وضع الرئيس الأميركي جورج بوش في خطابه السنوي عن حال الاتحاد الليلة قبل الماضية، أسس الهجوم الذي هددت إدارته طوال الأشهر الماضية بشنه على العراق حين قال: إن القوات الأميركية المحتشدة في المنطقة «قد تواجه ساعات حاسمة مقبلة، وان الجيش الأميركي سينتصر وسيوفر الطعام والدواء والحرية لشعب العراق». وأكد بوش في الجزء المتعلق بالعراق عزمه على شن الحرب كي لا يسمح كما قال «لدكتاتور وحشي يزخر تاريخه بالأعمال العدوانية المتهورة ويقيم علاقات مع الإرهاب بالسيطرة على منطقة حيوية وتهديد الولايات المتحدة». مضيفا أن الولايات المتحدة ستقود تحالفا دوليا لنزع أسلحة الدمار الشامل من العراق في حال رفضه الالتزام بالقرارات الدولية. ودعا بوش مجلس الأمن إلى عقد جلسة يوم الأربعاء المقبل إذ سيقدم وزير الخارجية الأميركي كولن باول أدلة جديدة تقوم على معلومات استخبارية عن مساعي العراق لامتلاك أسلحة دمار شامل، ومحاولاته إخفاء هذه الأسلحة عن المفتشين وعلاقاته مع مجموعات إرهابية. وعلى رغم قوله «سنتشاور» مع الدول الأخرى الحليفة والصديقة للولايات المتحدة بشأن العراق فإنه قال «يجب أن نوضح موقفنا: إذا رفض الرئيس العراقي صدام حسين نزع أسلحته، وبشكل كامل، ومن أجل سلامة شعبه، وأمن العالم، سنقود تحالفا دوليا لتحقيق ذلك. مؤكدا أن مصير هذه الأمة (أميركا) لا يعتمد على قرار الآخرين». ويسود اعتقاد بأن المشاورات قد تتواصل حتى النصف الثاني من فبراير/شباط المقبل إذ ستكون الولايات المتحدة أكملت استعداداتها العسكرية.
ويخشى مراقبون تمرير قرار ثان في مجلس الأمن يفوض استخدام القوة العسكرية وخصوصا إذا قام رئيس لجنة التفتيش بالإعلان مستقبلا عن عدم تعاون العراق الكامل مع المفتشين. وتقول مصادر مطلعة إن وزارة الخارجية الأميركية بدأت إعداد مسودة مشروع القرار الثاني وسيتم التشاور بشأنه مع رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير خلال زيارته لواشنطن في نهاية الأسبوع الجاري.
عواصم - وكالات
سرع الرئيس الاميركي جورج بوش تحركه نحو تدخل عسكري محتمل في العراق بإعلانه في خطابه عن حال الاتحاد انه طلب اجتماعا لمجلس الأمن الأسبوع المقبل لكي يقدم وزير خارجيته كولن باول أدلة على ان العراق يمتلك اسلحة دمار شامل.
بينما جاء الرد العراقي على خطاب بوش كالمعتاد من خلال استخفاف أعرب عنه نائب رئيس الوزراء العراقى طارق عزيز، قائلا انها لا تختلف عن العبارات الدعائية السابقة.
وقال بوش أمام الكونغرس الاميركي ليل الثلثاء -الاربعاء «ان الولايات المتحدة ستطلب من مجلس الامن ان يعقد اجتماعا في الخامس من فبراير/شباط للبحث في وقائع استمرار العراق في تحدي العالم».
وأضاف «ان وزير الخارجية كولن باول سيعرض معلومات من اجهزة الاستخبارات عن برامج العراق للاسلحة المحظورة ومحاولاته اخفاء هذه الاسلحة عن المفتشين وروابطه مع مجموعات ارهابية».
وهدد الرئيس الاميركي بأنه في حال لم ينزع (الرئيس العراقي) صدام حسين اسلحته كليا فاننا سنقود ائتلافا لنزع اسلحته حفاظا على أمن شعوبنا والسلام في العالم وأكد ان لدى بلاده أدلة على صلات بين النظام العراقي وتنظيم القاعدة. من جهته نقل راديو لندن عن طارق عزيز قوله ان الناس لايزالون أبعد مايكونون عن الاقتناع بالاتهامات الاميركية. ونفى عزيز نفيا قاطعا اتهام الرئيس الأميركي للعراق بوجود علاقة بينه وبين تنظيم القاعدة.
وتحدى عزيز، في هذه التصريحات التى أدلى بها لتلفزيون (أيه بي سي) الاميركي، ادارة الرئيس بوش أن تأتي بأي دليل يثبت وجود تلك العلاقة. وكشفت التصريحات التي ادلى بها الرئيس بوش بعد ساعات من تصريحات رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي، وجود خلاف مهم بين المسئولين بشأن البرنامج النووي العراقي المفترض.
وما زال الرئيس الاميركي يتهم صدام حسين بتطوير برنامج لانتاج اسلحة نووية في حين يؤكد البرادعي ان لا ادلة تثبت ذلك. وكان البرادعي تحدث، في وقت سبق كلمة بوش بساعات، بلهجة مختلفة تماما مؤكدا ان المفتشين نجحوا في الاسابيع الثمانية الاخيرة في تبديد قلق عدة دول بينها الولايات المتحدة من الطموحات العراقية في المجال النووي.
وفي اول رد فعل اوروبي، اعرب وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان، الذي تطالب بلاده بامهال المفتشين المزيد من الوقت لاتمام عملهم في العراق وبالسعي لتجنب العمل العسكري، عن ارتياح فرنسا لطلب بوش عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي. وقال أمس: «اشعر بالارتياح لهذا القرار الاميركي لاننا نطلب منذ عدة اسابيع من كل الذين لديهم معلومات خاصة، ان يقدموها لمفتشي الامم المتحدة».
وردد رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير مزاعم حليفه المقرب الرئيس بوش وقال أمس: ان للعراق علاقات بتنظيم القاعدة وذلك في الوقت الذي يحاول ان يلعب فيه دور سفير دولي لحشد تأييد للحرب المحتملة ضد بغداد.
وقال بلير امام البرلمان «نعرف بوجود علاقات بين القاعدة والعراق لكننا غير متأكدين بشأن المدى الذي وصلت اليه هذه العلاقات». ودعا الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا أمس في بروكسل الى بذل كل الجهود لتجنب كارثة وقوع حرب في العراق.
ورحب سولانا باعلان الرئيس بوش ان الولايات المتحدة تعتزم كشف معلومات تملكها امام مجلس الأمن الدولي في الخامس من فبراير عن الترسانة العراقية مؤكدا ضرورة بقاء مجلس الأمن مركز القرار لإيجاد أي حل للأزمة.
وعن رد فعل الناتو، افادت مصادر دبلوماسية ان حلف شمال الاطلسي لم يحسم موقفه بعد بشأن الطلبات الاميركية للحصول على دعمه في حال نزاع مع العراق وذلك بسبب المعارضة المستمرة لعدد كبير من الدول الاعضاء فيه.
واعلن مسئول في الحلف الاطلسي «ان سفراء 19 دولة عضوا اجتمعوا أمس كالعادة داخل المجلس ولم يجروا مباحثات بهذا الشأن عن العراق ودور الحلف الاطلسي».
واكد دبلوماسي اوروبي من جهته «ان الوضع لم يتطور مقارنة بالاسبوع الماضي»، في حين ينتظر ممثلو دول الحلف نتائج المناقشة التي بدأها مجلس الامن الدولي عن تقرير مفتشي نزع الاسلحة. من جانبه، اعلن مساعد وزير الدفاع الاميركي بول ولفوفيتز أمس «ان الولايات المتحدة لن تتحرك وحيدة في حال شن حرب على العراق، مؤكدا ان دولا عدة من الشرق الاوسط ستساندها عندما يحين الوقت».
وقال ولفوفيتز ردا على اسئلة هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) بعد قليل من خطاب الرئيس الاميركي جورج بوش عن وضع الاتحاد «لن نتحرك وحيدين». لقد ابلغت دول كثيرة بوضوح «انها ستقف الى جانبنا عندما يحين الوقت». من جهتها، اعتبرت روسيا انه لا يوجد سبب موضوعي يبرر شن هجوم على العراق في هذه المرحلة، كما اعلن نائب وزير الخارجية الروسي غورغي ماميدوف للسفير الاميركي في موسكو الكسندر فيرشباو.
واعلن ماميدوف في بيان لوزارة الخارجية الروسية لا وجود لسبب موضوعي في الوقت الحالي لتوجيه قوات مسلحة (ضد العراق)، ومن الضروري التركيز على مساعدة العمل المنتج للمفتشين الدوليين بالامتثال الصارم لتفويض مجلس الأمن الدولي. كما أكد العراق على لسان مندوبه الدائم لدى الجامعة العربية محسن خليل عقب اجتماعه بأمينها العام عمرو موسى، استعداده للتعاون مع المفتشين الدوليين من اجل معالجة النقاط التي تحتاج الى توضيح والتي وردت في تقرير هانز بليكس ومحمد البرادعي.
بيروت - أ ش أ
يتوجه اليوم الخميس وفد من الشخصيات النقابية والشعبية الفلسطينية التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية في مخيم عين الحلوة إلى بغداد بطريق الجو لتنظيم سفر حشود من اللاجئين الفلسطينيين بالحافلات إلى العراق لتشكيل دروع بشرية لحماية المنشآت العراقية من أي عدوان أميركي محتمل.
وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط ان قيادة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان تعمل على تنظيم هذه الجولة إلى جانب قوى سياسية لبنانية تضامنا مع العراق.
وستمنح فصائل المنظمة الراغبين بالسفر إلى العراق التسهيلات المالية كافة لتغطية كلفة استصدار وثائق سفر وكلفة السفر ومصاريف الإقامة. ومن المقرر ان يعود الوفد الفلسطيني إلى بيروت يوم الأحد المقبل
العدد 146 - الأربعاء 29 يناير 2003م الموافق 26 ذي القعدة 1423هـ