العدد 129 - الأحد 12 يناير 2003م الموافق 09 ذي القعدة 1423هـ

الهارون: التعليم أساس التنمية البشرية

خلال لقائه بالطلبة الكويتيين في المملكة

أكد وزير التربية الكويتي مساعد راشد الهارون الاهتمام الذي توليه وزارة التربية والتعليم العالي في الكويت بطلبتها الدارسين في الخارج. وذلك باعتبار التعليم أساسا للتنمية البشرية. وأوضح الهارون أن الهدف من اجتماعه بالطلبة الكويتيين الدارسين في المملكة الذي تم مساء الاثنين الماضي في فندق الدبلومات، إنما كان للتعرف على المشكلات التي يواجهونها وأبرز المقترحات التي من الممكن الأخذ بها لتوفير الرعاية والاهتمام اللازمين لهم.

من جانبه أشار رئيس المكتب الثقافي في السفارة الكويتية بالمملكة ناصر العصيمي في كلمته خلال اللقاء إلى أن العلم من أهم المقاييس التي يقاس بها تقدم الأمم ورقيها، كما أنه يعتبر رافدا أساسيا في بناء الحضارات قديما وحديثا. وحث الطلبة على التزود بالعلم والمعرفة، والتحلي بالأخلاق الحميدة، والالتزام بالقوانين والأنظمة التي تطبق في مملكة البحرين. كما أشاد العصيمي بمجموعة الطلبة الذين يدعمون المكتب الثقافي، ويحرصون على تقديم المقترحات والتوصيات الهادفة إلى تحقيق ما يصبون إليه من تقدم وتطوير وذلك منذ تأسيس المكتب.

من جهة أخرى أكد أن اهتمام الدولة بطلبتها من شأنه أن يسهم في كونهم أعضاء فاعلين في المجتمع ويسهمون بدورهم في تقدمه ورخاءه.

كما ألقى الطالب صلاح السابج كلمة عن الطلبة الكويتيين في المملكة أشار فيها إلى أن اللقاء يدل على حرص الدولة على التواصل مع الطلبة لمراقبة تحصيلهم العلمي، وذلك من شأنه تسهيل المهمات القائمة على المكاتب الثقافية وتطويرها. واستعرض بعض ملامح تطور النظام التعليمي في الكويت إذ أشار إلى اعتماد السلّم التعليمي للمراحل التعليمية للعام 2004 - 2005، والاعداد لانشاء مدرسة للمتفوقين ومدارس للتعليم الفني. إضافة إلى تطوير المناهج وتنويع المقررات في المراحل التعليمية الثلاث، وكذلك إضافة التعليم الإلكتروني في جميع المراحل.

وتم خلال اللقاء، استعراض الوزير الهارون لأبرز معالم الاستراتيجية التي تبنتها دولة الكويت كإطار عام يعتمد بشكل أساسي على أبنائها الطلبة. وذلك مع الأخذ بالاعتبار كل الأبعاد والتوجهات العامة للدولة، إضافة إلى كل فئات المجتمع ومؤسساته السياسية والمدنية والاقتصادية. موضحا أن الاستراتيجية صيغت بعد عقد حلقات نقاشية عدة بشأنها مع عدد من المفكرين والمؤسسات المختلفة، وكذلك مناقشتها في مجلس الأمة إلى أن وصلت إلى صيغتها شبه النهائية. كما أشار إلى انها سترفع للمناقشة في المجلس الأعلى للتعليم ومن ثم إلى مجلس الوزراء. وأوضح أن من أبرز المشروعات المستقبلية للوزارة تقييم السلّم التعليمي إذ أن هناك توجها لإضافة سنة على التعليم الابتدائي. وهو ما يتفق كما قال مع الكثير من النظريات النفسية والاجتماعية.

كما نوه الهارون إلى مشروع تطوير المرحلة الابتدائية سواء من ناحية المعلم أو المنهج أو البيئة المدرسية، إذ انها المرحلة الاساسية في التعليم الذي يجب ان يستمر بمستوى افضل دائما. وهناك مشروع آخر لادخال التكنولوجيا في التعليم ليكتسب الطالب القدرة على التعامل مع التقنيات الحديثة كالحاسب الآلي، وتطوير المناهج الدراسية وهو ما يشغل الكثير من الدول حتى المتقدمة منها، إذ أن إطار التطوير العام سينتهي تحديده في نهاية الفصل المقبل. كما أشار إلى الانتهاء من تطوير نظام جديد للمرحلة الثانوية يجمع بين إيجابيات نظام المقررات ونظام الفصلين . إضافة إلى الاهتمام بالتعليم الفني والتطبيقي في المسار الصناعي إذ تخصص له مدارس مستقلة، ومشروع مدرسة خاصة بالمتفوقين. وذكر أنه خلال الأشهر المقبلة سيوضع الاطار العام لجامعتين خاصتين في الكويت، إحداهما أسترالية، والأخرى أميركية.

وخلال النقاش تحدث مجموعة من الطلبة عن أبرز المشكلات التي تواجههم، وكان من أبرز ما أثير منها مشكلة التأمين الصحي إذ لا تتوافر للطلبة هذه الميزة، والحاجة إلى ناد وإتحاد طلابي يسهم في توثيق العلاقات بين الطلبة. وكذلك تحقيق إمكان الربط والتكامل بين مؤسسات التعليم العالي في البحرين والكويت، ووضع آلية لتحديد التخصصات المطلوبة مسبقا أو التي يتوقع لها النجاح في سوق العمل، مشيرين إلى رغبتهم في معرفة مدى القدرة على استيعاب السوق لخريجي أحد البرامج في جامعة الخليج العربي الخاص بالتفوق العقلي والموهبة. إضافة إلى الحاجة لزيادة الرواتب المخصصة لهم، وانزعاجهم من تأخيرها أحيانا.

ووعد الهارون بعد استماعه للمشكلات بمتابعتها شخصيا إذ قال إنه سيدرس زيادة المرتبات مع الملحق الثقافي ناصر العصيمي، كما سيتم التعاون مع شركة الطيران الكويتية لتخفض بنسبة أكبر أسعار التذاكر. وأشار إلى أن مخرجات برنامج التفوق العقلي سيتم الاستعانة بهم في المدارس المخصصة للمتفوقين المزمع إنشاؤها في الكويت، وأكد أهمية موضوع التأمين الصحي واعدا بمتابعته مع وزارة الصحة.

أما بالنسبة إلى الرواتب وتأخيرها فأكد أنها مسئولية الحكومة، وليس المكتب الثقافي، ووعد بلقاء مع وزارة المالية ليتأكد من أن ذلك لن يتكرر إذ ستتم معالجة أي سبب يؤدي إلى التأخير، مشددا على أنها قضية مهمة وأساسية للطلبة.

من جانبه أشار السفير الكويتي في المملكة جاسم المباركي إلى أن هناك موافقة على إنشاء ناد للطلبة في المملكة وذكر أن الوزير وافق عليه وقريبا سيتم افتتاحه. وعن الاتحاد الطلابي قال إنه يدرس الموضوع مع الجهات المعنية بالمملكة للنظر في مسألة إنشائه.

وعلى هامش اللقاء تحدثت «الوسط» مع نائب رئيس اللجنة الطلابية طالب الطب في جامعة الخليج علي الحبيب الذي أشار إلى أن اللجنة تشكّلت منذ سنتين، وهناك محاولة لتأسيس اتحاد طلابي، ولكنهم بانتظار قرار تشكيله من الجهات المختصة. كما نوه إلى أن اللجنة بصدد تنظيم إحتفال في الثامن والعشرين من فبراير/ شباط المقبل وذلك بمناسبة اليوم الوطني لدولة الكويت ويوم تحريرها، كما ستقدم دعوة إلى الوزير الهارون لحضور الحفل الذي ينظمه الطلبة. وسيتم خلاله تكريم عدد من الشخصيات المساهمة في تقديم الدعم والمساندة للطلبة الكويتيين الدارسين في المملكة

العدد 129 - الأحد 12 يناير 2003م الموافق 09 ذي القعدة 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً