لا يؤيد ثلثا الشركات البريطانية الانضمام إلى اليورو حتى إذا أعلنت الحكومة أن بريطانيا اجتازت اختباراتها الاقتصادية، طبقا لاستطلاع تم نشره أخيرا. وقال 50 في المئة من الذين تم استطلاع آرائهم إنهم يريدون أن يروا ما إذا كان اليورو ناجحا قبل أن يقرروا، بينما استبعد واحد من كل ثمانية أشخاص الانضمام إلى العملة الموحدة وفقا لمبدئه الخاص المتعلق بهذه القضية.
وتقول غرف التجارة البريطانية التي قامت بعمل دراسة شملت 1000 عضو إن الرسالة كانت «لا نقول لا، الآن». ولكن الدراسة التي أجراها المستفتون في موري أظهرت أن قطاع الأعمال بدأ يميل إلى اليورو، إذ زاد عدد المؤيدين المتحمسين للعملة الواحدة على المعارضين المتشددين بنسبة 3 إلى 01. وتقول رئيسة هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) ايزابيلا مور إن قطاع الأعمال يحتاج إلى قيام الحكومة بتقديم معلومات أخرى عن سلبيات وإيجابيات الانضمام إلى العملة الموحدة.
تقول مور: يريد نصف العاملين في المجال التجاري الانتظار قبل اتخاذ قرار بشأن الانضمام إلى اليورو. إن الرفض ليس كليا ولكن ستكون الإجابة بالتأكيد «ليس الآن». وعلى الحكومة أن تقرر بحلول يونيو/ حزيران المقبل ما إذا كانت ستتخطى الاختبارات الاقتصادية الخمسة.
وسألت مور الشركات عن وجهة نظرها في حال اتخاذ الحكومة قرارا بعمل استفتاء بالنسبة إلى الانضمام إلى اليورو، إذ قال 13 في المئة إنهم يعارضون فكرة الانضمام تماما، وقال 35 في المئة إن بريطانيا يجب أن تنضم إلى اليورو خلال عامين من التصويت على استفتاء بهذا الخصوص، بينما قال 49 في المئة، إنهم يريدون الانتظار والتيقن قبل اتخاذ قرار بهذا الشأن.
لقد كان التأييد للانضمام الفوري إلى اليورو أعلى في الشركات الكبيرة منه في الشركات الصغيرة. أما بالنسبة إلى قضية سعر الصرف فترى معظم الشركات أن سعر 67 بنسا لليورو أو 2,92 مارك ألماني (بالعملة الألمانية القديمة) سيكون سعرا معقولا. وتقول BBC إن الدراسة التي أجرتها أظهرت مستويات متدنية من الفهم بين الشركات بالنسبة إلى التأثيرات المحتملة بالنسبة إلى الانضمام إلى اليورو، والتي تعتبر مدعاة للقلق. فبينما يعتقد ثلثا الشركات التي شملتها الدراسة أن النظام سيزداد مع اليورو، يرى النصف أن بريطانيا ستكون أكثر تنافسية. ويعتقد ثلثا أعضاء غرفة التجارة أن أسعار الفائدة سترتفع مع أنه لابد من خفض أسعار الفائدة البريطانية بشكل رئيسي لتتماشى مع بقية الدول الأعضاء في اليورو.
تقول مور: مازالت المعلومات التي تقدمها الحكومة حتى الآن غير كافية، وعلى الحكومة بذل المزيد من الجهد. ويقول معارضو اليورو إن الاستطلاع أيد دراسات أخرى تبدي معارضة للانضمام إلى العملة الموحدة.
يقول مدير حملة «لا لليورو» جورج يوستس: إن نتائج الاستفتاء تعد ضربة للحملة المؤيدة لليورو. إن الحكومة البريطانية بحاجة ماسة إلى دعم الشركات البريطانية لتأييد قضيتها بالنسبة إلى اليورو، ولكن هذا الاستطلاع يبين أن الشركات أصبحت أكثر تشككا بالنسبة إلى سياسة الخمس اختبارات التي أعلنتها الحكومة. أما اللوبي البارز المؤيد لليورو والذي يرفع شعار «بريطانيا جزء من أوروبا» فيقول إن التأييد للعضوية الفورية لليورو ارتفع من 22 في المئة إلى 35 في المئة في السنوات الثلاث منذ آخر استطلاع، بينما انخفضت المعارضة الصريحة من 17 في المئة إلى 13 في المئة.
خدمة الإندبندنت - خاص بـ «الوسط
العدد 147 - الخميس 30 يناير 2003م الموافق 27 ذي القعدة 1423هـ