البدانة كابوس قبيح يحدق بأصحابه، والرشاقة تمثل لهم تحديا كبيرا وحلما ورديا يتطلع الجميع إليه، خاصة مع اعتقاد الكثيرين أن القبول بالمجتمع يتطلب أنْ يكون المرء على درجة من الرشاقة وحسن المظهر، لكن لماذا ينظر المجتمع بشكل سلبي إلى الفتاة البدينة؟ وهل القبول الاجتماعي له دخل بالرشاقة؟ ولماذا لا ينظر المجتمع للرجل البدين نفس نظرته للمرأة البدين؟
يؤكد الاختصاصيون أنّ المجتمع أحيانا يظلم المرأة بنظرته السلبية للمرأة البدينة؛ لأنّ المجتمع يتأثر بالنماذج المثالية للجمال، التي فرضها الإعلام والتي لم تكن معروفة قبل التلفزيون والانفتاح الفضائي، وصارت النماذج الجمالية تخضع لمقاييس نجمات هوليوود، وصار هذا هو عصر مقاييس جمالية فرضتها بيوت الأزياء العالمية.
وإن المجتمع يرحم الرجل البدين لكنه لا يسامح المرأة البدينة، لأسباب أخرى منها أنّ هذا التفريق نابعٌ من أنّ المرأة تربي منذ صغرها على الاهتمام بشكلها حتى الاهتمام بالبشرة والأظافر والشعر والمظهر العام، حتى إنّ الشكل الأفضل للفتاة يعد هو الطريق الأمثل لزيجة أفضل.
وإنّ المجتمع يعتبر الاهتمام بالشكل يعني أنّ المرأة لديها القدرة على الضبط الذاتي، بعكس الرجل الذي يربى على مفاهيم الرجولة من حيث الشكل الخارجي والمعنويات والأخلاق، بمعنى أنّ النموذج الشائع والدارج هو أنْ يكون مفتول العضلات، ممتلئ القوام، ولا مانع من أنْ يكون لديه كرش كنوع من الوجاهة؛ لذا فهو يحمل عن جسده صورة إيجابية، وهو لا يعتبر في ذلك أيّ مشكلة.
المهم أنّ هناك فارقا كبيرا من حيث الجاذبية النفسية والتهيئة النفسية، ورد الفعل تجاه الشكل الخاص بكلّ من الرجل والمرأة، كما أن هناك مفاهيم كثيرة رسخها المجتمع جعلت الناس يرون أنّ المرأة التي لا تجيد الاعتناء بنفسها لا تجيد الاعتناء بأيّ شيء آخر
العدد 2234 - الجمعة 17 أكتوبر 2008م الموافق 16 شوال 1429هـ