أكد الرئيس التنفيذي لـ «ألبا»، بورس هول في لقاء مع «الوسط» ان مشروع معمل تحلية مياه البحر الذي يعتمد في نشاطه على الحرارة الناتجة عن تكليس الفحم البترولي قادر على إنتاج 32مليون لتر يوميا من المياه العذبة والذي يمكن من خلاله الإسهام في تغطية تنامي الطلب على المياه العذبة في المملكة من خلال عملية الضخ الى شبكة التوزيع الحكومية التابعة لوزارة الكهرباء والماء إلا أن الانانيب والمعدات الذي يحتاجها المعمل لبدء عملية الضخ وايصال نظام التشغيل في المعمل بنظام التشغيل التابع للوزارة لم يتم توفيرها بعد من جانب الوزارة للبدء في عملية الضخ في حال الطلب عليها، إذ تتمكن الوزارة من خلال هذا المعمل من اخذ ما يصل الى 50 في المئة من الماء العذب هذا العام في حال توافرت الأنابيب اللازمة لذلك من قبل الوزارة. وكان معمل التحلية أنشئ جزا ثانيا من المشروع الأكبر وهو مشروع تكليس الفحم البترولي الذي شيد فوق ارض مستصلحة مساحتها 140,000متر مربع في مرفأ البا إذ استغرق اكثر من عامين في التخطيط التفصيلي والتشييد.
وينتج المعمل في الوقت الحاضر 250,000 طن سنويا والتي تفي باحتياجات البا من الفحم البترولي المكلسن فحين تتطلع ألبا الى زيادة هذا الرقم ليصل الى 450,00 طن متري سنويا بعد تشغيل المعمل بطاقته الكاملة بحيث تتمكن من تصدير ما يصل الى 200,000 الى خارج المملكة، وكان المعمل بدأ العمل في العام 2001 إلا أن التشغيل بكامل طاقته سيكتمل هذا العام. وقبل تشغيل معمل التكليس الجديد كانت البا تستورد سنويا ما يصل إلى 250,000 طن متري من الفحم المكلسن من الولايات المتحدة والأرجنتين أما الآن فتستورد البا الفحم البترولي الرطب من مصانع تكرير النفط لتكليسه في المرفأ إذ عاد هذا المشروع على البا بفائدتين الأولى انخفاض في كلفة الإنتاج والثانية التحكم والسيطرة بصورة افضل على جودة الفحم المكلسن لصنع أقطاب الانود التي يعتبر الفحم البترولي مادة خام أساسية لصنعها ويتم استغلال الحرارة المتولدة من أفران التكليس بعد توجيهها الى غلايات ضخمة لتوليد البخار في معمل تحلية مياه البحر وتحويلها الى مياه عذبة والقيام بضخها مباشرة إلى شبكة التوزيع الحكومية وقد وصلت كلفة هذا المشروع إلى 400مليون دولار أميركي، وتبرز أهميته من خلال الإسهام في الاقتصاد الوطني بما يصل إلى 50مليون دولار أميركي. على صعيد آخر تحدث هول إلى «الوسط» عن مشروع التوسعة الذي تعتزم ألبا البدء به وهو (مشروع الخط الخامس) الذي من شأنه رفع إنتاج البا من الألمنيوم إلى 800 الف طن بكلفة قدرها 1,7مليار دولار أميركي، ومع نهاية العام كانت ألبا قد بدأت بالإجراءات النهائية للحصول على القروض اللازمة لإنجاز هذه التوسعة من مجموعة من المصارف الدولية والإقليمية.
يقول هول: «هذه التوسعة تعد نقلة نوعية كبيرة تضع ألبا في موقع ريادي متميز في إنتاج الألمنيوم الخام في العالم، وتم تحديد شهر فبراير/شباط المقبل موعدا للبدء في المشروع الذي يحتاج إلى فترة زمنية تصل الى 32 شهرا حتى نتمكن من إنتاج أول دفعة من الالمينوم، (ويضيف) ينطوي المشروع على فوائد كثيرة تتمثل في زيادة إسهام ألبا في العائد الى الدخل القومي يصل الى 60مليون دولار سنويا هذا الى جانب خلق فرص عمل لبعض الشركات المحلية التي من شأنها القيام ببعض المهمات التي يحتاجها المشروع كأعمال الصيانة والنقل والمعدات الصناعية ما يعزز دور هذا المشروع على المستوى المحلي هذا الى جانب فرص التعاون ما بين ألبا وبعض الشركات الصناعية في منطقة الخليج العربي لاحتياجات تنفيذ المشروع». ويرى هول ان فرص العمل التي قد تتاح للأفراد بعد إنجاز المشروع تصل الى 500 وظيفة في مجالاي التشغيل والإدارة وهذا الرقم قد يكون ليس بالكبير لكنه يمثل واقع الاحتياج الوظيفي، في الوقت نفسه تتطلع ألبا الى خدمة سوق العمل المحلي من خلال الاستعانة بـ 2000 فرد من البحرينيين للعمل في مجالات التشييد والتجهيز للمشروع وهذه الخطوة بدورها تعمل على إعطاء العاملين المزيد من المهارات وإكسابهم الخبرات وتهيئتهم للدخول الى سوق العمل في المستقبل للعمل في مشروعات مختلفة كمشروع الجسر الذي سيربط بين البحرين وقطر مستقبلا ومشروعات أخرى يجرى التخطيط لها في المملكة.
هذا المشروع كان قد أثار تساؤلا في الماضي عن كيفية زيادة الإنتاج في الوقت الذي تعاني منه أسواق الألمنيوم الخام من تدني الأسعار لكن ألبا اتخذت هذا القرار معتمدة على توقع نمو الطلب في الأسواق وخلق أسواق جديدة لها
العدد 147 - الخميس 30 يناير 2003م الموافق 27 ذي القعدة 1423هـ