وصل أخيرا زعيم «المؤتمر الوطني العراقي»، أحمد الجلبي إلى مناطق الحكم الذاتي الكردية شمالي العراق قادما من الأراضي الإيرانية في أول زيارة له للعراق منذ العام 1998.

أحمد الجلبي هو الرئيس الحالي لـ «المؤتمر الوطني العراقي» الذي تأسس العام 1992 وهو المرشح الأول لدى الإدارة الأميركية لحكم العراق بعد إسقاط نظام الرئيس صدام حسين، وينحدر الجلبي من عائلة غنية معروفة، والده هادي الجلبي الذي ورث ثروة كبيرة ارتبط بعلاقة صداقة عميقة بالوصي ملك العراق منذ العام 1938، وأصبح في الأعوام اللاحقة يحرز مراكز مهمة في الدولة العراقية، فقد كان وزيرا للأشغال العامة ثم نائبا لرئيس مجلس الأعيان، أما محمد علي، شقيق عبدالهادي، فقد شغل إدارة بنك الرافدين الحكومي. وقد تجاوزت عائلة عبدالهادي الجلبي عشية ثورة 1958 العائلات التجارية أو الصناعية الأخرى في العراق. وحين اندلعت الثورة غادرت عائلة عبدالهادي الجلبي العراق الى لبنان، إذ استقرت هناك لسنوات كثيرة، قام خلالها جواد الجلبي شقيق أحمد الجلبي بتأسيس بنك «انترا» في لبنان الذي أعلن افلاسه العام 1967، بينما قام أحمد الجلبي بترك وظيفته باعتباره استاذا في الجامعة الأميركية ببيروت وافتتح بنك «البتراء» مشاركة مع الأمير الحسين. وخلال الثمانينات أعلن المصرف إفلاسه، الأمر الذي دفع الدكتور الجلبي الى مغادرة عمّان والانتقال الى الولايات المتحدة.

وأثناء إقامته في بيروت وعمّان أقام أحمد الجلبي علاقات مع أحزاب سياسية عراقية مثل حزب الدعوة الإسلامي وشخصيات عراقية معارضة مثل السيد مهدي الحكيم الذي اغتيل في السودان.

وفي مارس/آذار العام 1991 شارك الجلبي في مؤتمر المعارضة العراقية في بيروت، وبعد ان أدرك فشله، دعا الى عقد مؤتمر آخر بدعم من الولايات المتحدة، وهكذا عقد مؤتمر فيينا في 22 يونيو/حزيران 1992 الذي شكل المؤتمر الوطني العراقي، واختير الجلبي رئيسا للمؤتمر الوطني، وفي العام نفسه عقد مؤتمر صلاح الدين في أربيل في نوفمبر/تشرين الثاني 1992 وبدعم أميركي ودخول غالبية الأحزاب والقوى العراقية الأخرى التي لم تشارك في مؤتمر فيينا إلى هذا المؤتمر. واختير أحمد الجلبي رئيسا للمؤتمر الوطني الذي أضيفت إليه كلمة «الموحد»، وفي العام 1998 عقد مؤتمر وندزوتر الذي شهد ضربة قوية لزعامة الجلبي، ولولا تدخل الأميركان لكان الجلبي قد أزيح عن المسرح السياسي. وجاء مؤتمر نيويورك باتجاه المؤتمر السابق له نفسه، وأخيرا مؤتمر لندن من 14 إلى 17 نوفمبر 2002، إذ تعزز وضع الجلبي من جديد، وهو يعيش الآن في لندن