العدد 2234 - الجمعة 17 أكتوبر 2008م الموافق 16 شوال 1429هـ

«بنا»: مبادرات العلماء ترجمة لدعوات الملك بتوحيد الصف

ندوة جماهيرية عن الوحدة الوطنية في ديسمبر بمركز المعارض //البحرين

قالت وكالة أنباء البحرين (بنا) في تقرير لها أمس (الجمعة) إن هناك حراكا علمائيا وطنيا نشطا لدعم الوحدة الوطنية يلحظه المتابعون، متمثلا في المبادرة التي أطلقها عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل ‏خليفة وتلقفتها الفعاليات الدينية المحلية من مختلف الطوائف لتبدأ في ترجمة مبادرة جلالة الملك من أقوال إلى أفعال تتجسد على أرض الواقع المحلي وفق آليات عمل موحدة وبشراكة حقيقية بين العلماء.

وأشارت «بنا» إلى أن دعوة جلالة الملك نخبة من الفعاليات الدينية الوطنية والشخصيات الفاعلة ‏في الوسط الديني في البحرين يوم الثلثاء 29 يوليو/ تموز 2008 كانت إشارة البدء المحفزة والمعلنة لانطلاق الحوار وهو الأول من نوعه لجمع رجال الدين بمختلف طوائفهم.

وبينت والوكالة أن جلالة الملك اقترح في كلمته التي ألقاها في ذلك الجمع العلمائي الذي ضم نحو 50 عالم دين وإماما وخطيب جمعة ‏من كبار رجال الدين والذي جسد الوحدة الوطنية لمكونات الشعب، اقترح جلالته إنشاء مرصد وطني يوحد بين ‏أطياف الشعب، يرشد الخطاب الديني، وخاطب جلالة الملك علماء الدين في بلاده قائلا: «إني لعلى ثقة بأنكم ‏مؤهلون في هذا البلد المتسامح والمنفتح لتأسيس حوار نموذجي ‏هادف بين المسلمين كافة بمختلف اجتهاداتهم ومدارسهم في وقت ‏هم وإخوانهم في الإنسانية أحوج ما يكونون إلى ذلك... ولقد رأيت أنه ‏بمساهمتكم ودعمكم وتعاونكم يمكننا تأسيس مرصد وطني يتم ‏الاتفاق بشأنه يمثل وحدتكم لترشيد الخطاب الديني يكون مصدر ‏خير للتوجيه والإرشاد يعكس ما تمثله البحرين ويمثله الإسلام من ‏سماحة وانفتاح وشمول».

وأضافت وكالة أنباء البحرين في تقريرها أن جلالة الملك استحضر في كلمته التي ألقاها على علماء الدين التاريخ الوطني القريب متمثلا في الوحدة الوطنية عندما كان كل ‏من الشيخ قاسم المهزع والشيخ خلف العصفور يتبادلان رعاية أبناء ‏الوطن إرشادا ونصحا إذا غاب أحدهما حل الآخر مكانه في تسامح ‏وتكامل هما من سماحة الإسلام وطيبة أهل البحرين التي لا تفوقها ‏طيبة وسماحة. مؤكدا جلالته «وأنتم ورثة هذا القبس النير والمؤتمنون على حرمته ‏ودوره»، وحث جلالته المجتمعين ‏على أن يكونوا روادا في تطوير حوار ‏نموذجي بحريني بين ‏المسلمين كافة لما تمتاز به البلاد عبر تاريخها ‏من تسامح وانفتاح، ‏مناشدا الجميع الحفاظ على هذا النموذج المشع ‏والعمل على تنميته ‏والارتقاء به.

وقالت «بنا»: ‏»وفي مبادرة لإحياء هذا الموروث الوطني في التكامل بين علماء ‏المسلمين في البحرين بمختلف طوائفهم كان أن بادر الرئيس الفخري لجمعية مالك بن أنس الشيخ راشد المريخي مساء 25 رمضان الماضي إلى زيارة السيدعبدالله ‏الغريفي في مجلسه الأسبوعي في منطقة بوقوة الذي ينعقد كل ليلة خميس ويستقبل السيد فيها رواد مجلسه».

وتابعت «كانت الزيارة الأولى مفاجئة ولم تكن بترتيب مسبق ثم بادر الغريفي برد هذه الزيارة بزيارته إلى مجلس الشيخ المريخي في ليلة الاثنين 28 رمضان وحضر الزيارة وجهاء وشيوخ دين من أبرزهم الشيخ حسين النجاتي والشيخ حمزة الديري».

وتابعت «ولم تقف مبادرة الشيخ المريخي عند ذلك بل قام بزيارة غير مسبقة الترتيب إلى المرجع الديني الشيخ عيسى قاسم بمجلسه بالدراز مساء الثلثاء 14 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري بحثوا خلالها ضمن وفد من وجهاء المحرق وحضور مجلس الشيخ قاسم قضية الوحدة الوطنية».

وقالت «بنا»: «إن الشيخ عيسى قاسم أثنى على مبادرة الشيخ راشد المريخي في التواصل والتآخي. مبينا أهميتها لما لها من آثار طيبة تجمع بين الاخوة وتزيدهم من ترابط في ظل محاولات التفتيت وضرب الوحدة وإثارة الفتن المذهبية، مشددا الشيخ قاسم على أن محبي الفتنة لن يتمكنوا من زرعها في البحرين لأن شعبها بجميع طوائفه عاشوا متحابين ومتقاربين على مر التاريخ».

وفي تصريح لوكالة أنباء البحرين دعا السيدعبدالله الغريفي تعليقا على مبادرة الشيخ المريخي وفي تأييد واضح لها «إلى أن تساهم الدولة بشكل واضح وصريح في تعزيز الوحدة بين أبناء الشعب وأن تساوي بينهم في كل مجالات الحياة العملية». مؤكدا الغريفي أن «هذا الأمر سيساهم بشكل واضح وجلي وفاعل في تعزيز روح الوحدة الاسلامية والوطنية».

من جانبه أوضح مدير مكتب السيدالغريفي، السيدمحمدهادي في تصريحات لوكالة أنباء البحرين أن «اللقاءين يؤكدان روح الأسرة الواحدة بين الطائفتين الكريمتين والمحبة والتآلف والتسامح وضرورة استمرار هذه اللقاءات التي تعزز روح الوحدة الوطنية والتعايش الأخوي»، كما أكد اللقاءان «رفض الأصوات الطائفية النشاز من أية جهة صدرت التي تعكر صفو الوحدة وتعبث في تراص الصفوف الوطنية والإسلامية». وأوضح السيدمحمدهادي أن «الحوار في اللقاءين كان يؤكد أن البحرين منذ القدم كانت ومازالت تقدم النموذج على روح الأسرة الواحدة بين أبناء الوطن وتؤكد بقاء هذه الروح واستمرارها». وأضاف «هناك عدة جهات مسئولة أن تحول هذا الأمر إلى واقع عملي والمسئول الأول - لا شك - هي الدولة إذ يقع عليها العبء بتوظيف الجانب الإعلامي في خدمة توجهات تعزيز الوحدة عبر إعداد برامج تلفزيونية ومواد صحافية وتسخير كل وسيلة إعلامية قادرة على تعزيز وصيانة الوحدة الوطنية والمسئول الثاني هم علماء الدين من الطائفتين على مستوى خطاب الجمعة وعلى مستوى المنتديات وعلى مستوى التبادل في اللقاءات وهي مقدمات ضرورية في رأب شي من الفجوة».

أما الشيخ راشد المريخي فقال في تصريح للوكالة: «نحن نسعى إلى جمع شمل المسلمين على كلمة واحدة كلمة لا إله الا الله محمد رسول الله وأن نعيش في جو هادي مطمئن مؤمن كما كان قديما بين أحضان العلماء والفقهاء والصلحاء والحكام الطيبين». مؤكدا المريخي «نحن نترجم توجيهات جلالة الملك بتعزيز الوحدة الوطنية وضمن مشروع جلالته الإصلاحي الذي يأتي ضمن توجه تعزيز الوحدة الوطنية من مبادئه الرئيسية وكذلك نترجم توجيهات سمو رئيس الوزراء الذي بارك مبادرتنا وأعلن دعمه لتوجهنا لدى اجتماعي بسموه مؤخرا، فالقيادة العليا مستبشرة بالخير بما رأت من تحرك مخلص لتحقيق الوحدة الوطنية على أرض الواقع».

كما كشف الشيخ المريخي لوكالة أنباء البحرين عن حضور نخبة من العلماء من الطائفتين في غداء اليوم الجمعة الذي أولم فيه المريخي في منزله لمستشار رئيس دولة الإمارات للشئون الدينية السيدعلي عبدالرحمن الهاشمي الذي أحيى بمعية السيد عبدالله الغريفي الندوة الجماهيرية الكبرى التي أقيمت مساء أمس الخميس في بيت القرآن بعنوان «أدب الحوار في ضوء مشروعية تعدد الرأي» وبحضور نخبة من الوجهاء من العلماء والشخصيات ورجال الدولة والدين والتي تحدثت فيها عن التعددية وتكرست كأول فعالية مشتركة للمبادرة التي أطلقها جلالة الملك لتعزيز الوحدة الوطنية بين مختلف مكونات الشعب البحريني.

وشدد الشيخ راشد المريخي على أن المحاضرات المشتركة لن تتوقف عند الندوة الجماهيرية التي أقيمت في بيت القرآن بل سيتم تنظيم عدة فعاليات أهمها ندوة جماهيرية كبرى عن ضرورة الوحدة الوطنية واللحمة الشعبية تعقد في ديسمبر/ كانون الأول المقبل بمركز البحرين الدولي للمعارض يقدمها العالم الإسلامي الداعية والفقيه السيدعلي زين العابدين الجفري ويشارك فيها بالإضافة إلى الشيخ راشد المريخي الشيخ عيسى قاسم.

يشار إلى أن هذه اللقاءات تؤسس لترجمة توجيهات الملك للمصارحة والتحاور الحر المباشر وطرح أمور الدين الحنيف بشفافية وصدق ورؤية قائمة على العلم والبحث النزيه ارتقاء بمستوى الخطاب الديني وبما يؤسس لخطاب وطني رصين في الحياة العامة ولخطاب وطني يستند إلى القيم الروحية والأخلاقية السامية

العدد 2234 - الجمعة 17 أكتوبر 2008م الموافق 16 شوال 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً