كشف ملف استقدام المعلمين من الجنسيات العربية والأجنبية للعمل في وزارة التربية والتعليم أخيرا، معلومات وردت لـ «الوسط» من مصدر موثوق يوم أمس (الخميس) تشير إلى استقالة الغالبية العظمى من مبتعثي الوزارة للدراسة في المملكة المتحدة (بريطانيا)، إذ قدر عدد من قدموا استقالتهم من المبتعثين لدراسة اللحام في المملكة المتحدة بـ 10 معلمين في الوقت الذي لم يتبقَّ سوى 4 معلمين كحدٍّ أقصى من المبتعثين في باقي التخصصات.
ووفق المصدر فإن سبب استقالتهم لا يرجع إلى حصولهم على فرص عمل أفضل كما تصرح الوزارة ولا سيما بعد إصدار مجلس الوزراء قرار منع شرط الابتعاث العام الماضي، مستدلا في ذلك باستقالة بعضهم قبل صدور القرار بكسر عقْدهم مع التربية.
وأوجز المصدر أسباب تلك الاستقالات بسوء الوضع الوظيفي لمعلمي الصناعي الذي يبدأ بخنق الإدارة لإبداعاتهم وتقليدية المناهج وتدني الرواتب وارتفاع نصابهم الأسبوعي إلى24 حصة فضلا عن تأخير ترقياتهم وتجميد حصولهم على دبلوم التمهن ودبلوم التربية لضمان الترقي ومعاملتهم كمعلمين لا مهندسين على الدرجة التخصصية على رغم حصولهم على بكالوريوس في الهندسة إلى جانب أن نصف المعلمين الأوائل في التعليم الصناعي من المصريين، الأمر الذي دفع الوزارة في رد فعل غير مدروس إلى فتح باب الاستقدام كحل بديل عوضا عن تحسين وضعهم الوظيفي على حد قوله.
وتابع المصدر إن آخر المعلمين المبتعثين لبريطانيا قدم استقالته في الفصل الدِّراسي الماضي ليرتفع عدد من استقال من التعليم الصناعي إلى 80 معلما خلال عامين من المبتعثين وغيرهم.
وجدد عدد من المعلمين في التعليم الصناعي مطالبتهم الوزارة بتحسين ظروفهم حفاظا على العنصر البحريني في هذا السياق وإيجاد الحلول الجذرية للمشكلة عوضا عن حلها بفتح باب الاستقدام والتأثير على مستقبل الأجيال، إذ ذكروا أن الوزارة تلجأ إلى توظيفهم سنة كاملة على الدرجة الثانية وبراتب لا يتجاوز 290 دينارا ودونما تأمين اجتماعي وأن من يجتاز الامتحان والمقابلة تعمد الوزارة إلى تثبيته على الدَّرجة الثالثة الرتبة الخامسة ومن لم يجتزها يبقى على الدرجة الثانية الرتبة التاسعة.
ولفتوا إلى أن المعلمين القدامى هم من يعمدون لتقييم الجدد خلال سنتهم التدريبية الأولى وتقديم الامتحانات لهم والتي غالبا ما تأتي نتيجتها سلبية، عازين ذلك إلى رغبة الإدارة في تمديد فترة عدم تثبيتهم وعملهم ضمن الدرجة الثانية ومن دون تأمين أو امتيازات.
وأضافوا أنهم طوال سنوات عملهم في إدارة التعليم الفني الصناعي سعوا إلى المطالبة بالدرجة التخصصية ومعاملتهم كمهندسين لا معلمين على الدرجة التعليمية.
وتابعوا أن وزارة التربية والتعليم سبق أن عرضت عليهم 30 دينارا بحرينيّا كقيمة لفترة التعليم الصناعي المسائية وما كان منهم سوى الرفض والعمل ضمن نوبات، لافتين إلى أن نصاب الحصص لديهم يصل إلى 24 ساعة في الوقت الذي يعد النصاب الطبيعي للحصص لباقي المعلمين 20 ساعة وأقل.
وعلى صعيد متصل، أشاروا إلى أن الوزارة تفرض لتوظيف البحرينيين في السلك التربوي حصولهم على دبلوم تربية، في الوقت الذي لا تعمد لتدريسهم على حسابها وتعرقل حصولهم على ذلك من خلال مراحل كادر المعلمين، عازين ذلك لاشتراطها اجتياز 360 ساعة، أي الدراسة أربع سنوات في أقل تقدير للحصول على درجة واحدة.
وفيما يتعلق بالمناهج فقد وصفوها بالجامدة والقديمة، نافين تصريح الوزارة الأخير بعكس ذلك وأن إدارة التعليم الصناعي لا تشجع على الإبداع وتطوير التعليم الصناعي بما يتناسب مع النمو المتسارع الذي تشهده المملكة.
وأكدوا أن ظروف استقالتهم لا تتعلق بإلغاء شرط الابتعاث أو حصولهم على وظائف بمردود مادي وامتيازات أفضل فحسب وإنما راجعة إلى سوء وضعهم الوظيفي في خضم تنامي الفرص خارج السلك التربوي.
وأكدوا أن التعليم مهنة لا حاجة وعلى الوزارة أن تعي هذا الشعار لتتماشى خطواتها مع ركائز مشروع جلالة ملك البلاد الإصلاحي.
يذكر أن وزارة التربية والتعليم استقدمت مع مطلع العام 120 معلما مصريّا بين ذكور وإناث للعمل في السلك التربوي في مملكة البحرين في تخصص الرياضيات واللغة الإنجليزية والتربية الأسرية واللغة العربية والتربية الخاصة، بعد أن أعلنت في الصحف المصرية وشبكة المعلومات الإلكترونية وفي سفارة البحرين في جمهورية مصر العربية قبل شهر ونصف الشهر طلب توظيف معلمين مصريين في وزارة التربية والتعليم البحرينية.
ويشار إلى أنه تقدم زهاء500 معلم ومعلمة مصريين لطلب التوظيف وأجروا امتحانات في السفارة البحرينية في القاهرة وتم وصول الدفعتين الأولى والثانية من المقبولين ويبلغ عدد من في الأولى 63 معلما بين ذكور وإناث، في حين بلغ عدد من وصل في الدِّفعة الثانية 57 معلما ومعلمة وأن نسبة الإناث تفوق الذكور فيهما، هذا وخصصت الوزارة مواصلات تقلهم من مطار البحرين الدولي وتنقلهم إلى أحد الفنادق في الجفير، في الوقت الذي استقدمت فيه أخيرا الدفعة الثالثة من المعلمين المصريين ويصل عددهم إلى 100 معلم بين ذكور وإناث
العدد 2234 - الجمعة 17 أكتوبر 2008م الموافق 16 شوال 1429هـ