كتب أحد أساتذة جامعة البحرين رسالة الى مرزوق يقول فيها: «يسرني يا أخ مرزوق أن أنضم إلى جمعيتكم الموقرة، فأنا أستاذ جامعي دلموني الأصل والهوى، تخرجت من جامعة البحرين وها أنذا الآن أستاذ بإحدى كلياتها.
يا مرزوق، لقد أصبحت التمنيات بعيدة كل البعد عن أن يصبح للجامعة جهاز دلموني مهما حاولنا لأن العملية مدروسة على أساس واضح ولن يتغير مهما تفلسفنا وتفلسفت باقي القطط، فالمبدأ هو أن تسود القلة لا الكثرة أو الكفاءة. وما الجامعة إلا مملكة صغيرة مترامية الكليات والإدارات والقرارات والقوميات والطوائف والعشائر والجنسيات والانتماءات... الخ. فهي عينة تجريبية. فالعمل دؤوب على أن يتم استبدال قوم محل آخرين، فنحن الناقة الجرباء، ونحن المخربون، ونحن المشاغبون، ونحن الفاشلون، ونحن ونحن ونحن... فهذه المبررات لاستبدالنا بأقوام آخرين حسب المنظر الاستراتيجي لكسب الولاء. فيا أساتذة الجامعة، عزائي لكم جميعا، فلن يكون جهاز الجامعة دلمونيا حتى يلج الجمل سم الخياط، وحتى الجمل لن يكون دلمونيا، وشكرا يا مرزوق على سعة صدرك».
مرزرق: أرحب بالاستاذ الدلموني عضوا في جمعية من لا برج لهم، وأبارك تعيين رئيسة للجامعة... وحسب بعض المصادر فإن الرئيسة لها مشاعر دلمونية وتود طرح برامج إصلاحية تعيد للجامعة بعض أمجادها وعزتها وكرامتها.
المصاعب كلها التي حصلت في الجامعة ولازالت تحصل بسبب الترسبات الماضية.
فأول التحديات التي تواجه الرئيسة الجديدة إعادة الطابع الدلموني للجامعة. فالمعروف عن أهل دلمون أنهم مسالمون ولا يحتاجون عساكر ومعسكرات وسجونا وأقفاصا. والعصور الدلمونية الذهبية تتحدث عن مجتمع خال من كل المظاهر التي تشاهدها في جامعة البحرين التي حولها البعض إلى معسكر وإلى سجن وإلى قفص وإلى ما ذكرت في رسالتك...
الدلمونيون يستطيعون استعادة مجدهم ويمكن إصلاح ما حدث في الماضي فيما لو وجدت العزيمة. والفرصة الآن سانحة لتجريب الإصلاح مع وزير جديد ورئيسة جديدة. ولنعطِ الفرصة للقيادة الجديدة لتعيد مجد دلمون إلى الجامعة، وأَهم ما تعيده هو تحويلها إلى جامعة مدنية وأن تزيل عنها المظاهر العسكرية التي شبهها البعض بغوانتنامو البحرين. ولكي لا نعرقل الإصلاح في أهم المؤسسات التعليمية في البلاد، فإن جمعية من لا برج لهم تتقدم بالتهاني إلى الرئيسة الجديدة وتأمل منها الإسراع في إصلاح الأوضاع وتطييب خواطر الأساتذة الدلمونيين
إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"العدد 130 - الإثنين 13 يناير 2003م الموافق 10 ذي القعدة 1423هـ