد من جنودها (من أجل عيون الكويتيين) شعر الكثير من الكويتيين بالأمان والحماية...
مرزوق: أشوفك تخور... أنا أتحدث عن زواج طبيعي وانت تتحدث عن غزو وحرب!
صديق مرزوق: انتظر... لقد سمعت ا ن احدى الكويتيات طلبت من زوجها تغطية فراشهما بالعلم الأميركي لأنها كانت تحلم بصدام وجنود صدام كل ليلة، وكان هذا الحلم يزعجها، ولذلك فإنها سمعت ان تغطية الفراش بالعلم الأميركي سيطرد ذلك الحلم المخيف.
مرزوق: وما دخلي بهذا الموضوع البايخ؟
صديق مرزوق: أنا أقول ان الحماية الأميركية أفضل لنا بعد ان استعدينا بعضنا البعض وحرمنا بعضنا البعض من الأمن والأمان والحب والحنان، ولذلك فإنه ليس لنا إلا الأميركان.
مرزوق: تبا لك، ولا افكارك ولا استدلالاتك، فالإنسان انسان، ولكن الطغيان والعدوان من طبيعة الحيوان... ولا يمكن القول إن هذا الحيوان المفترس أفضل من ذلك الحيوان المفترس لأن شكله وملمسه أنعم..
إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"العدد 149 - السبت 01 فبراير 2003م الموافق 29 ذي القعدة 1423هـ