حقق اليمين المتطرف في إسرائيل بزعامة الليكود انتصارا كارثيا في ظل هزيمة ساحقة لليسار الصهيوني وفق النتائج النهائية للانتخابات في إسرائيل، في وقت توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون الفائز وحزبه في الانتخابات العامة الشعب الفلسطيني بحرب لا تنتهي إلا بما اسماه نصرا على التنظيمات الفلسطينية.
كما أعلن شارون أنه سيعمل من أجل إقامة حكومة وحدة وطنية عريضة مع الأحزاب الصهيونية، الأمر الذي رفضه المهزوم عمرام متسناع زعيم حزب العمل الذي أكد مجددا أن الحزب لن ينضم إلى حكومة وحدة وطنية.
وأعرب رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات عن استعداده أمس للقاء شارون في أعقاب فوز حزبه في الإنتخابات التشريعية، لكن العرض رفض على الفور .
ويستدل من النتائج شبه النهائية للانتخابات البرلمانية الإسرائيلية أن اليمين المتطرف بزعامة الليكود حقق انتصارا كبيرا في المعركة الانتخابية.
فيما تراجعت قوة ما يسمى باليسار الصهيوني بنسبة كبيرة، وصلت حد الهزيمة، بالنسبة إلى حركة ميرتس، التي خسرت أربعة مقاعد من قوتها السابقة، وكذلك بالنسبة إلى حزب العمل، الذي تراجع إلى 19 مقعدا ليسجل بذلك اكبر خسارة في تاريخه.
وعلى الأرض، افاد مصدر طبي فلسطيني أمس ان فتى فلسطينيا استشهد برصاص الجيش الإسرائيلي خلال عملية إسرائيلية لتجريف أراض فلسطينية شرق جباليا شمال غزة.
وقال مدير عام الاستقبال والطوارئ في مستشفى الشفاء بغزة الطبيب معاوية حسنين «ان المواطن ناهض مبارك أبو دحروج (19 عاما) استشهد إثر إصابته برصاصة في رأسه أطلقتها دبابات إسرائيلية تقوم بحماية جرافات عسكرية تقوم بعملية تجريف شرق جباليا».
كما قالت مصادر طبية فلسطينية أخرى أمس «إن منير عبدالحي مرسي بريقيع (26 عاما)، استشهد متأثرا بجروح أصيب بها خلال الاعتداء الإسرائيلي الذي استهدف منازل الفلسطينيين وورشهم الصناعية في حي الزيتون وعسقولة جنوب مدينة غزة قبل يومين».
وبمحاذاة الشريط الحدودي مع مصر في رفح بجنوب قطاع غزة، أصيب ثلاثة عشر فلسطينيا على الأقل بينهم رجل وطفله أصيبوا برصاص الجيش الإسرائيلي خلال عملية تجريف وتسوية في أراض فلسطينية، حسبما أفادت مصادر طبية وأمنية فلسطينية أمس.
وأشار إلى ان حال اثنين على الأقل منهما خطرة جدا إذ أصيب واحدا برصاصة حية في البطن وجميعهم نقلوا إلى مستشفى حكومي في رفح.
وعلى صعيد المواجهات، أصيب مستوطنان يهوديان بجروح أمس، أحدهما بحال الخطر، برصاص أطلقه فلسطينيون في قطاع رام الله بالضفة الغربية، كما أفادت مصادر طبية وأخرى مقربة من المستوطنين.
وأوضحت المصادر ان فلسطينيين فتحوا النار على مستوطنين وهما والد وابنه، كانا ينتقلان في سيارتهما على الطريق المؤدية إلى مستوطنة عوفرا على بعد سبعة كيلومترات شمال شرق رام الله. وقد أصيبت السيارة بعدد كبير من الطلقات.
وجرح الرجل وابنه الذي أصيب إصابة خطرة بحسب المصادر نفسها، ولم يكشف عن عمره.
وفي رد فعلها على نتيجة الانتخابات الإسرائيلية، اعتبرت السلطة الفلسطينية أمس ان فوز ارييل شارون بالانتخابات التشريعية في إسرائيل وبقاءه رئيسا للحكومة سيجعل الأمور تسير من السيئ إلى الأسوأ.
وفي أول تعقيب للسلطة الفلسطينية على إعادة انتخاب شارون قال صائب عريقات وزير الحكم المحلي الفلسطيني ان كل الدلائل تشير إلى ان الأمور بعد فوز شارون ستسير من السيئ إلى الأسوأ وان الأوضاع ستتجه باتجاه استمرار تجميد عملية السلام وتدهور الأوضاع على الأرض واستمرار التصعيد العسكري الإسرائيلي ضد شعبنا ومناطقنا.
من جهته قال مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات نبيل أبو ردينة «ان نتائج الانتخابات الإسرائيلية وفوز شارون لم تكن مفاجئة وهذا هو خيار الشعب الإسرائيلي».
وطالب أبو ردينة اللجنة الرباعية خصوصا الولايات المتحدة بالعمل على ازالة الاحتلال الإسرائيلي وعودة الجميع إلى طاولة المفاوضات.
بينما توقع الزعيم الروحي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشيخ احمد ياسين ان يستمر رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون في اعتداءاته وجرائمه ضد الشعب الفلسطيني.
وقال ياسين في تصريحات أوردها راديو لندن أمس تعليقا على نتائج الانتخابات الإسرائيلية ان العدو الإسرائيلي لا يريد السلام، وهو يريد الهيمنة والقهر وسيستمر في جرائمه ومجازره وعدوانه على الشعب الفلسطيني.
من جهتها اعتبرت حركة الجهاد الإسلامي أمس الأول الثلثاء ان فوز ارييل شارون بالانتخابات التشريعية في إسرائيل وبقائه رئيسا للحكومة يمثلان رسالة بإن الرهان على الانتخابات الإسرائيلية خاسر، مشددة على استمرار المقاومة.
وقال القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي ان فوز شارون مؤشر على انحياز الخريطة الصهيونية السياسية نحو اليمين وتابع هذا يعني ان التصعيد سيستمر ويجب ان نلتف حول الانتفاضة والمقاومة.وبادر الرئيس المصري محمد حسني مبارك بتهنئة شارون على فوزه في الانتخابات.
وقالت الإذاعة الإسرائيلية التي أكدت النبأ إن شارون ومبارك اتفقا خلال مكالمة هاتفية على الالتقاء بعد تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة.
نيقوسيا - القدس المحتلة - د ب أ
ذكر راديو «صوت إسرائيل» أمس أن حزب شينوي العلماني هو الفائز الحقيقي في الانتخابات النيابية التي جرت أمس الأول في إسرائيل إذ حصد 15 مقعدا أي أقل بأربعة مقاعد فقط عن حزب العمل، المنافس التقليدي لحزب الليكود اليميني الذي حصد أكبر نسبة من مقاعد الكنيست البرلمان.
وقال «صوت إسرائيل» في تقريره إنه «يستشف من المعطيات المتوافرة» أن نسبة الإقبال على انتخابات أمس الأول كانت الأدنى من نوعها في تاريخ الدولة العبرية إذ شارك فيها 8,63 في المئة من الناخبين.
وذكر أن مليونا ونصف المليون من أصحاب حق الاقتراع لم يمارسوا حقهم في التصويت. وفسر المحللون هذا الأمر بأنه «خطوة احتجاجية على الأوضاع الراهنة وعلى تبذير الأموال وتبديد الوقت على أشياء تعتبر غير مهمة وتافهة».
وستبدأ المفاوضات بين حزبي الليكود بزعامة رئيس الوزراء ارييل شارون وشينوي بهدف تشكيل ائتلاف حكومي في غضون بضعة أيام.
وجاء فوز الأحزاب بالمقاعد كما هو مبين في الجدول
العدد 146 - الأربعاء 29 يناير 2003م الموافق 26 ذي القعدة 1423هـ