العدد 129 - الأحد 12 يناير 2003م الموافق 09 ذي القعدة 1423هـ

شكرا جلالة الملك

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

كما عهدناه رائدا للمسيرة الاصلاحية وجامعا للقلوب تحدث جلالة الملك يوم أمس الاول أمام جمع من البحرينيين العائدين ليؤكد أن ما حدث في رأس السنة الميلادية في شارع المعارض أمر انتهى ويجب ألا يعطى أكبر من حجمه. فبعد أن أبدى أسفه عما حدث أكد أن تلك الأعمال ليست من قيم شعب البحرين راجيا عدم تكرارها. وبهذا الحديث أطفأ جلالة الملك نار فتنة لا يعلم إلا الله تبعاتها. وها هو جلالة الملك يهدئ روع المواطنين الذين استهدفوا ظلما خلال الأيام العشرة الماضية من قبل البعض الذين لم يحاسبوا لما كانوا يقولونه وللوقع الذي أحدثته تصريحاتهم في اوساط الفئات البحرينية التي استهدفوها بتسريباتهم لوسائل الاعلام المحلية والأجنبية.

وهكذا يؤكد جلالة الملك أنه صاحب الرؤية الأوسع والأرحم وأن الانصاف ديدنه. وأملنا ألا يحاول الذين سعوا إلى تأجيج الفتنة ولصق الاتهامات بـ «أهل القرى» وبهذه الجماعات او تلك.

ان حديث جلالة الملك لن يهدئ روع المواطنين فقط وانما سيؤكد للمستثمرين المحليين والأجانب ان البحرين هي محطتهم التي توفر لهم التسهيلات المتقدمة والأجواء الاجتماعية الأكثر جاذبية والأمن والاستقرار اللذين يفرزهما جو سياسي انفتاحي يضمن حقوق المواطنين الذين من أجلهم تتم تنمية الاستثمارات المحلية والأجنبية.

وحديث جلالة الملك يتزامن مع وصول عمدة الحي المالي في العاصمة البريطانية لندن، الذي يزور البلاد من أجل تقديم الخبرة البريطانية في عالم المال، وخصوصا أن البحرين مقبلة على مشروعات ضخمة جدا، كالمرفأ المالي. فالحي المالي في لندن هو احد المراكز المالية العالمية التي تحرك الاقتصاد العالمي. وعلى رغم صغر حجمه إذ لا تتجاوز مساحته ميلا مربعا لكن الحكومة البريطانية تخصه (الحي المالي) بعمدة خاص به يختلف عن عمدة لندن الذي يدير شئون العاصمة. فالحي المالي اللندني من الأهمية بحيث يعطى استثناءات في اسلوب الحكم المحلي وفي طبيعة أعماله، لأنه وبسببه مازالت بريطانيا تمسك بموقع مهم في الاقتصاد العالمي. وعمدة الحي المالي سيحل على البحرين ضيفا في أجواء سياسية منفتحة وضمن برنامج تنموي تسعى مؤسسات الدولة إلى إبرازه بأفضل المستويات الدولية.

كل هذه الزيارات ليست فقط للعلاقات العامة. فعندما زار البحرين اللورد ايفبري وعاد إلى بريطانيا حاملا معه تقارير مفصلة تشرح التطورات الإيجابية في مجالات الديمقراطية وحقوق الإنسان وتشرح الاحتياجات الأخرى إلى تطوير هذه الحال، ومن ثم زيارة زوجة رذيس الوزراء البريطاني شيري بلير، فإن عمدة الحي المالي بلندن سيأتي ليلتقي الجانب الآخر من المعادلة، جانب اعداد البحرين لتسلم مواقع متقدمة في الخدمات المالية والمشروعات التنموية. ومثل هؤلاء الزائرين وغيرهم لم يكونوا سيقدمون إلى البحرين لو كان حديث «البعض» الذي كان يحرض السلطات على فئات من المجتمع هو السائد. هؤلاء يأتون إلى البحرين ليتعاونوا مع الدولة والمجتمع عندما يجدون أن مجالات التعاون متوافرة وتتوافر معها الأجواء الانسانية أيضا.

جلالة الملك اغلق الباب على المتخرصين وأغلق الباب على محاولات تسييس أعمال العبث، وبذلك فتح المجال مرة أخرى أمام الجميع للعمل سوية من أجل مستقبل أفضل.

ان البحرين، وبعكس ما يحاول البعض قوله، هي أفضل الدول في المنطقة تأهيلا لتسلم دور رئيسي في التنمية الاقتصادية في المنطقة. وهذا ما أكده الممثل التجاري لتايوان في حديث خاص معه عندما أشار إلى أن البحرين هي الأكثر تأهيلا على المستوى البعيد لأنها تمتلك مقومات كثيرة لا تتوافر لدى غيرها.

فالبحرين لديها أهم رأس مال: شعب واع ومتعلم ويحب العمل بكل أنواعه ولا يترك فرصة للتدريب إلا واستفاد منها. وهذا هو أيضا رأس مال الدول المتقدمة الأخرى، وما علينا إلا أن نعمل جميعا فريقا واحدا من أجل مستقبل البحرين

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 129 - الأحد 12 يناير 2003م الموافق 09 ذي القعدة 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً