سأل مرزوق أحد العارفين بأحوال من انفلتوا مرة أخرى يتهمون فئات معينة من شعب البحرين بالإرهاب، وما الأسباب التي تدعوهم إلى مثل هذا العمل. مرزوق لم يعد مقتنعا بأن الكراهية هي السبب الوحيد، إذ لابد هناك من أسباب أخرى تدفع هؤلاء المنفلتين إلى القيام بما يقومون به...

مرزوق: بما أنك تعرف بعض هؤلاء عن قرب، ما هو في رأيك السبب الذي يدفعهم إلى امتهان هذا النوع من الأعمال غير المفيدة للبشرية!

صديق مرزوق: والله الأسباب متنوعة، وأشاطرك الرأي بأن الكراهية ليست هي السبب الوحيد. فالانسان الذي يكره انسانا آخر يتوقف عند حد، إلا أن هؤلاء لا يتوقفون عند حد وبالتالي فهناك عوامل أخرى أكثر تعقيدا مما تظن...

مرزوق: ما هي، وهل استطعت الوصول إلى فهمها؟

صديق مرزوق: بعضها يرجع إلى الإفلاس المعنوي...

مرزوق: ماذا تقصد؟

صديق مرزوق: هؤلاء وجدوا ان الاصلاح يعني انتهاء دورهم وان الذين يسمونهم «قرويين» استطاعوا المساهمة بنضالاتهم في التسريع بالديمقراطية في البحرين، وهذا الأمر لا يستطيع أن يغفره لهم هؤلاء النفر من الناس...

مرزوق: ولكن القرويين ضحوا ومن أجل ذلك استطاعوا المساهمة في الديمقراطية وعودة الحقوق، فماذا يضير هؤلاء؟

صديق مرزوق: لا تنس أن هؤلاء ولدوا متعودين على استهجان أهل القرى، وبالتالي فمن الصعب عليهم الاعتراف بأن أهل القرى أكثر تحضرا منهم، ولذلك فان اتهامهم بالهمجية والإرهاب والتخريب يساعد هؤلاء المفلسين معنويا على تغطية بعض الأمور من الناحية النفسية.

مرزوق: ولكن استهداف القرويين بهذا الشكل من شأنه أن يزيد شأنهم رفعة لأنه سيثبت أن ليس لهم أي دور في أعمال ارهابية وأنهم مستضعفون لا ينوون لأحد سوءا، وبالتالي ينقلب السحر على الساحر...

صديق مرزوق: لا تنس أن هؤلاء لا يفكرون كما يفكر الآخرون، فهم في أوهامهم يعيشون ويكذبون على أنفسهم ويصدقون الكذبة وثم يبدأون التبشير بها.

مرزوق: يعني هذا مثل قصة جحا والحمار...

صديق مرزوق: ما هي هذه القصة؟

مرزوق: يقولون انه كان لجحا حمار مريض ولا يستطيع القيام بعمل فأخذه للسوق، وهناك قام يمدح الحمار ويذكر صفاته الحميدة، فاجتمع الناس عنده يريدون شراء الحمار ولكن بعد أن رأى الناس ينهالون لشراء الحمار، راجع نفسه وقال: ان حماره بهذا المستوى من الجودة بحيث الكل سيشتريه، فما كان منه إلا أن قرر الغاء البيع ورجع بالحمار المريض مرة ثانية إلى منزله.

صديق مرزوق: وماذا تريد أن تقول...

مرزوق: الذين يكتبون ويشتمون مرضى وربما أراد أحد التخلص منهم وكذب عليهم وهم تسلموا الكذبة وبدأوا يكذبون بها، وفجأة أصبحوا مهمين لأنهم صدقوا أنفسهم ولذلك يمكنهم الآن الاحتفاظ بما لديهم من مرض من دون أن يعلموا بالمرض