ذهب مرزوق الى سترة بعد سماعه عن اكتشاف غريب، قال بعضهم إنه «حجر كريم»، بينما أشار آخرون الى انه «الماس»، غير ان مرزوق يظن أنه قطعة من آثار لأهالي دلمون السابقين.
هذا الادعاء قد لا يكون صحيحا ولكن لا يمنع ان نفترض ان بقايا آثار دلمونية أو ما بعد عهد دلمون قد ظهرت احتجاجا على مساواتها بالمجاري التي ستحمل بقايا وفضلات ربما لا تليق بكل ما هو ثمين لدى دلمون...
صديق مرزوق: والله انت ستحول كل شيء الى دلمون وقبور دلمون، والآن جننت وتريد ان تتهم أهل البحرين انهم يرمون فضلاتهم على مجوهرات دلمون... ماذا تريد؟ هل تريدنا ان نستخدم أساليب الماضي عندما كانت «البلاعات» تهلكنا برائحتها في كل مكان؟ أليس من الواجب شكر الحكومة لأنها تحفر لنا «مجاري»؟.
مرزوق: والله أنا لا أشكر شخصا يقوم بواجبه إلا إذا قام بأكثر من واجبه...
صديق مرزوق: وما هو الأكثر من الواجب في هذه الحال؟
مرزوق: الأكثر من الواجب هو إعداد دراسة عن مواقع الآثار وإجراء مسح لكل مناطق البحرين لحماية تاريخنا الذي يسعى غير البحرينيين إلى المحافظة عليه؟ بينما نحن نسارع إلى تدميره وإقامة مجمعات سكنية لغير الدلمونيين.
صديق مرزوق: ولكن ما ذنبهم الآن؟
مرزوق: لا تقل ما ذنبهم، فكل مرة يكتشفون آثارا يقوم هؤلاء بتدميرها. فقبل سنوات اكتشفوا قبرا وعليه قطعة خشبية محفورة بتاريخ الشخص وأهميته، ولكن جاءت مجموعة قالت انها من إدارة الآثار، وأخذت القطعة الخشبية، ولا نعلم عنها شيئا... فقد زرت المتحف بحثا عنها لسنوات طويلة فلم أجد هذه القطعة، ولو كان مسئولو متحف اللوفر الفرنسي أو المتحف البريطاني هم الذين اكتشفوها لأجْروا عليها عشرات الدراسات وعرضوها في المتحف ولم يحرقوها!
صديق مرزوق: ولماذا تقول أحرقوها؟ فما دليلك انهم أحرقوها؟
مرزوق: والله مهما عملوا بها فإنهم دثروها وسواء أحرقوها أم لم يحرقوها فلن نعلم شيئا عنها واختفت كما اختفى غيرها... وكذلك القطعة الستراوية الأخيرة، فإنها ستختفي وربما تحرق بمجرد أن يعلم أحد أنها قطعة أثرية.
صديق مرزوق: أنت سيئ ظن...
مرزوق: اعذرني، فإن «أرواح» أهالي دلمون تجوب البحرين تشتكي ولا تجد لها ناصرا ينصرها إلا في باريس ولندن، وكأن البحرين لا يوجد فيها أهل يحبون تاريخ هذا البلد
إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"العدد 144 - الإثنين 27 يناير 2003م الموافق 24 ذي القعدة 1423هـ