تعيش الأمة العربية في نوم عميق، قد لا تفيق منه إلا إذا أزيلت ومحيت من على وجه الأرض، إن سباتها ليس وليد اليوم والساعة، وانما هو موجود من سنين طويلة أو اندثرت وهي تحمل قمعا عنيف الهوية، مسلوب الارادة.

عاشت هذه الأمة مراحل كثيرة وتدرجت ولكن مصيرها المحتوم لم يتغير فها هو السكوت والصمت والرضا سمات عرف بها الوضع العربي.

فمنذ انعقاد أول اتفاق ينص على تقسيم الأراضي العربية ووضع منطقة دولية في فلسطين وهو اتفاق (سايكس بيكو) العام 1916م، وبعده بعام اصدر وزير الخارجية البريطاني الوثيقة المعروفة بـ «وعد بلفور» الناصّ على إقامة دولة صهيونية يهودية علي الأراضي الفلسطينية في العام 1917، وكذلك في مؤتمر (سان ريمو) الذي وضع المشرق العربي تحت انتداب بريطاني وفرنسي، وحتى اليوم بقيت هذه الأمة كقطعة النبات اليابسة في وسط الصحراء تهب عليها الرياح وتقلع ما تشاء من دون أي عناء فهي صامتة.

فلسطين والعراق وجنوب لبنان والجولان في سورية وغيرها، من لهم ومن ينصفهم حقهم.

قادة العرب ينظرون إلى مصالحهم والفائدة التي تعود عليهم، بعيدا عن النظر الى شعوبها وحياتهم، الكل منهم يسعى إلى تحقيق ذاته ومكاسبه، حتى وإن عقدوا قممهم الفاشلة وأخيرها التي عقدت في بيروت والمقبلة في شهر مارس/آذار المقبل هنا في البحرين ونحن نتوقع الفشل لها، لأن ما سبقها لم يحرك ساكنا، فهي لن تكون مفتاحا سحريا للعالم، لأنهم لا يمتلكون سوى شيء واحد، وهو الكلام الفاضي بعيدا عن تحقيقه والفعل الآخر هو التوقيع على أوراق لا تغني ولا تسمن من جوع