اليوم... السابع والعشرون من يناير/كانون الثاني يقدم هانز بليكس كبير مفتشي الأمم المتحدة، عن أسلحة الدمار الشامل العراقية، يقدم تقريره إلى اللجنة المكلفة نزع الأسلحة... ولأن الولايات المتحدة تعرف سلفا أن العراق لم يعد يمتلك تلك الأسلحة... قررت توجيه الضربة قبل أن يحط المفتشون رحالهم في بغداد بعد طول انقطاع... كما قررت أن ضربتها ستتم وإن خارج موافقة مجلس الأمن الدولي.
وهنا... اذ نعمد الى نشر (أنشودة المطر) لبدر شاكر السياب... والتي تغنّى فيها بمطر بلاده المحض من جهة ومطر يرفد الحياة بخضرتها المؤجلة ريثما يحضر... لا نغفل عن أنه كان مطرا حقيقيا وعذابات في الوقت ذاته... عذابات الفتى النحيل... وعذابات العراق الذي ظل رهنا للكوابيس والأنظمة الناقمة على الحياة... إلا انه كان مطرا امتص الحرمانات وظلت الأرض تتغنّى مع الفتى النحيل... (أتعلمين أي حزن يبعث المطر؟).
ونحن بدورنا نسأل إذا ما جاء المطر... هذا المطر مشبعا بالغاز والبارود...) هل سيتحول حزنهم العابر إلى مأتم لا أفق لسواده؟)...
فهل يكتب لتلك الأنشودة السوداء أن تكتمل... وهل يكون المطر من حديد بحيث لا تتاح للعرب فرصة إفراد مساحة من وقتهم للترنّم والتغنّي به لأنهم لحظتها سيكونون مشغولين بتحضير قبور تليق بالطامة التي ستخلقها أميركا على الأرض العربية.
وكما حدث لذلك النحيل الجيكوري يوم أن جاء نصه (أنشودة المطر)... في الترتيب الحسي والذهني بمثابة النص الأخير قبل القبر