كتبت إحدى المواطنات رسالة أمضتها باسم «المغتربة»، تقول فيها:

«إلى الأخ مرزوق، في البداية أحب أن أبدي إعجابي بزاويتك على رغم أن فكرة الجمعية كانت تراودني من قبل أن تفتح «الوسط» أبوابها. المهم الآن أعتقد أني بحاجة إلى الانضمام إلى جمعيتكم الموقرة وخصوصا أني واحدة من العاطلين عن العمل على رغم حصولي على البكالوريوس في الهندسة بتقدير جيد جدا منذ خمس سنوات، وتقدمت إلى وزارة الكهرباء بطلب للحصول على وظيفة إلا أنني حتى هذا التاريخ لم أحصل عليها، وعلى رغم المراجعة المستمرة فإني لم أحظَ حتى بمقابلة ولو كانت وهمية، فقط مقابلة حتى لو كانت النتيجة (أنكِ لا تصلحين للعمل في الوزارة) على رغم علمي التام بأنني فعلا لا أصلح للعمل في الوزارة، لأنني لا أمتلك المؤهل المناسب للعمل هناك وهو الواسطة.

بعد فقد الأمل في تعديل الأوضاع قررت أن أغيّر مساري لعل وعسى أن أوفق، وانضممت إلى الجامعة للحصول على معدل في إدارة الأعمال وحصلت على الدبلوم العالي في إدارة الأعمال بامتياز مع مرتبة الشرف، والآن أدرس ماجستير ولكن لا شيء ينفع لا شهادة ولا تفوقا.

والغريب في الموضوع أني أصبحت كالمعلق في الهواء لا أصحاب الأرض يقبلونك ولا الناس اللي في السماء يقبلونك. فعندما أتقدم إلى وظيفة أقل من مستواي أسمع علامات الاستغراب وكلمة (حرام) أنتِ من المتفوقين لماذا تقبلين بهذه (الشغلة)؟ ويُرفض طلبي لأنهم يريدون أناسا أقل من مستواي، وعندما أتقدم إلى وظيفة أرقى أصدم بأن المدير نفسه يحمل مؤهلا متواضعا، فكيف يقبل بهذا المستوى العالي وخصوصا أنه وصل إلى الكرسي بواسطاته وليس بمؤهلاته. عملت في شركة لمدة خمس سنوات كان صاحب الشركة يكره البحرينيين ويحتقرهم، كنت أنا البحرينية الثانية في مكتبه وتحملت كلامه المهين عن البحرينيين حتى المجاملة تنقلب إلى جرح، مثل كان يعرفني بقول «بحرينية بس ممتازة» وعند زيادة الرواتب أسمع الكلام نفسه «أنتم البحرينيين ما تنعطون أكثر من جذي»، علما انه حصل على الجنسية البحرينية ضمن حملة التجنيس!

يا أخ مرزوق، غربة الوطن القريب أقسى من غربة الوطن البعيد. تذكرني بالموال العراقي القديم الذي كلنا يذكره (اللي مضيع ذهب بسوق الذهب يلقاه واللي مضيع محب يمكن سنه وينساه بس اللي مضيع وطن وين الوطن يلقاه)».

مرزوق: أختي المغتربة، إن حديثك أصاب الجرح، لأن الفقر في الوطن غربة، والغنى في الغربة وطن. ونحن نعيش في ظروف قاسية لأسباب متعددة. فلربما أنكِ سمعتِ أن وظائف المجلس الوطني ملئت قبل أن تعلن، وعندما استفسر عدد من النواب عن السبب وراء ذلك اتهموهم بالطائفية... وعلى هذا الأساس، فأنا بإمكاني أن أتهمك بالاعتداء على حقوق الغير لأنكِ رفعت صوتك وطالبتِ بالجواب الواضح على استفساراتكِ.

ولكن كل ذلك جانب، وقولكِ إنكِ كنتِ تفكرين في تأسيس جمعية من لا برج لهم قبل تأسيس هذه الجمعية في جانب. فنحن قد سجلنا براءة اختراع تابعة للأعضاء المؤسسين لجمعية من لا برج لهم لكي لا يقوم وزير بسرقتها منا كما قام بعض الوزراء بتأسيس جمعيات لهم تنافس جمعيات أسسها مواطنون غير وزراء