العدد 138 - الثلثاء 21 يناير 2003م الموافق 18 ذي القعدة 1423هـ

بوش: العراق أُعطي الكثير من الوقت ولم ينزع أسلحته

واشنطن - ا ف ب , عمّان - حسين دعسة 

21 يناير 2003

قال الرئيس الأميركي جورج بوش أمس ان الرئيس العراقي أمهل الكثير من الوقت لنزع سلاحه لكن من الواضح انه لم يقم بذلك حتى الآن.

وأعلن الرئيس بوش في تصريحات صحافية «لقد أمهل الكثير من الوقت لنزع سلاحه وكان لدينا وقت كثير لنرى انه يستخدم اليوم خدع الماضي». وأضاف «كم من الوقت يلزمنا لنرى بوضوح انه لا يقوم بنزع السلاح؟». واعتبر «ان العالم اتحد بما في ذلك فرنسا ليقول انه ينبغي ان ينزع أسلحته لكنه لم يقم بذلك. وبالفعل يبدو ذلك وكأنه تكرار لفيلم سيئ»، مؤكدا «ان أمرا أكيدا وهو انه لا ينزع أسلحته».

وقد أمر وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد بنشر حاملتي طائرات أخريين مع عددهما اللازمة في الخليج، حسبما أعلن أمس مسئولون عسكريون. وقال ناطق باسم البحرية الأميركية القومندان توم فان لونين ان رامسفيلد وقع أوامر الانتشار خلال نهاية الأسبوع، وإحدى الحاملتين هي «يو اس اس ابراهام لنكولن».

وفي باريس، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية إن العراق يتعين عليه أن يضع وعوده بمساعدة مفتشي الأسلحة موضع التنفيذ.

وعلمت «الوسط» من مصادر دبلوماسية وإعلامية واسعة الإطلاع انه يصل إلى العاصمة الأردنية عمّان خلال الأيام القليلة المقبلة مبعوث عراقي رفيع المستوى حاملا رسالة إلى عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني من الرئيس العراقي صدام حسين وفق ما صرح به السفير العراقي في عمّان صباح الياسين الذي لم يفصح عن هوية المبعوث وموقعه في القيادة العراقية. وتقول المصادر إنه من المرجح ان يصل مبعوث الرئيس العراقي إلى عمّان قبل نهاية الأسبوع الجاري. وبيّن السفير العراقي في عمّان ان المبعوث الذي ستوفده القيادة العراقية إلى عمّان سيكون واحدا من عدد من المبعوثين الذين بدأوا بحمل رسائل من الرئيس العراقي إلى عدة عواصم عربية.


عمليات تفتيش جديدة والبرادعي يقول: استكمالها يحتاج بضعة أشهر

الرئيس العراقي يدرس مع كبار المسئولين العسكريين استعدادات المقاتلين

عواصم - وكالات

فيما تواصل واشنطن حشد مزيد من قواتها في الخليج، واصل الرئيس صدام حسين أمس لقاءاته بكبار المسئولين العسكريين لبحث الاستعدادات الجارية لصد أي هجوم أميركي محتمل على العراق.

فقد ذكرت وكالة الأنباء العراقية الرسمية ان الاجتماع ضم نجل الرئيس العراقي قصي صدام حسين، المشرف على الحرس الجمهوري ووزير الدفاع الفريق أول الركن سلطان هاشم احمد وأمين السر العام للقيادة العامة للقوات المسلحة الفريق اول الركن حسين رشيد وعددا من قادة وآمري وضباط ركن الوحدات والتشكيلات والصنوف في القوات المسلحة.

وأشارت الوكالة إلى ان الرئيس صدام حسين تدارس مع الحاضرين «التصورات والمقترحات التي تهدف تعزيز الاستعدادات المادية والمعنوية للمقاتلين والاستمرار في تدريبهم وتوفير المستلزمات الكفيلة برفع قدراتهم القتالية والكفاءة الفنية للمعدات والآليات إلى جانب الاهتمام بشئون المقاتلين وأمورهم الحياتية التي تلعب دورا كبيرا في إعداد المقاتل وتهيئته للمهمات الوطنية والقومية». ونقلت الوكالة عن الرئيس صدام حسين قوله «حتى عندما لا تروني ابتسم فاعلموا بأنني ابتسم بمعنى ان قاعدة الابتسامة هي مسرتي بالطريق الذي اخترناه طريق الإيمان لنا يُرضي الله وندعو الله ان يسر الصحابة أيضا بأدائكم على مستوى البناء والدفاع عن العراق».

وتلوح الولايات المتحدة بشن حرب على العراق الذي تتهمه بإنتاج أو تطوير أسلحة دمار شامل الأمر الذي تنفيه بغداد.

وتواصل واشنطن حشد قوات ينتظر ان يصل عددها إلى أكثر من 150 ألف جندي في محيط العراق بحلول منتصف فبراير/ شباط المقبل في الوقت الذي أكد فيه الرئيس الأميركي جورج بوش أمس ان العراق أمهل الكثير من الوقت لنزع سلاحه لكن من الواضح انه لم يقم بذلك حتى الآن. وقال بوش ان «من الواضح لديّ الآن» ان الرئيس العراقي صدام حسين لا يمتثل لقرارات الأمم المتحدة التي تطالبه بنزع سلاحه.

وقال بوش للصحافيين عقب لقاء مع مجموعة من الاقتصاديين في البيت الأبيض «انه يماطل، ويخادع، ويلعب لعبة الاستخفاء مع المفتشين.» وأصدر البنتاغون أوامر بالتحرك لسبعة وثلاثين ألف جندي آخرين لإرسالهم إلى الشرق الأوسط في إطار الاستعداد لغزو محتمل للعراق، وفقا لما ذكرته وسائل الإعلام. وتضم قوة «أيرون هورس» أو الحصان الحديد، الفرقة الرابعة «مشاة» التي تتمركز في فورت هود بتكساس وتعد واحدة ومن أحدث فرق الجيش وأكثرها فتكا، وفقا لما ذكرته التقارير. وخاطب الرئيس الأميركي جورج دبليو. بوش القوات في فورت هود في وقت سابق من الشهر الجاري ونصحهم بالاستعداد للحرب. وتمثل المفرزة الأخيرة أكبر جزء في حوالي 125 ألف جندي صدرت الأوامر إليهم بالتوجه إلى منطقة الخليج على مدى الشهر الماضي، وفقا لما ذكرته صحيفة واشنطن بوست. وأعرب مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي عن أمله في ألا تتسبب التعبئة العسكرية التي تجري حاليا استعدادا لحرب محتملة في العراق في إفساد مساعي نزع أسلحة بغداد. وقال البرادعي ان إتمام عمليات التفتيش التي تقوم بها الأمم المتحدة بحثا عن أية أسلحة للدمار الشامل في العراق تحتاج إلى بضعة اشهر أخرى. وأضاف «نحن ندرك في الوقت ذاته ان صبر المجتمع الدولي نفد وان هناك تعبئة. نحن ندرك ذلك.» وكان خبراء نزع الأسلحة الدوليون قد زاروا أمس ما لا يقل عن سبعة مواقع، وفق ما أعلن المركز الصحافي التابع لوزارة الإعلام العراقية. وقال المركز الصحافي ان فريقا من خبراء الصواريخ زار مصنع المعتصم وموقع العامرية في الفلوجة على بعد 70 كلم غربي بغداد.

وزار فريق من المختصين في الأسلحة الكيميائية منشأة القعقاع جنوب بغداد بينما زار فريق بيولوجي كلية زراعية ومركز بحوث زراعية في أبوغريب غرب بغداد. كما زار مجمع التاجي شمالي العاصمة العراقية. واتجه فريق من الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى المفاعل النووي السابق في التويثة (جنوب).

واتجه فريق مشترك إلى البصرة ثاني المدن العراقية على بعد 550 كلم جنوب شرق بغداد. ولم يعرف الموقع الذي يعتزم زيارته. وزار فريق آخر مشغلا خاصا للجبس في الموصل، ثالث المدن العراقية على بعد 400 كلم شمالي بغداد.

وعلى الصعيد الدبلوماسي، حثت دول الخليج موسكو على مضاعفة جهودها لمنع الحرب في العراق.

وقال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبدالرحمن بن حمد العطية، «ندعو الدبلوماسية الروسية إلى مزيد من التحرك في هذه المرحلة الحساسة وبذل جهود تؤدي إلى حل سياسي وسلمي للازمة العراقية وتفادي الحرب التي نرفضها جميعا». وكان العطية يتحدث خلال افتتاح أعمال «المنتدى الاقتصادي الأول لرجال الأعمال من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجمهورية روسيا الاتحادية» في جدة غرب السعودية.

وعبر العطية عن قلق دول مجلس التعاون بشأن ما ستخلفه الحرب من اثر على سكان العراق واستقراره ووحدته وسلامة أراضيه. كما حذر العطية من انعكاسات الحرب على استقرار منطقة الخليج بأسرها.

كما أكد الرئيس السوري بشار الأسد أمس خلال اجتماعه مع مساعد وزير الخارجية الأميركي لشئون الشرق الأوسط وليام بيرنز، ان بلاده تعمل مع دول أخرى في المنطقة «لمنع الحرب» على العراق.


«الوسط» تحصل على مقترحات وتوصيات القمة الإقليمية المقترحة في تركيا

اجتماع إقليمي الخميس في اسطنبول في محاولة لنزع فتيل الأزمة العراقية

أنقرة - أ ف ب, عمّان - حسين دعسة

تستضيف تركيا غدا الخميس في اسطنبول اجتماعا إقليميا يضم ست دول، تركيا والأردن والسعودية ومصر وسورية وإيران، ويتمحور حول سبل تجنب الحرب على العراق. وبعد أن أحيط مكان وموعد الاجتماع الذي أعلنت عنه وزارة الخارجية الأسبوع الماضي بالشك، تحدث وزير الخارجية التركي يشار ياكش أمس أمام الصحافيين عن عقد «قمة» يوم الخميس في اسطنبول. وفي وقت لاحق، تحدث أمام الصحافيين في البرلمان عن «اجتماع» لوزراء خارجية الدول المعنية.

وأضاف أن المشاركين سيقررون ما إذا كان هذا الاجتماع يشكل مقدمة للقاء قمة على مستوى رؤساء الدول أو الحكومات كما كانت ترغب أنقرة أساسا. وقال ان رئيس الوزراء التركي عبدالله جول سيحضر بصفته مضيفا لهذا الاجتماع الذي سيعقد في قصر جيراغان العثماني القديم المطل على البوسفور والذي تحول إلى فندق فخم. وفي القاهرة، أعلن وزيرا الخارجية المصري احمد ماهر والسعودي الأمير سعود الفيصل أن اجتماع اسطنبول الإقليمي سيناقش بندا واحدا هو تجنب الحرب على العراق. وقال ماهر خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السعودي إن «جهودا تبذل بالتعاون مع الأشقاء في العالم العربي والدول المهتمة بالتسوية السلمية لهذا الموضوع لتجنيب العراق مخاطر عملية عسكرية». وتنص مسودة القرارات والتوصيات، التي يحملها وزراء الخارجية العرب المعنيون بالاجتماع والقمة الإقليمية كمقترحات للمناقشة والتحرك على:

أولا: تشكيل وفد من الدول الست المعنية: تركيا، سورية، إيران، مصر، الأردن، السعودية لزيارة العراق والالتقاء بالرئيس صدام حسين لتدارس الرأي العراقي جراء احتمالات الحرب المرتقبة على العراق ومدى تجاوب العراق مع الأمم المتحدة.

ثانيا: حمل مبادرة عربية - إسلامية مشتركة إلى الإدارة الأميركية والاتحاد الأوروبي تجمع ما بين مقترحات تعدها الأمانة العامة لجامعة الدول العربية وبعض بنود المبادرة السعودية وبنود من المبادرة التركية، بحيث تكون مبادرة اللحظة الأخيرة لتجاوز الحرب.

ثالثا: رفع مشروع المبادرة العربية الإسلامية إلى قمة البحرين في مارس/آذار المقبل في حال عدم قبول الإدارة الأميركية مناقشتها أو التجاوب معها لإقرارها ضمن قرارات القمة العربية وتوصياتها.

رابعا: عدم مناقشة الرئيس العراقي صدام حسين وحكومته بشأن النفي أو الهجرة أو الملاذ الآمن وترك الأمر، خيارا شعبيا عراقيا

العدد 138 - الثلثاء 21 يناير 2003م الموافق 18 ذي القعدة 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً