الحرب المحتملة على العراق، هي قضية الشرق الأوسط والعالم اليوم، وما هي نتائج هذه الحرب؟ وما هي أهدافها؟ وما المقصود منها؟
يقال وكما يزعم جورج بوش إنها ليست حربا مدنية، وإنما فقط للإطاحة بنظام صدام حسين ونزع السلاح، بعيدا عن الأضرار المدنية، ولكن في الوقت الحاضر وقبل البدء ومجرد التدريب على الأهداف كما يقول بوش، فقد سقطت طائرة على مدنيين لا حول لهم ولا قوة ولا ذنب، وهذا قبل البدء، وقدّم عذر على انه خطأ غير مقصود. عندما يسقط العرب طائرة على مدنيين أميركيين، بخطأ غير مقصود، تشتعل النار وتصبح قضية، وان الذي حدث مخطط له سابقا وكان له غرض ما، ولكن الذي يفعلونه هم يصبح خطأ غير مقصود وغير متوقع.
فرق التفتيش في العراق والتي بعثت بها أميركا لم تدل على أي شيء، ولم تظهر بفائدة، فها هي تجوب القصور والمصانع والموانئ وغيرها من فترة بعيدة ولم تر شيئا من أسلحة الدمار الشامل التي تبحث عنها، كما انه سبق لأميركا ان قامت بتفتيش العراق منذ حرب الكويت من قبل ما يزيد على عشر سنوات، وإلى اليوم، ولكنها في كل مرة (تظهر من المولد بلا حمص) كما يقول المثل المصري، ولاتزال متمسكه برأيها في أن الأسلحة موجودة داخل العراق، ولكنه هل يمكنها الوقوف في وجه صدام حسين الذي حتى الجنّ لا تعرف أين يخبئ أغراضه وأسلحته، ففي حرب الكويت عجزت أميركا عن الوقوف في وجهه ففرضت عليه حصارا ولكن لم يؤثر ذلك عليه هو فقط، فكانت الضحية هي الشعب العراقي الذي يعاني من الفقر الحاد والجوع والمرض، فعند زيارتك العراق قبل الحرب تراها على عكس بعد الحرب، فشعبها اليوم يعاني الأمراض وهو لا يمتلك الدواء، والجوع قد هزل بدنه وهو لا يمتلك لقمة العيش، فعند زيارتك هناك ستضع يدك على رأسك ماذا تقدم لهؤلاء؟ تخجل عندما تعطي واحدا والباقين ماذا تقدم لهم؟!
فهذه الحرب القادمة لن يتضرر منها صدام بالدرجة الأولى حتى وان استطاع بوش كما يزعم الإطاحة بنظامه، ولكن الأسوأ هو حال الشعب الذي سيتدمر أكثر وأكثر، فهم اليوم يعيشون على زوار الإمام الحسين (ع) والعتبات المقدسة. فيقدمون لهم الملابس والأكل، ولكن إذا ما قامت الحرب سيتوقف الزوار، وقد يأكل كل واحد الآخر.
وليس هم المتضررين فقط، حتى نحن، فانتشار الغازات السامة في حرب الكويت نشر أمراضا كثيرة ضارة وأثرت على الطقس العام والصحة، فهذه الحرب كذلك ستدهور الوضع أكثر وأكثر.
فها هو بوش وقد نشر قواته ومعداته في مياه الخليج وفي قواعده الموجودة عندنا، ونحن يا عرب نقول: «لا نريد الحرب، وضد الحرب» ولكن نسمح لأميركا بأن تقيم لها قواعدعسكرية عندنا وتنزل جنودها ونسكت على ذلك، حتى تبيدنا جميعا. ان أجراس (الحرب بولو) ستُدق وفي الوقت القريب العاجل، على رغم أنف العرب إذ ينطبق عليهم المثل القائل: (أسمع كلامك يعجبني، وأشوف أفعالك استغرب)
العدد 137 - الإثنين 20 يناير 2003م الموافق 17 ذي القعدة 1423هـ