العدد 129 - الأحد 12 يناير 2003م الموافق 09 ذي القعدة 1423هـ

الأفق الأندلسي قدم إسهاما جليا في التشكيل المعرفي لعدد ضخم من الثقافات الحديثة

صلاح فضل في محاضرة الشراكة الحضارية مع الأندلس:

المحرق - حسام أبوأصبع 

تحديث: 12 مايو 2017

أقام مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث يوم الاثنين الماضي في مستهل فعالياته الثقافية للسنة الجديدة محاضرة قيمة شارك فيها الناقد المعروف صلاح فضل بعنوان: «الشراكة الحضارية مع الأندلس» طاف من خلالها على الأفق الأندلسي العام بكل صداه العلمي والأدبي، وعرج على السمات الفارقة التي جعلت من الأندلس تجربة فريدة في سياق الحضارة العربية الإسلامية، وفي السياق الحضاري العام. ولأهمية الأفكار والخلاصات التي حفلت وخرجت بها المحاضرة نقدم فيما يلي عرضا مفصلا لأهم ما ورد فيها من منطلق ما أسماه فضل بالولع الأندلسي بهذه الحضارة، وفيما يلي نص المحاضرة التي بدأت بديباجة توضح أسباب هذا الولع...

الولع الأندلسي الذي أعنيه لا على الطريقة القديمة التي كانت تنظر إلى الأندلس باعتباره فردوسا مفقودا خرج من جنة العرب والإسلام، ولا على الطريقة السياسية الطموحة التي ما زال حزب الاستقلال المغربي يضمنها مشروعه السياسي بالمطالبة بضم كل من اسبانيا والبرتغال إلى المغرب، وإنما من كون الأندلس تجربة حضارية تستحق المشاهدة والمعاينة والتأمل، وهي أولى بكل ذلك لأنها تقدم نموذجا للعطاء الحضاري العربي في لحظة من لحظات اكتماله وجماله.

والإحساس بهذا النموذج ليس وليد اليوم... كان الفنانون والشعراء والأدباء الأندلسيون أنفسهم أول من شعر بأهمية وطنهم وتفرده وخواصه المتميزة... وما يعنينا اليوم هو الشهادة على هذا النموذج الحضاري بعيدا عن نبرات الفخر، وخصوصا في تلك اللحظات التاريخية التي توجعنا فيها كلمات تثير فينا الكثير من القلق مثل صراع الحضارات، وعداوة الآخر، مما يند ويخرج عن منطق التاريخ، ويجافي طبيعة الحضارة التي لا تنبت في فراغ، ولا تبدأ من صفر، وإنما تحفظ بذور الإنجازات الإنسانية الكبرى، لتعيد تنميتها، وتضمن لها دورة أخرى من الرقي والازدهار.

وما نركز عليه في الحديث عن هذه التجربة التاريخية المتميزة والحية في وجداننا حتى الآن يتمثل في الشراكة الحضارية بأبعادها الإنسانية، وفي التشكيل المعرفي والثقافي لعدد ضخم من ثقافات العالم الحديث، التي تدين بخمائرها الأولى إلى هذا الأفق الأندلسي البعيد.

وابتداء أحدد مفهوم الأندلس ببساطة شديدة زمانا ومكانا مدخلا لهذه الكلمات فالأندلس يشمل شبه الجزيرة الأيبيرية التي تضم مملكة اسبانيا، وجمهورية البرتغال، والجزء المتاخم لها من جبل طارق - الذي يقع تحت الاحتلال الإنجليزي الآن - حتى أقصى الشمال، وجزءا من جبال البرانس، وجزر الكناري، وصقلية بينما كلمة الأندلس اليوم في الثقافة الاسبانية تعني المحافظات السبع الجنوبية، هذا التحديد المكاني اشتبك بالزماني طولا وعرضا، وامتد في جملة وبشكل خالص طيلة 8 قرون وحتى العام 1492 م وهو تاريخ سقوط آخر معقل في مملكة بني الأحمر في غرناطة.

وأذكركم بشكل سريع بالتضاريس التاريخية التي مرت على هذه التجربة الحضارية، وتتمثل في 6 مراحل: مرحلة الولايات واستمرت 50 سنة، مرحلة الإمارات واستمرت 60 سنة، مرحلة الخلافة الأموية التي تركزت في قرطبة، وصنعت منها إحدى عواصم العالم في العصر الوسيط في العلم والمعمار والثقافة والمعرفة واستمرت 100 سنة، المرحلة التالية والتي نسمع عنها كثيرا، وكأنها عصور متطاولة من الإبداع الفني والأدبي والثقافي وهي مرحلة الطوائف لم تزد عن 55 سنة، ثم جاءت مرحلة المرابطين والموجدين واستمرت قرنا وربع قرن، وأخيرا مرحلة غرناطة الأخيرة استمرت قرنين ونصف القرن.

وما أريد أن استخلصه من هذا البحث التاريخي هو أن تموجات السياسة وحالات الحكم ارتبطتا بشكل أساسي مع تموجات الثقافة وحالات الإنجاز المعماري والحضاري... وهو ما سأحاول الكشف عنه في السياق الذي يقودنا بعد ذلك إلى الكلام عن الأندلس بشبكة علاقاته الحضارية المختلفة.

وهناك شيء مهم هو الذي جعل نموذج الأندلس متفاوتا من وجهة الشراكة الحضارية، وهو انه لم يكن خالصا على الإطلاق للعروبة، وهو يختلف بذلك عن النموذج المشرقي إلى درجة كبيرة، فكانت الأندلس ملتقى للأعراق والأجناس البشرية، وهذه هي الفكرة الأولى في الشراكة الحضارية.

ونعرف أن الغزاة في العصور القديمة كانوا يعتمدون على التفريغ من السكان الأصليين، وعندما يحتلون أرضا يبيدون أهلها كي يحلوا محلهم، والتجربة العربية في الأندلس كانت مضادة لذلك، ولم تكن تعتمد إطلاقا على هذا التفريغ، وإنما تعتمد على التكثيف البشري، ومثال ذلك عندما احتل الاسبان، ومن بعدهم الأوروبيين القارة الجديدة «أميركا» قاموا بعملية التفريغ هذه... العرب المسلمون فعلوا النقيض من ذلك، فهم تشكلوا بداية من القبائل العدنانية والقحطانية التي خرجت من الجزيرة العربية حاملة راية الإسلام، ومرت بعواصم الفتح العربية في الشام والعراق ومصر، وحملت معها جنود هذه البلاد، فكان جيش الفتح يضم ألوية شامية، وألوية عراقية، وألوية مصرية، ثم كانت هناك ألوية بربرية من الشمال الإفريقي من إفريقيا (تونس الآن) ومن المغرب، بمعنى أن المزاج البشري من ناحية تعدد الأجناس لهؤلاء الغزاة كان نموذجا فريدا لا يعتمد على عنصر واحد، وكان هذا الجيش في أعلى تقدير له وصل في الدفعات الأولى إلى 40,000 جندي، عبروا إلى الضفة الأخرى، وأقبل الأهالي على استقبالهم بالترحاب، وعلى الدخول في إيقاع سريع جدا في الدين الإسلامي كي ينقذهم من الظلم الروماني، وتزاوج الجنود منذ الجيل الأول مع الروميات الإسبانيات، وبعض الدراسات المتصلة بالتحليل السكاني تشير إلى أنه في أحسن تقدير كانت نسبة الجنود الفاتحين إلى السكان الأصليين لا يمكن أن تزيد على 10في المئة بكل موجاتهم المتتالية.

هؤلاء الـ 10 توالدوا، وكان أبناؤهم مخلطين ومولدين، وفي مدى ثلاثة أجيال فقط أصبحت نسبة العنصر العربي لا تزيد عن 1في المئة، أما بقية السكان فكانوا من البربر، وأهل الشمال الإفريقي، وأهل البلاد الأصليين.

إذا كانت الأندلس بوتقة حقيقية للأعراق والأجناس المختلفة، الأمر الذي جعل منجزها الثقافي والحضاري تجليا لهذا الخليط.

الأمر الثاني عندما نقرأ الكتب الأندلسية نتوهم أن الأندلسيين كانوا يتكلمون العربية، لكننا إذا فحصناها جيدا، وجدنا أن الأندلس كانت تتميز بالثنائية اللغوية، لا تلك التي نعرفها في أوطاننا كالفصحى والعاميات الدارجة، ولكنها ثنائية في اللغة ذاتها، ففي كل بيت أندلسي كانوا يتحدثون اللغة العربية، واللغة الرومانسية أي الأصل القديم لإسبانية اليهود.

وفي كثير من هذه البيوت - أيضا - كانوا ثلاثيي اللغة، يتحدثون العربية، والرومانسية، والعبرية القديمة، لأن الأندلس أصبحت بعد ذلك مأوى لكل اليهود، الذين وجدوا فيها واحة من التسامح، ووجدوا فيها فرصتهم الحقيقية التي لم تتكرر عبر التاريخ لا القديم ولا الحديث. ويطلق مؤرخو اليهود اليوم على الفترة الأندلسية بالفترة الذهبية، لأنه لم يسمح لهم أن يكونوا في النسيج الحقيقي للمجتمع، ويكونوا عنصرا فعالا فيه، يتولى وظائفه العامة، ويقوم بكل أنشطته من دون أي حرج عرقي أو ديني إلا في التجربة الأندلسية.

إذا كانت الأندلس مجمعا للألسن... وهناك أدلة كثيرة على ذلك، لكن دراسي الأدب والثقافة لا يركزون عليها، وأذكر أن الأندلس عاشت طوال تاريخها وهي في رباط دائم حتى طويت صفحتها، ولم تخمد فيها جذوة الصراع على الحدود، لكنها كانت - في الوقت نفسه - تضم في قلبها هذا التعدد الحضاري العرقي واللغوي والثقافي من الشمال إلى الجنوب، وكانت سنوات السلم فيها فعالة مثل سنوات الحرب فعالة في المزج بين الثقافات العربية واللاتينية أو الرومانسية والعبرية. وعلى سبيل المثال عندما تم الاستيلاء على أولى مدنها الكبرى وهي مدينة «طليطلة» التي سقطت العام 1085م في مرحلة مبكرة نجد نماذج واضحة على تجاور الأديان الثلاثة في المجتمعات الأندلسية، وإثر هذا السقوط تشكلت مدرسة الترجمة، وكانت تتمثل في حلقات تقودها مجموعات ثلاثية تتكون من شيخ عربي مسلم، ومن كاهن أو قسيس مسيحي، ومن كاهن يهودي، يترجمون الكتب الإنسانية والعلمية من العربية إلى اللاتينية، ويقومون بهذا النقل للمعرفة الحضارية العربية الإسلامية إلى المؤسسات الكنسية، والى نواة الجامعات التي كانت تتشكل حينئذ، ومازالت مكتبات الفاتيكان وكبريات المكتبات في الغرب إلى الآن تضم نماذج من هذه الترجمات في مختلف فروع المعرفة لتلك الكتابات العربية الكبرى، ولأعلام الثقافة الإسلامية مثل: ابن سينا، والرازي، وابن الهيثم، ولكتابات أخرى أدبية وإنسانية وتاريخية وكلها تمت في مدرسة الترجمة في طليطلة.

ومعظم الكنائس الموجودة في إسبانيا الآن قامت فوق مساجد، وكأنها تركيبية، فدور العبادة تتضمن ما فوق السطح من معبد، وما تحت الأرض من معبد... هذا التزاوج في العقيدة وفي اللسان واللغة يمثل النموذج الحقيقي للثقافة الأندلسية، لأن الفترات لم تتعاقب بقدر ما تراكبت بعضها فوق بعض والشعر الأندلسي خير مثال، لأنه متميز عن خريطة الأدب العربي كله بالموشحات والأزجال، وكل الموشحات الأندلسية لابد أن تتضمن الخرجة والقفل، ومعظم هذه الخرجات والأقفال مأخوذة عن اللغة اللاتينية، وهذا نموذج على استخدام التراث الفني الأوروبي وزرعه في قلب نسيج الشعر العربي... والأهم من ذلك الالتفات إلى عواصم الثقافة الأندلسية، فالأدب الأندلسي مشهور جدا بباب لا نظير له في الأدب العربي، وهو باب رثاء المدن.

ودعونا أولا قبل أن نرثي المدن أن نطلع على شيء من تاريخها، ونقرأ شيئا من مدائح المدن الأندلسية إذ كانت المدن تتفاضل في أشياء كثيرة، وكان معيار التفاضل في المشرق يعتمد على الفكرة الدينية في الأقطار والأمصار، بينما كان المعيار في الأندلس يعتمد إلى جانب الفكرة الدينية على الفكرة الحضارية والعمرانية. فالتاريخ الثقافي العربي حفل بنماذج ناضجة من الفكر الحضاري، بعضها يتصل بخواص البلدان والأقاليم، وكان المعيار الشائع في المصنفات العربية عموما عندما تعقد المقارنة بين الأمصار المتكافئة مثل المقارنة بين مكة والمدينة، وبين دمشق وبغداد،أو بين بغداد والقاهرة، أما في الأندلس فقد كانت المقارنة بينها تجربة كلية مقارنة ببر العدوى، وجاء الأندلسيون ليجعلوا مقياس التفاضل كثرة العلماء عن ابن حزم، وروعة المعاني الشعرية الأبكار عند الشقندي في المغرب الأقصى وهو الذي كتب مجموعة رسائل في فضائل الأندلس جمعها لسان الدين الخطيب آخر شعراء الأندلس في العصر الغرناطي في القرن الثامن الهجري بأنها هي: المنعة والصنعة والبقعة والسمعة من ناحية والحضارة والعمارة والنضارة من ناحية ثانية، وإذا تأملنا هذه الكلمات سنراها تصب في التصور الناظم للبلدان التي تزدهر فيها العلوم والفنون والآداب، وتتميز بموضعها وموقعها وعمارتها ونضرة الحياة الإنسانية فيها.

وإذا تتبعنا كل المدن الأندلسية وجدناها نماذج حقيقية في الرقي الحضاري في العصور الوسطى مقارنة مع أي موطن آخر، لكن إذا امسكنا بخيط هذا النموذج الأندلسي في الشراكة الحضارية نجد انه يتجلى في عدة عناصر أساسية: العنصر الأول أنها ازدهرت بالتعدد، ولم يؤد فيها التعصب للعرق الواحد أو للثقافة الوحيدة، إلا للفتن والحروب... ويشهد تاريخ الأندلس أن الفترات التي تم فيها قبول الآخر واحتواءه وإتاحة الفرصة له هي فترات الازدهار وعندما يطل التعصب برأسه تصبح فترة فتنة حتى بين العدنانيين والقحطانيين، أو بين العرب والبربر.

واستطاعت الثقافة الأندلسية أن تحتضن الثقافة المسيحية المدجنة، وأن تتركها تزدهر في ظلها، واستطاعت أن تحتضن الثقافة اليهودية، ولم ينته هذا النموذج الأندلسي من التاريخ إلا بموجة تعصب كاسحة قادت إلى الغزو الإسباني المسيحي لتنصير المسلمين قسرا ولمحو هوياتهم ولمحو دينهم، ومحاكم التفتيش التي حملها الاسبان هي التي أخمدت جذوة الثقافات العربية والمسيحية واليهودية معا، ولم تمحو الثقافة الإسلامية وحدها.

ومن مظاهر الشراكة الحضارة أن الأندلس كانت تزهو بالثقافة، بمختلف تجلياتها، وكانت ضمن الحضارة الوسيطية في أعلى درجة من العمران، مثال ذلك قصور إشبيلية وغرناطة حيث امتزج فيها الشعر بالعمران على كتلة حجرية، وهناك دواوين شعرية كاملة مازالت منقوشة في هذه القصور، مثال آخر الثقافة التشكيلية في الرسم، والنحت وتشكيل الطبيعة، فحين افتتح المسلمون الأندلس أبقوا على التراث الروماني الذي وجدوه وزادوا عليه في قصورهم وحماماتهم تماثيل جديدة، وأبدعوا نماذج مازالت تدرس جزءا أساسيا من الحضارة الإنسانية الوسيطة في الجامعات الأوروبية... وهذا النموذج الثقافي في الأندلس لم يكن قاصرا على الشعراء والمتأدبين والكتاب، وإنما كان ينضح في أوساط الحكام، والملوك والسلاطين.

ومن مظاهر هذا الرقي الأندلسي سمو مكانة المرأة، ولم تعرف الثقافة العربية عددا من الشواعر في أي مصر عربي إسلامي مثلما عرفت في الأندلس، وفي كتاب «نفح طيب» وحده ورد ذكر 160 شاعرة، ولم يكن قاصرات على الجواري كما هو في بلدان المشرق، بل يتعدى ذلك إلى كل الطبقات بما فيها الطبقات الحاكمة، وكانت هناك منتديات نسائية أدبية من أبرزها منتدى ولادة بنت المستكفي.

وهذا من أبرز ما يميز الأندلس ذات الطبيعة المخالفة للمشرق، وهو ما انعكس على الثقافة الغربية المعاصرة له، وكل دارسي الآداب الأوروبية يشهدون بأن نموذج الفروسية لم يتجلى لدى شعراء التروبادور إلا بتأثير من نموذج وضع المرأة في الشعر الأندلسي، ومن المفارقات أن امرأة هي التي أدت إلى أفول هذا الكوكب الأندلسي عندما اقترنت الملكة إيزابيلا بالملك فردنادو وقادته لاسترداد الأندلس وكأن النساء لم يحلو لهن أن يبقى النموذج الذي رفعهن إلى الذروة.

ويعرف كل من يدرس تاريخ الأندلس وحضاراتها أن الشعراء والكتاب يتميزون بقدرتهم الفائقة على تذوق الجمال.

وأخلص من ذلك أن النموذج الحضاري الأندلسي انتصر للحب بين الأجناس المختلفة، وللتزاوج بين الأجناس المختلفة، وعلى كل المستويات المادية والمعنوية... وهناك أسطورة رائجة في الكتب تقول انه نتيجة لحالة عشق بين رجل عربي وامرأة رومية قبل الفتح دعته لان يغزو الأندلس... وأبناء الأندلس ليسوا أبناء الخطيئة، بل هم خلاصة امتزاج الأعراق والأديان والثقافات، وتحولوا إلى مراكب للإشعاع الحضاري... وعلى سبيل المثال أبرز المؤلفات في الحب هي طوق الحمامة وقد كتبها ابن حزم الفقيه، واستشهد هنا بأبيات لابن عربي الذي ارتقى بالحب إلى الأفق الصوفي عندما كان يقول:

ومن عجب الأشياء ظبي مبرقـع

يشير بعناب ويومي بأجفـــان

ومرعاه ما بين الترائب والحشـا

ويا عجبا من روضة وسط نيران

لقد صار قلبي قابلا كل صـورة

فمدعى لغزلان ودير لرهبــان

وبيت لأوثان وكعبة طائـــف

وألواح توراة ومصحف قــرآن

أدين بدين الحب أنى توجهــت

ركائبه فالحب ديني وإيمـاني

وبذرة الحب هذه تتوالد حتى اليوم، وهي ماثلة في شعرية أبناء اللغة الإسبانية الذين يعيشون في المحافظات الأندلسية، وثلاثة منهم حصلوا على جائزة نوبل على شعرهم وكأنهم يتوارثون هذه الشعرية في دمائهم وكلهم ذوو أصول أندلسية، وكان من المظاهر الأخرى ثراء التراث العلمي المشترك بين الشرق والغرب في لحظة من العشق الحضارية ومن هذه التجليات بهاء الحضور التاريخي للمكانة العربية والإسلامية في الأندلس حتى اليوم





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً