أكد خطيب جامع الإمام الصادق (ع) بالدراز الشيخ عيسى قاسم في حديث الجمعة أمس أن الرأسمالية ستسقط وستتبع الشيوعية ولن يبقى إلا الإسلام.
وقال قاسم: «نحن نعرف أن الشيوعية قد سقطت وسقوطها لدعم تناسب الحكم والموضوع. الشيوعية نظام أريد له أن يكون للإنسان، وإذا جاء الحكم بعيدا عن، والنظام حكم، جملة أحكام وتشريعات ورؤى وقضايا تتصل بتنظيمه وتمشية حياة الإنسان، وإذا جاء النظام والحكم بعيدا عن طبيعة موضوعه فلا يمكن أن يستقيم، ولكل موضوع ما يناسبه من أحكام، وحيث تتفارق طبيعة الموضوع والحكم، لا يمكن أن تقبل الناحية الموضوعية استمرار حمل الحكم على الموضوع. أي لا يمكن أن ينجح لنظام للإنسان تضعه على موضوع النبات، ولا يمكن أن يتناسب نظام تضعه على الإنسان يتناسب مع الحيوان».
وتابع «لمخالفة نظام الشيوعية عن موضوع الإنسان كان لا بد أن يسقط، وستسقط الرأسمالية والديمقراطية وكل نظام يراد له أن يكون للإنسان وهو بعيد عن هذه الطبيعة. إنه السبب الذي يقف وراء سقوط كل الأطروحات التي جربها الإنسان سابقا، ولاحقا وهي بعيدة عن طبيعة الإنسان».
وأكد «هذا الإنسان قد حقق نجاحات واسعة في مجالات واسعة، في الطب والصناعة والاستفادة من الطبيعة، وقد عانى من التخلف الذريع في علاقاته الاجتماعية وهدايته، وأن يكون على طريق الغاية التي تتناسب مع كونه إنسان، واشتغل كثيرا عن هدف السمو والتكامل الإنساني والإشعاع الروحي، والنمو في ذاته من حيث الروح رغم كل النجاحات القافزة التي تحققت في حياته المادية. وقد عجز أن يحقق أمنه واستقراره وأن يحقق علاقات عادلة بين أفراده، والسبب أنه في بعد التعامل مع الطبيعة والبعد الطبي صار يعترف بقوانين الله، ولحدية هذه القوانين وسرعة مفعولها ولسرعة مفعول معاندتها ومكابرتها والتي لا تسمح للإنسان أن ينسى تأثيرها، كان على الإنسان أن يخضع لها ويستكين وأن يجري مجراها، وأما فيما هو في المساحات الاجتماعية والاقتصادية، فقد كابر وعاند، وقوانين الله كما هي حاكمة في المجال الطبيعي، هي حاكمة في المجال الإنساني والاقتصادي».
وأضاف قاسم «تحدث للإنسان على هذا الأساس الهزة بعد الهزة، والاضطراب بعد الاضطراب، ويستتبع هروبه من الله عز وجل دروسا قاسية في حياته، فتقوم حروب طاحنة وتسقط حضارات، ويستتبع حياة المجتمعات فقر مدقع، ومع ذلك لا يتعلم هذا الإنسان كثيرا، ولا يدرك أن كثيرا من أزماته ومشكلاته، هذا الإدبار لقوانين الله وتشريعاته. والهزة المالية العالمية الأخيرة،وتأثر النظام المالي، وسينسحب على النظام المالي والاقتصادي بشكل عام،هو إنذار إلهي،وتعرية لقيمة النظام الرأسمالي، وبداية سقوط وتهاو لهذا النظام. والديمقراطية عرتها حروب أفغانستان والعراق، والتدخل في شئون لبنان».
ولفت إلى أن الجاهلية المادية ستكابر طويلا، ما استطاعت دفاعا عن وجودها، وكل الفقاعات ستنتهي وسيبقى الإسلام... الحضارة المادية مؤسسة على شفا جرف هار، وانظروا أن الشيوعية سقطت ودولتها قائمة، وورائها قوة سلاح – سلاح نووي - وإمبراطورية قوية، ولكن الاشتراكية سقطت رغم القوة، وانظروا إلى الرأسمالية تنهار والدول القوية لا تزال تدعمها. سقوط النظرية وفقدها لقيمتها، وشهادة الواقع لعدم كفاءتها على قيادة البشرية، بينما العمارة قائمة شاغرة فهو دليل على الخواء، والإسلام سقطت دولته ويعيش بلا دولة، ولكن الإسلام شامخ، والأطروحة صادمة وستبقى صامدة وسيأوي الناس إليها. فارق جوهري نأمل أن نتأمله وندرك قيمة الإسلام من خلاله».
وقال: «دولنا في العالم الإسلامي لا تتعلم، لا نزال نواصل رحلة الغباء والسقوط، والانحدار، ونأخذ طريقنا إلى التيه، في هروب دائم عن الله في اتجاه الغرب، عن شريعة الله عز وجل إلى شريعة الأرض، عن أخلاقيات السماء إلى أخلاقيات الحيوان، حضارة القرد، ولا زال المسلمون لم يكتفوا من سموم الحضارة المادية. وهناك إصرار من حكومات كثيرة في البلاد الإسلامية، ومن أحزاب البلاد الإسلامية على أن يدخل المسلمون كل الأنفاق المظلمة التي دخلها الغرب، وأن نتلوث بكل المستنقعات التي تلوثوا بها، والهوس الدائم بالأنظمة يدفع دائما إلى التخريب المعيشي والديني في أمة الإسلامية»
العدد 2234 - الجمعة 17 أكتوبر 2008م الموافق 16 شوال 1429هـ