العدد 144 - الإثنين 27 يناير 2003م الموافق 24 ذي القعدة 1423هـ

أهلا بكم إلى ليلة في الجحيم

اسبانيا - ستيفن والش 

تحديث: 12 مايو 2017

من المؤكد انه تم التفكير بشدة قبل اختيار كاليكستو بييتو، المخرج الاسباني المثير للجدل كما يصفه البيان الصحافي بإعجاب، لإخراج الأوبرا الوطنية الويلزية فلادريموس التي افتتحت في كارديف في الأسبوع الماضي، وبالتأكيد فقد اتجه التفكير إلى تقديم هذه الأوبرا على المسرح. ويقول بييتو متحدثا عن موسيقى شتراوس (مؤلف الأوبرا) «ان موسيقى شتراوس» سعيدة ظاهريا ولكنها سعادة تخفي الكثير من الأشياء». أما بالنسبة إلى الإنتاج الأخير لهذا العمل فقد مثّل حفلة خالدة كانت الموسيقى تدور في دورات متتابعة ومستمرة، هذا العمل هو نوع من الجحيم. إذا كانت هناك محاولة لإخفاء أي امر في أوبرا داي فليدراموس فإن الموسيقى ستكشف ذلك (وكيف يمكن لها أن تخفي هذا الأمر؟) ولكن عبارة «نوع من الجحيم» هي عبارة دقيقة بما يكفي للتعليق على تقديم العمل على المسرح. وقد حاول بييتو أن يوضح لنا الأمور بشكل كبير.

ولغتي كما تعلمون تخفي بعض الأمور أما لغته فلا تفعل ذلك وكذلك لغة كاتب الحوار مارك رافين هيل. هنا كل شيء حقيقي فالعبارات المستخدمة تمثل ألفاظا نابية كما ان الشخصيات التي تحدث عنها شتراوس تمثل أناسا حقيقيين يقومون بكل الأعمال المشينة التي يمكن أن يقوم الكثير من المشاهدين بها وربما أيضا يقومون بأعمال مشينة جدا أكثر من سابقتها وهو الأمر الذي لم تستطع موسيقى شتراوس أن تخفيه.

هذا انتقاد لاذع وصريح بشكل مخيف مقابل النفاق الكبير الموجود في العمل ومن الجيد أنه من الصعب ملاحظة انهيار سيناريو شتراوس: تدمير السجن والسجان «فروش» وإخلاء الأراضي كلها وفوق كل ذلك ارتفاع «فالك» (الذي لعب دوره ريتشارد وايتهاوس) من شخص هزلي فاسد إلى شخص شديد التزمت له سلوكيات مثيرة. كما إن المشاهد بالكاد يلاحظ سأم هؤلاء المخرجين السوقيين المتكررين، السأم على أي حال هو نوع من النفاق.

هذه ببساطة أمسية كئيبة وغير موسيقية وفظة ومليئة بالتباهي وخالية من الذكاء. من غير المدهش أن يعاني المغنون الذين تم التعامل معهم رسميا مثل أشخاص سكارى. وقد فشل كل من جيرالدين ماكجريفي التي مثلت دور روزاليند وناتالي كريستي التي مثلت دور آديل ودونالد ماكسويل الذي مثل دور فرانك في أن يؤدوا أدوارهم بحماس. أما بول نيلون الذي مثل دور ايسنستين فقد تم التقليل من شأنه إلى درجة جعله تلميذ مدرسة يلغو. وين ايفانز الذي مثل دور ألفريد وسارة فالجوني التي تهربت من اللعبة بين لحظة واخرى. أما بالنسبة إلى كلاود شينتزلر فقاد الفرقة الموسيقية بطريقة روتينية





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً