تسلم مرزوق رسالة تسأله عن آخر أخبار البحرينيين الذين اعتقلتهم الولايات المتحدة الاميركية ونقلتهم إلى معتقل غوانتنامو، فهؤلاء اعضاء من الدرجة الاولى في «جمعية من لا برج لهم».
فالبحرينيون المعتقلون هناك مع اخوانهم العرب والمسلمين هم ضحايا أكبر أنواع الظلم في القرن الحادي والعشرين، وهم يخضعون لمعاملة سيئة من اعظم قوة بشرية في عالم اليوم، وهم محرومون من حقوقهم كبشر، لأن اميركا قررت إلغاء صفتهم بشرا.
واميركا ألغت صفة البشر عن كل المتهمين بما حدث في افغانستان ماعدا شخص واحد لأن ذلك الشخص اميركي الاصل وابيض اللون، ولو كان اميركيا اسود اللون لكان في غوانتنامو يتم تعذيبه وحرمانه من حقوقه على مرأى ومسمع كل العالم الذي وقف عاجزا لا يستطيع النطق بكلمة واحدة امام القوة التي تدعي انها تدعو إلى الديمقراطية...
وعلى هذا الاساس فإن اقتراح باول بالتبرع بـ (29 مليون دولار) لنشر الديمقراطية في البلاد العربية كان يقصد منه التخلص من أعداء اميركا عبر بناء سجون مثل سجن غوانتنامو ولكن بدلا من كونه في غوانتنامو فإن اميركا تود ان تشيد هذه السجون بمحاذاة قواعدها العسكرية وفوق حاملات الطائرات لكي تتأكد أن كل عربي لديه لحية طويلة أو انه يقول كلاما يشبه كلام بن لادن ليتم وضعه فيها...
ولذلك فإن باول تسلم احتجاجات من الاميركان في الشرق الاوسط الذين ابلغوه أن هذا القدر من المال لا يكفي لبناء حتى سجن واحد، ثم ان اميركا تخطط لنقل تجربة غوانتنامو الديمقراطية إلى مدينة الموصل العراقية بعد احتلال العراق، فالموصل مؤهلة بطبيعتها الخلابة لاستقبال شباب العرب الذين ستعتقلهم اميركا من كل البلاد العربية، وهناك سيتم إعدادهم ديمقراطيا. وسيتم تخييرهم بين ان يصبحوا ديمقراطيين جيدين على نمط قرضاي وعلى نمط المعارضة العراقية التي تتسابق من اجل الحصول على تقدير «امتياز» من الادارة الاميركية يفوق ما حصل عليه قرضاي.
ولذلك فإن المطالبة بالإفراج عن اخواننا في غوانتنامو يبدو أنها ستُجاب على الطريقة الاميركية الديمقراطية، وتقديرا منها للعرب والمسلمين ستقرر تحويلنا جميعا إلى غوانتنامو، وعندها سنكون جميعا مع بعضنا بعضا داخل السجن الكبير الذي سيطلق عليه «سجن غوانتامو - فرع الشرق الاوسط»
إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"العدد 135 - السبت 18 يناير 2003م الموافق 15 ذي القعدة 1423هـ