اقترح أحد أعضاء هيئة تحرير «الوسط» على مرزوق دعوة صيادي البديع إلى الانضمام لجمعية من لا برج لهم.
فهم الآن يواجهون مصيرا مماثلا لمصير باربار التي لم يلتفت أهلها إلا وإذا هي قرية غير ساحلية لأول مرة منذ خمسة آلاف سنة.
ولحقها ساحل قرية البديع الجنوبي الذي ينعم أهالي القرية باصطياد السمك من خلاله لأجيال متعاقبة، واذا بهم يصطادون الأفاعي بدلا من السمك.
وبحسب الرواية فإن أحد الصيادين المؤهلين جدا لدخول جمعية من لا برج لهم ذهب أحد الأيام ليصطاد السمك واذا بأفعى طولها أربعة أقدام تتقدم تجاهه لتصطاده. وبعد التحقق اكتشف أن الأفعى ليست دلمونية أصلية، لأنها خرجت من مخلفات وصلت الى البديع من الشرق والغرب، ولا يعلم أحد كيف استطاع من يقوم بدفن البحر باستخدام هذه المواد لردم الساحل ونشر الأفاعي. وهناك من يقول ان الأفعى «المشكوك في اصلها» ربما توجهت الى الصياد للشكوى وليست للايذاء. فبحسب القصص الدلمونية القديمة فإن دلمون ارتبطت برأس ثور ونساء جميلات وزراعة في كل مكان ومياه عذبة تنبع من العيون في كل مكان ومن أفعى تقول الروايات انها لا تصيب اهل دلمون الأصليين.
ولذلك فإن الأفعى، اذا كانت دلمونية اصلية فلربما كانت تود الشكوى على حالها الذي وصلت اليه بعد نقلها من أماكن غير معلومة للاضرار بالصيادين الدلمونيين.
إلا أن المشكلة هي أن الأفعى لها لغة دلمونية لم نعد نفهمها وربما أخطأنا بحقها بعد أن ظلمها من نقلها من مكانها الآمن الى ساحل قرية البديع.
الرواية الأخرى تتحدث عن قاذورات واوساخ ترمى على الساحل، هذه العادات ليس دلمونية، وبالتالي فإن الأفعى لا تنتمي الى الأفاعي التي تحدثت عنها بعض الروايات الدلمونية القديمة.
المهم في الأمر ليست الأفعى التي ماتت بعد أن اصطدمت بأحد الصيادين الدلمونيين، ولكنه مصير الصيادين الذين نشأوا على صيد السمك، أما الآن فقواربهم تصارع النفايات ومواد الجبس وقطع الحديد والخرسانة والاسفلت وقطع اثاث مكسرة وبقايا أقمشة وستائر منزلية وكلما تكرهه الأعين ويزكم الأنوف ويشوه المناظر الطبيعية.
ولذلك فإن جمعية من لا برج لهم يتوجب عليها قبول جميع صيادي قرية البديع في الجمعية للدفاع عن مصالحهم ومصالح جميع من لا برج لهم
إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"العدد 141 - الجمعة 24 يناير 2003م الموافق 21 ذي القعدة 1423هـ