أظهرت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الاميركية، في افتتاحيتها أمس، تناقض الموقف الأميركي تجاه العراق وكوريا الشمالية إذ تحشد الولايات المتحدة قواتها في منطقة الخليج لشن هجوم محتمل على بغداد، بينما تتبع النهج السلمي وتعرض إجراء حوار مع بيونغ يانغ سعيا لإيجاد حل بشأن برنامجها النووي بالإضافة إلى إعلان انسحابها من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.

وقالت الصحيفة إن منطق عدم القيام بعمل عسكري ضد كوريا الشمالية يوضح أن رئيس كوريا الشمالية كيم جونج إيل لديه آلاف من المدفعيات التي يمكن أن تحول عاصمة كوريا الجنوبية سول إلى حطام وتعرض للخطر 37 ألف جندي اميركي يرابطون في البلاد، علاوة على أن كوريا الشمالية لديها أيضا تكنولوجيا الصواريخ مع دقة نظم تصويب كافية لوصول الصواريخ إلى أهداف في اليابان. وأضافت ان وراء تلك الاختلافات الرئيسية تقبع حقيقة ما يشير إليه الخبراء من اختلاف حال كوريا الشمالية عن العراق فيما يتعلق بتعمد واشنطن تجاههما وذلك على الرغم من وقوع حيل وانتهاكات للمعاهدات من جانب كل من بيونغ يانغ والعراق في الآونة الأخيرة، موضحة أن تناقض الموقف الاميركي يتمثل في أمر واحد هو أنه ليس هناك «عراق جنوبي»، ولكن توجد كوريا الجنوبية التي لدى زعمائها سياسة «المضي ببطء» في إجراء اتصالات مع كوريا الشمالية وهى السياسة التي تختلف بشكل واضح عن المنهاج الذي تتبعه الإدارة الاميركية. وعلى النقيض أيضا من حال العراق، فإن كوريا الشمالية لا تتاخم جغرافيا طرق نقل النفط الذي يعتمد عليه العالم للتزود بالطاقة، كما أن الرئيس كيم لم يجتح أية دولة مجاورة حديثا فيما قام الجيش العراقي بالعدوان على دولة الكويت في العام 1990. وأشارت الصحيفة إلى اختلاف الصفات الشخصية الرئيسية لكل من صدام حسين وكيم جونج إيل قائلة «ان الرئيس العراقي الذي وصف في بعض الأحيان بأنه غير رشيد استهزأ بالغرب لتحسين وصقل صورته في منطقة الخليج، بينما ينظر إلى رئيس كوريا الشمالية باعتباره ممثلا رشيدا لنهج والده الراحل كيم إيل سونج والذي سعى للتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة عقب انتهاء الحرب الباردة وتخلي روسيا والصين عن تحالفهما لبلاده كي يضمن بقاء نظامه بأي ثمن