أكد الرئيس الأميركي جورج بوش أن الولايات المتحدة تحبذ احتلالا عسكريا للعراق لفترة قصيرة يمهد الطريق للانتقال إلى الديمقراطية، في أعقاب الإطاحة بنظام حكم الرئيس صدام حسين.

وقالت شخصيات معارضة عراقية التقت الرئيس بوش الجمعة الماضي في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض إنه أبلغها بذلك خلال الاجتماع الذي دام نحو ساعة حضره نائب الرئيس ديك تشيني ومستشارة الامن القومي كوندوليزا رايس وعدد من كبار مساعدي الرئيس بوش، وضم وفد المعارضة كنعان مكية ورندا رحيم فرانكي وحاتم مخلص.

ورفض الثلاثة تقديم تفاصيل ما دار في الاجتماع. وقد ذكر مكية - الذي ساهم في وضع ورقة الانتقال إلى الديمقراطية التي قدمت لمؤتمر المعارضة في لندن الشهر الماضي- أنه «اطمأن بعمق بالتزام الرئيس (بوش) الشديد بعراق ديمقراطي حقيقي بعد صدام» وبتصميم بوش على المضي قدما، ليس فقط بالإطاحة بالرئيس العراقي بل، وإعادة بناء العراق بعد الحرب التي تعتزم الولايات المتحدة شنها.

وقال مكية: «إن السيد بوش كان مدركا بصورة واضحة بأن العراق ليس أفغانستان وأن لديه مصادر الثروة البشرية والمالية التي يحتاج إليها لدعم الديمقراطية».

وقال الناطق باسم البيت الأبيض آري فلايشر إن الرئيس بوش أبلغ الشخصيات العراقية الثلاثة بـ «اننا لم نتوصل بعد إلى قرارات بشأن الذهاب إلى الحرب»، مضيفا أن «الاجتماع كان فرصة لسماع أفكار بعض الخبراء والمفكرين البارزين بشأن فرص الديمقراطية في العراق». وقال إنه «بالنسبة للرئيس فقد كانت جلسة استماع عظيمة».

وقال كل من مكية وفرانكي ومخلص إنهم أكدوا في حديثهم مع بوش ومساعديه أهمية إيجاد شريك سياسي عراقي للولايات المتحدة قبل الإطاحة بالنظام. وقالت فرانكي «تناقشنا بأن الشريك العراقي سيعطي الشعب قطبا يلتف حوله أثناء التحرير». وقال اثنان من المشاركين في الاجتماع انه كان من الواضح، أن البيت الأبيض لم يقرر بعد نوع الشريك العراقي الذي يريده أثناء الحرب وبعد إزاحة صدام من السلطة.

ولإزالة قلق الرئيس بوش إزاء كيفية الاستقبال الذي سيلقاه الجنود لدى غزوهم العراق أكد الثلاثة له أن الجنود سيستقبلون بـ «الحلوى والورود».

وقال حاتم مخلص انه على رغم الانطباع الذي خرج به من حديث الرئيس بوش معهم بأنه لم يتخذ بعد قرار فيما إذا كان سيذهب إلى الحرب، فإن الرئيس بوش أشار إلى أن الوجود الأميركي في العراق ينبغي ألا يكون لفترة طويلة