العدد 2234 - الجمعة 17 أكتوبر 2008م الموافق 16 شوال 1429هـ

العصفور: الإنصاف ضرورة في العلاقات الاجتماعية

الوسط - محرر الشئون المحلية 

17 أكتوبر 2008

تحدث خطيب جامع عالي الكبير الشيخ ناصر العصفور في خطبته أمس (الجمعة) عن مفردة الإنصاف بين الناس والتي تمثل جنبة هامة من جوانب الحق في مجال العلاقات البينية والاجتماعية، وقال العصفور انه لا يكتمل إيمان المؤمن حتى ينصف الناس من نفسه ويحب لهم ما يحب ويكره لهم ما يكره، فالمسلم يجب أن يكون متوازنا في عواطفه وردود أفعاله وفي مجمل علاقاته سواء مع أهله وأقربائه أم مع الآخرين، ومع من يختلف معهم، والله سبحانه وتعالى يقول «وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربة وبعهد الله أوفوا ذلكم وصاكم به لعلك تذكرون»، ويقول الإمام علي (ع): «انصف الناس من نفسك وأهلك وخاصتك ومن لك فيه هوى واعدل في العدو والصديق».

وتساءل العصفور «هل نحن كذلك في تعاملاتنا وعلاقاتنا الاجتماعية وفي قراراتنا وحكمنا على الشخوص والجماعات، أما اننا إذا ما أحببنا أحدا أعطيناه محاسن غيره، وأسبغنا عليه الأوصاف المختلفة، والتمسنا له المبررات والأعذار عن أية هفوة أو زلة، وإذا أبغضنا أحدا وصمناه بما ليس فيه وجردناه من كل فضيلة بل سلبنا حتى إنسانيته، هذا هو مصداق الظلم لأنه لا يمكن أن يكون الإنسان منصفا وعادلا إذا تناهى في تجريد الاخرين من أبسط حقوقهم وأسقط حيثياتهم، كما قال أمير المؤمنين (ع): (إن من لوازم العدل التناهي عن الظلم)، فالعدل والإنصاف إذا متلازمان وقد قال (ص): «سيد الأعمال إنصاف الناس من نفسك ومواساة الأخ في الله تعالى على كل حال»، وقال إن «أسرع البر ثوابا البر، وإن أسرع الشر عقابا البغي، وكفى بالمرء عيبا أن يبصر من الناس ما يعمى عنه من نفسه وأن يعير الناس بما لا يستطيع تركه».

وتطرق العصفور إلى أن الإنصاف هو جنبة أخلاقية مهمة لو التزم الناس بها لاستطاعوا التخلص من الكثير من السلبيات والآثار المدمرة ولذابت الكثير من الحساسيات المخربة في العلاقات الاجتماعية والروابط البينية، والله سبحانه وتعالى يخاطبنا «ولا تنسوا الفضل بينكم»، فلماذا نتغافل عن الجوانب الإيجابية عند الآخر ونركز على السلبيات، ونحاول تتعميمها بشكل يجافي الواقع.

كما تحدث العصفور في الخطبة الأولى عن ضرورة التغيير، وقال إن أي فرد يطمح للتغير في أي مجال لابد أن يبدأ بنفسه وذاته أولا وإلا فإنه لن يصل إلى شيء وسيخرج من مشواره خاوي الوفاض، وأضاف أن المحطة الأولى والأساسية هذا الذات، وكما قال أمير المؤمن «ميدانكمم أنفسكم فإن قدرتم عليها فأنتم على غيرها أقدر» ومعناه ان الإنسان الفاقد لا يمكن أن يقدم شيء فالميدان الحقيقي هو النفس عن طريق إصلاحها وبنائها فالتغيير هو طريق الصلاح وصلاح النفس هو طريق لصلاح المجتمع والأمة وهذا لا يتأتي إلا بخطوات مهمة وضرورية من التقيد بالضوابط الشرعية ووقاية النفس من الرذائل الأخلاقية ومصاحبة الأخيار ومجالسة أهل الشرف والعلم، ومجانبة أهل المفاسد والأشرار، فإن من أسباب البلاء والشرور وانتشار الفسق والفجور هو مصاحبة أهل السوء وارتياد الأماكن الموبوءة. وكذلك على الإنسان ان يستفيد من تجارب من سبقوه وأن يأخذ العبرة من الاخرين في مجالات الحياة المختلفة في مجال الخير والشر ويتفكر في عواقب ذلك بعين البصيرة كما قال الإمام علي (ع) «اتعظوا بمن كان قبلكم قبل ان يتعظ بكم من بعدكم»، فإن طريق نجاح الإنسان هو بالاستفادة من تجارب وخبرات الآخرين، فهو يتامل في الماضي ويستفيد منه في الوقت الذي تكون عينه على المستقبل.

وقال العصفور إن الذين استطاعوا ان يغيروا ويصلحوا إنما بدأو بأنفسهم وذواتهم وأصلحوا سرائرهم وانطلقوا على هذا الاساس المتين لتحقيق تطلعاتهم وأهدافهم، حتى حققوا النجاحات الكبيرة في مشوار حياتهم

العدد 2234 - الجمعة 17 أكتوبر 2008م الموافق 16 شوال 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً