مرزوق مازال مشغولا بهموم أهل البحرين الذين ورثوا حضارة من الدلمونيين ولكنهم اصبحوا غير مكترثين بتراث عظيم رفع اسم البحرين (دلمون) عاليا على مر آلاف السنين.
فدلمون أسست حضارتها على اساس جمال ارضها الطبيعية بعيون مياهها (التي ردمها أهل البحرين) وسواحلها (التي تحولت إلى مناطق مردومة بالقاذورات) ونخيلها (التي تحولت إلى جدران اسمنتية) واذا بها تحاول التنكر لأصلها...
«شارع النخيل» اسم جميل ولكنه سيصبح عما قريب «شارع الجدران»، فلقد دأب أهل البحرين على تسميم التربة الصالحة للزراعة ثم قطع النخلة وجرف التربة الصالحة للزراعة وبيعها لبعض اصحاب المجمعات السكنية لكي تتم زراعة الورود ليتمتع بها غير الدلموني، ومن ثم اقامة جدران عالية جدا (لكي لا يستطيع الدلموني الاطلاع على ما يجري داخل تلك الجدران العالية) ثم بناية مجمعات سكنية لغير الدلمونيين...
مرزوق اتصل بأحد اصدقائه وسأله عن افضل اسم لشارع النخيل بعد ان تم تدمير النخيل...
مرزوق: ما رأيك في اسم شارع الجدران؟
صديق مرزوق: ولكن لدينا ايضا «خمام» كثير حول قلعة البحرين، ولذلك ربما نسميه «شارع الخمام» افضل من شارع الجدران...
مرزوق: لا، لا نستطيع ان نطلق على الشارع هذا الاسم، وخصوصا بعد تسليم شئون النظافة إلى شركات تتسلم الاموال من البلديات ولكنها تفضل ترك القمامة للقطط الدلمونية لكي لا تحرمها من خيرات (فضلات) أهل البحرين...
صديق مرزوق: ما رأيك ان نسميه شارع «الأشباح» لانه مجهول ومطمور وحتى لا توجد فيه لافتات تشير إلى اسماء القرى وكأنما هناك من يقول إن هذه القرى في طريقها إلى الزوال فلا داعي للتذكير بأسمائها. وعلى هذا الاساس فإن شارع «الاشباح هو افضل الاسماء واكثرها قربا من الواقع.
مرزوق: لا، لا يمكن فحتى لو قطعت النخلة ورميت القاذورات في قلعة البحرين وما حولها فإن اهل المنطقة ليسوا اشباحا بل ان نضالاتهم خلال التسعينات هي التي فسحت المجال لتأسيس جمعية من لا برج لهم من دون خوف من اعتقال أو قمع ولذلك فهم ليسوا اشباحا بل اناس كادحون مستنيرون بماضيهم ومتطلعون إلى مستقبلهم.
صديق مرزوق: إذن ماذا تريد من اسم للشارع؟
مرزوق: اقترح بتسمية بشارع «ارواح دلمون».
صديق مرزوق: لماذا؟
مرزوق: لأن أرواح أهل دلمون تجول في المنطقة وتستحث أهل البحرين على إعادة مجد ماضيهم وعدم السماح باندثاره وتحويله إلى جدران وقمامة... وأنا متأكد ان أهل البحرين سيستجيبون لأرواح أهل دلمون
إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"العدد 142 - السبت 25 يناير 2003م الموافق 22 ذي القعدة 1423هـ