العدد 139 - الأربعاء 22 يناير 2003م الموافق 19 ذي القعدة 1423هـ

مع ازدياد دق طبول الحرب الاميركية: خطة حماية الأرواح يجب أن تكون واضحة

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

منذ التصعيد الاميركي باتجاه الحرب والايدي مرفوعة إلى الأعلى، بعضها للتضرع لله سبحانه وتعالى ان «لا يسلّط علينا من لا يرحمنا» وبعضها للاستسلام للمارد الاميركي، وبعضها محتجا في الشوارع، ولكن ماهي خطة حماية الناس عندما تقرر الماكنة العسكرية الاميركية غزو العراق؟

تتطلب اي خطة لحماية الناس طريقة اخلاء منطقة عندما تتعرض لمكروه ، لا سمح الله ، واجراءات للكشف عن اي مواد قد تكون ضارة بالناس، وطريقة تدشين المؤسسات المحلية لتوجيه الناس وتوفير خدمات وادوات وارشادات واضحة (مقروءة ومسموعة ومرئية)، وخدمات الاسعاف الاولية والاجراءات الاحترازية. والاهم من ذلك زرع الثقة في نفوس الجميع ووضع اجراءات كافية لاعادة الامور الى طبيعتها فور انتهاء حال الخطر. والمهام الملقاة على الجميع تشمل التأكد من عدم تضرر الحريات العامة والاجواء التجارية قدر الامكان، وهذا لا يتحقق إلا اذا اشتركت المؤسسات المعنية وعرف الجمهور ان هناك خطة مدروسة تستهدف حمايته ورعايته، كما تستهدف اعادة الحياة إلى طبيعتها باسرع ما يمكن.

وعودة الحياة إلى طبيعتها تعني عودة الطمأنينة والاستقرار لجميع الناس في منازلهم واستمرار وجود الخدمات العامة،وتعريف الناس بأي موقع تعرّض لمخاطر معينة سعيا لمعالجة الامر، واستعادة الحياة التجارية وتقدير الاضرار والعمل على اصلاحها فيما لو تعطل شيء ما لا سمح الله.

والخطط الوطنية تبدأ من المستوى الادنى ثم تصعد، وليس العكس. فالمفترض ان البلدية هي المعنية بالامر وهذا مؤشر للجميع ان ما هو متوافر على الارض كاف وهو افضل الامور. وبعد البلدية تلجأ الحكومات للاجهزة المركزية الكبرى، وما فوق ذلك تلجأ الحكومات الى الحكم العرفي تحت قيادة الجيش.

والبلدية يمكنها استخدام الانترنت للارتباط بالناس مباشرة وهي افضل واسهل وسيلة ويمكن للبلدية تحديد ما تريده وتطلبه مباشرة من السلطات المعنية فالبلدية هي التي ترعى الخدمات المحلية، وأول المتضررين في حال الحرب هي الخدمات، ولذلك فإن كل بلدية مطالبة بالتعرف على الخدمات التي قد تتأثر والمطالب التي قد تطرأ واعداد خطة لها واعداد امكاناتها لذلك.

لقد بدأت الشركات التجارية الكبرى بوضع خطط لها في حال نشوب حرب، ذلك ان حركة السفر تتأثر بصورة مباشرة وبالتالي فإن الصناعات التي تتعلق بحركة السفر، بما في ذلك الفنادق والمواصلات وغيرها تتأثر ايضا. فعندما تم تفجير بنايتي مركز التجارة الدولي في 11 سبتمبر/ أيلول 2001 انخفضت حركة سيارات الاجرة بنسبة 80 إلى 90 في المئة بالقرب من المطارات العالمية الكبرى. اما بالنسبة لعدد من الدول الاخرى فإن حركة النقل وحركة الايجارات للشقق والفلل والمنازل ازدادت.

جنبا إلى جنب يجب ان تكون لدينا خطة وطنية (شعبية ورسمية) ضد الحرب. وفي هذا المجال فإن الجهود الشعبية المتواضعة تقوم بما تستطيع القيام به... مظاهرات وبيانات وندوات وتنديدات ومناصرة للشعب العراقي وتضامن مع الشعوب الاخرى المنادية لوقف الاميركان عن شن الحرب.

وفي البحرين ستعقد - ان شاء الله - لدينا القمة العربية، ولذلك فإن المسئولية الرسمية تزداد، والشعور بالحاجة للتنسيق بين الدول يزداد، ودخول تركيا وغيرها من الدول على الخط لتنسيق الجهود يزداد. وكل هذا يعطي البحرين فرصة للعب دور اكبر من حجمها الجغرافي. فالحجم الجغرافي ليس هو المعيار، إذ ان هناك جزرا صغيرة ودولا اصغر قامت بأدوار كبرى. وحتى فكرة الاتحاد الاوروبي نشأت من ثلاث دول صغيرة هي هولندا وبلجيكا ولوكسمبورغ. وعدد نسمة لوكسمبورغ اقل من عدد نسمة البحرين.

البحرين بامكانها ان تلعب دورها على المستوى الاقليمي والعربي مع قرب انعقاد مؤتمر القمة العربي، والانظار بدأت تتوجه الى البحرين من زاوية مختلفة. فبعد ان كنا محل الانظار بسبب التطورات الايجابية على مستوى الانفتاح السياسي الداخلي، فإن الانظار تتوجه مرة اخرى إلى البحرين والى ما ستتمخض عنه الاتصالات لانعقاد القمة العربية وماسيتمخض من قرارات واتفاقات.

ويمكننا ايضا ان نبرز الوجه الاخر الذي لم يتضح بعد، وهو المتعلق بالدعوة لتكوين اجماع عام بين الشعوب يدعم او يصحح اجماع الحكومات على امر ما.

اننا بحاجة لكل ذلك دون ان نغفل الخطة الوطنية لحماية المواطن، وبذلك تكتمل الصورة وتبرز البحرين التي تلعب دورا مهما على مختلف الاصعدة

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 139 - الأربعاء 22 يناير 2003م الموافق 19 ذي القعدة 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً