العدد 146 - الأربعاء 29 يناير 2003م الموافق 26 ذي القعدة 1423هـ

وصف شاعريته بالفذة... عبدالعزيز المقالح يشيد بمجموعة «نزوات شرقية»

الوسط - المحرر الثقافي 

تحديث: 12 مايو 2017

أشاد الشاعر عبدالعزيز المقالح بمجموعة الشاعر البحريني حسين السماهيجي نزوات شرقية، واصفا إياها بأنها أخرجته من حال الإحباط والقلق التي يصنعها الانتقال غير المرئي من عام إلى آخر ومن عتبة في الزمن المعلوم إلى عتبة في زمن مجهول، ذاكرا أن هذه المجموعة وفرت له دفء الشعر وبراعة التقنية الشعرية البريئة من التصنع والافتعال.

وذكر المقالح أن ديوان نزوات شرقية يعد ردا صارخا وعنيفا على أولئك الذين يقولون إن القصيدة الجديدة القائمة على نظام التفعيلة تفتقد إلى الإيقاع أو أن موسيقى البحور تبدو خافتة في هذا النوع من القصائد، وهذا على زعم يتلاشى عند قراءة القصائد الجديدة عموما، وفي هذه المجموعة الشعرية التي تحظى بمستوى من الموسيقى العالية يؤهلها لأن تكون نموذجا للشعر العربي الجديد المحافظ على أكبر قدر من الإيقاع يستوي في ذلك القصائد الطويلة أو القصيرة التي يمكن تسميها بالمقطوعات.

وقال المقالح في مقاله الذي نشر أخيرا على حلقتين في صحيفة «الوطن» السعودية ان السماهيجي يجيد اللعب بالألفاظ في محاولة للهروب من المباشرة وما تلقيه على عاتق الشعر من تبعات تبعده عن دائرة القول الفني، وتحيله إلى بند المقالات والمنشورات السياسية. وليس في هذا الاتجاه ما يثبت الخصوصية والتمايز وحسب، بل وما يعطي للصوغ الجديد إمكان تعدد الدلالات. ووصف المقالح في معرض قراءته للديوان خاصة في القصائد التي تمحورت عن كتاب السير الذي ضم ثلاثة أرباع قصائد المجموعة... وصف هذه السير بأنها لوحات تحكي أو ترسم شخوصا من الماضي والحاضر وتتفاوت طولا وقصرا ولكنها لا تتفاوت أو تتباين في مستوى التعبير الشعري. وأضاف عن المسألة نفسها: طوف الشاعر في (كتاب السير) عبر العصور، ونجح بشاعرية فذة في تحطيم الفواصل بين الأزمان، وأكد على أن للإبداع زمنا خاصا وديمومة مختلفة وأنه يشبه النهر الذي تنفصل قطراته عن أمواجه. وأردف قائلا فالشاعر يقدم تحت عنوان (تقاسيم) عددا من المبدعين من دون ترتيب يتقدمهم ابن عربي يليه أبونواس، فأبوالعلاء، وأيوب، والمتنبي، والحلاج. سلسلة من المعذبين يتوسطهم قابيل الذي أسال دم أخيه بحجر وكتب على البشرية القتل والبكاء. واختتم مقاله بالقول: إن حسين السماهيجي الذي أمعن في السيطرة على الإيقاع إلى حد المبالغة أحيانا لم يسلم من عثرات وزنية بدت لي مقصودة ومتعمدة في نصين أو ثلاثة ربما لتكون الاستثناء الذي يؤكد القاعدة في خطاب شعري يقوم - بوعي أو بلا وعي- على إثبات قدرة الأوزان العربية في الانتقال من المستوى السطحي إلى المستوى العميق من دون أن تكسر جمالية الصوغ أو انسياب حركة التوتر





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً